الثلاثاء، سبتمبر 01، 2009

كيف قضينا أيامنا في الحرب...

استيقظنا أنا وعائلتي صباحا في تمام الساعة العاشرة وبدانا نجهز انفسنا للعودة للمنزل حيث كان ذاك الوقت وقت هدنة كانت تمنحها القوات الاسرائيلية لاهالى القطاع للتبضع وشراء الحاجيات .ما يهم هو انني ذهب واستححمت وتناولت طعام الغداء وحملنا بعض من أمتعتنا وعدنا أدراجنا إلي بيت صديقة والدتي (مع العلم أننا اتجهنا للمكوث في منزلها بعدما اخلينا منطقتنا لاقترابها من الاشتباكات مساءا .حيث كان منزلها في نفس المنطقة ولكن بعيد بعض الشئ عن الخطر كما كنا نعتقد) جلسنا نراقب نشرة الأخبار حتي الساعة السادسة والنص ،بعد ذلك بقليل بدانا نستمع لبعض الطلقات والأعيرة النارية والرصاص بشتي أنواعه ،لكن رغم ذلك لم نعط لهذه الأصوات الأهمية الكبري وبقي الأمر حتي بدأ يتزايد شيئا فشيئا ،من جميع الإتجاهات ،طلقات نارية.قذائف.وطائرات f16 تضرب وتقوم برمي القذائف ،نصحنا حين ذلك زوج صديقة والدتي بأن ننزل ثلاثة طوابق ،وكنا في ذاك الوقت نقطن الطابق الحادي عشر ،فنزلنا ثلاثة طوابق في بيت أخته التي كانت قد غادرت البرج وتوجهت الى منطقة أخري ،حاولنا أن نستغفل القصف ،وأن نمارس حياتنا الطبيعية ،ولكن...صوت الرصاص كان أقوي منا ومن عزيمتنا ،بدا القصف يشتد فاتجهنا جميعنا _وكنا حينها نجلس في الصالة الكبري_اتجهنا الى المطبخ وحاولنا أن نغمض أعيننا وأن نريح أجسادنا ،كما وكنا نأمل أن يكون آمناا بعض الشئ ،لكن ما هي الا دقائق معدودة إلا وصراخ الجيران بدأ يتعالي .نهض الرجال وفتحوا باب الشقة وادخلو الجيران الذين نزلو من بيوتهم خوفا من القصف العشوائي ،..
جلسنا جميعنا في المطبخ الذي لم يكن يتجاوز قطره مربع غرفة صغيرة ،بدأت النسوة تتضرع لله أن ينجينا وأن يرحم أطفالنا الصغار .وبدأ الرجال يتجمهرون في الدور الثالث ..حينها نزل أخي ووالدي وزوج صديقتنا معهم وتجمعوا مع بعضهم البعض .....

عاد القصف يشتد وتيرته وماهي إلا دقائق معدودة إلا ونحن نستمع لدوي أشبه بصوت الصاعقة ،وتلاحقها صراخ الأطفال وسقوط زجاج كحبات ابرد من أوله حتي آخره...بدأت الأخبار تتوالي باستهداف(الروف)الذي يعلونا،واشتدت الضجة والخوف حتي أخدنا نلملم أوراقنا الرسمية ،صعدا لرجال وطلبوا منا أن نضبط أنفسنا قليلا والنزول بهدوء للطابق الخامس ..بدأنا بالنزول زحفا،نعم نزلنا زحفا درجة تلو الأخري حتي لا ترانا الطائرات من الفتحات التي تتخلل البرج ،وجلسنا في (كاريدور البرج )كنا ننزل اثنين انين حتي وصلنا لمنطقة تعد ولو لولهة بر الأمان كنا قد أخدنا معنا عدد من الأغطية وبعض الفرشات الأرضية حتي نجلس عليها ،كانت الساعة في ذلك الحين لم تتجاوز الواحدة صباحا ، جلسنا وعدنا للدعاء والتضرع لله ،وبدأ الجيران يتوافدون عائلة عائلة تأخذ مكانا وتجلس فيه معنا ..أخد كل فرد وضعيته ، وبدأ الرصاص كزخات المطر يأخد منحناه من ناحية اخري كان حينها البرج الذي كنا فيه يهتز وذلك لارتفاعه ولأن القوات الاسرائيلية قامت بقصف شقة سكنية كانت تخص احدي العائلات حينها ....بدأنا نسمع بعد مرور ساعة ولربما ساعتين بدأنا نستمع لصوت الدبابات الإسرائيلية تتقدم شيئا فشيئا وجاءتنا الأخبار بأنهم قد وصلو لمنتزه برشلونة .وقامو باقتحام احدي الابراج وانزلو سكانها وقاموبفصل الرجال عن النساء واعادة النساء للبرج ..لم نعلم ماذا حل بلرجال في ذلك الوقت ولكنهم في وقت لاحق قامو باطلاق سراحهم ..
بقينا علي هذا الحال حتي الساعةالخامسة صباحا بعدها جاءنا احد الجيران وهوي في الطابق الثاني وطلب من النسوة النزول لشقته واتجه هو مع الرجال ومعه مجموعة اخري كانت تختبئ في منزله..
كنا في الطابق الثاني بصالة لا تتجاوز قطرها مربع غرفة صغيرة وكنا ما يقارب سبع عائلات تتألف من خمس وعشرون امرأة واربعون طفلا ..بدون مأكل ومشرب وكهرباء وحتي اعزكم الله لم نكن نقدر التوجه الي_الحمام_وذلك لانه يقابل الغرفة التي تقابل منتزه برشلونة وقد كانت الدبابات من تراه يتحرك في ذاك الوقت تطلق قذائفها بشكل عشوائي،بدأ الرعب يمتد الينا حينما بدا القصف والرصاص ينهمر علي بوابة البرج فاتجهت كل من لديها أقارب ومن لديه مسؤولين بالاتصال عليهم ،اتصلنا بصحفيين واتصلنا بالصليب الأحمر ولم يستجب أحد لندائنا وكان عذرهم بأن قوات الإحتلال لا تستمع حتي لهم وأنها تطلق النار علي كل من يتحرك حتي لو كان جهة دولية ،اتصلنا بتلفزيون العربية وبدأنا نحاول بشتي الطرق ونخبرهم باننا علي شفا حفرة من الاقتحام ولكن هيهات لم يستجب أحد بقينا علي ذلك الوضع حتي الظهيرة ،حينماأخبرونا بأن ا لصليب الأحمر قد اتخذ لنا هدنة للخروج منا لمنطقة والتوجه لمستشفي القدس ...خرجنا كلنا دفعة واحدة بعض منا يحمل الراية البيضاء وذلك لأن المنطقة لم تكن آمنة فقد كانت طائرات الإستطلاع تحوم في المنطقة ، وبدئنا نعدو دون أن نعي إلي أين نحن ذاهبون خرجنا مرة واحدة وقسمنا أنفسنا قسمين وتوجهنا للمستشفي وحين وصولنا بدأت المستشفي تهتم بالحالات التي انهارت حال وصولها وشعورها بالامان......

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sponsor