(والله وكبيرة يا مصر ، مصر مصر)،احدي الهتافات التي كانت تقال في مسيرة حاشدة توسطت قطاع غزة من جميع المناطق تشجع فريق مصر للفوز على الجزائر ، كانت صدمة بالنسبة لي وأنا استمع للهتافات وللموسيقي والأغاني التشجيعية للمنتخب المصري في قطاع غزة، وقفت لأرى ، لم أعرف ماذا أقول وماذا افعل ، قلت بعقلي( وليش ما تقوم القيامة لمن سمعوا انو توقيع الاتفاق رح يتأجل؟ ) هل أصبح فوز أحد المنتخبات أهم من المصالحة الفلسطينية ، هل فوز أي منتخب ولست أتحامل على منتخب مصر ....ولكن لما كل هذا ونحن نعاني وهناك مشكلة كبيرة في قطاع غزة نقص الغذاء والحصار ، وإغلاق المعابر والطرق ، هل أصبحنا نتهامس ونتغامز ونقف يد واحدة لفوز هذا وذاك ولا نتحد لفوز المصالحة وللوحدة الوطنية ؟، سألت أخي فأجابني ( يا شيخ روحي أنتي الثانية، أنتي دقة قديمة، إحنا زهقنا وبدنا نعمل مثلهم خلينا نعيش مثلهم بلا مصالحة بلا بطيخ همي بس يفكروا فيها بالأول) ، وعاد ليهتف لمصر ومنتخب مصر ، ليس سيئا أن نشجع أحد ، أو أن نتذكر الموعد الآخر للمباريات الفاصلة ولكن ما هو أسوأ أن ننسى ذكرى مجزرة أو حرب أو ذكرى شخصية خدمت هذا الوطن بروحها ، ما أن انتهت المباراة حتى بدأ الجميع يجهز نفسه ويحارب الآخر سواء كان ذلك في برامج التلفاز أو الإذاعة أو الانترنت وما هو واضح جليا علي موقع (الفيس بوك)، أصبحت الاستعدادات وتذكير الآخرين بموعد المباراة الأخرى ، من منا تذكر وعد بلفور؟! ومن منا تذكر مجزرة دير ياسين وقانا ؟!، ومن منا تذكر المناضلين داخل السجون الإسرائيلية ؟!،من منا تذكر في هذه الفترة ما يعانيه أهلنا في القدس ؟!!،، كنت قد قرأت خبرا علي احدي المواقع بأن إسرائيل توافق علي بناء 900 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية ، في نفس الموقع الذي تجد فيه آلاف المعلقين علي أي موضوع في هذا الموقع ، لقد خذلت حينها لأنني لم أجد معلقا واحد ( يفش غلي) ويدعو لمسيرة حاشدة كالتي قامت بمناسبة فوز المنتخب المصري تنديدا بذاك الخبر .
ولكن أقول لكم عذرا تجاهلوا ما قلت فإن المباراة الحاسمة غدا فلا تشغلوا بالكم بما أقول واستعدوا لمسيرات حاشدة دعما لمنتخبكم المفضل ، ولتعذروا هذياني فأنا من الجاهلين الذين لا يعلمون قيمة مثل هذه الحماسات، فانا مثلما قالها أخي (دقة قديمة)...