الأربعاء، ديسمبر 29، 2010

المشهد السابع من قصة ..أغدا ألقاك

المشهد السابع/ليل_داخلي



في المساء بينما تجلس منال ووسام في صالة المنزل يحتسيان كوبا من الكاكاو الساخن وتبدا منال بالحديث


منال:" انبسط صاحبك عنا ،عجبو الغدا".


وسام:" اكيد يسلمو اديكي هوي الى بياكل من تحت اديكي ما بينبسط، بس ليش ما اجيتي تعرفتي عليه".


تضحك منال وتعاود سؤاله:" كنتو كتير منسجمين مع بعض فما حبيت ازعجكو قلت اتركو براحتكوا".


اراد وسام أن يعلق علي كلام أمه ولكن سبقه هاتفه المحمول بالرنين فيرد عليه


وسام:" ألو..أهلين حسام".


حسام:" مرحبا كيفك وسام".


وسام:" هلا تمام والله ، شو مالك صوتك مش عاجبني،خير شو في".


حسام:" والله متدايق شوي، وحابب أقعد معك بتقدر تيجي نتمشي شوي".


وسام:" طيب هيني جاي مسافة الطريق وبكون عندك سلام".


تنظر منال باستغراب لوسام وتستغرب وتقول


منال: "مالو حسام؟؟".


وسام:"مش عارف مدايق كتير,هيني رايحلو".


منال::"هلأ بدك تطلع الدنيا عتمة اتصل عليه .وخليها لبكرة".


وسام:بنفعش ياماما صرت حاكيلو هيني جاي .وبعدين مامعي رنة ارجعلو .


منال طيب روح وانتبه...ولاد الحرام كثار..لاتتخانق مع حدا, وأرادت أن تكمل لكن وسام كان أسرع منها قائلا بعد أن قبل رأسها: عارف ...عارف...الوصايا السبع.






يخرج وسام وتذهب أمه خلفه وتدعي له بالسلامة و التوفيق له ولصديقه حسام....








الجمعة، ديسمبر 24، 2010

المشهد السادس من قصة أغدا ألقاك....

المشهد السادس/ نهار_داخلي


توطدت العلاقة بين حسام ووسام وبدأو يمضون معظم الوقت مع بعضهم البعض وفي المنزل ليس لوسام حديث سوي صديقه حسام حيث أخبر وسام أمه بأن حسام يعيش هنا وحدة وأن عائلته تعيش بالخارج وأنه يرغب في أن تتوطد العلاقة بينهما وأن يري والدته حيث قال:

وسام:" شو رأيك يا ست الحبايب لو عزمت رفيقي حسام بكرة يجيي يتغدي معنا ".

منال:" أهلا وسهلا فيه والله انا حابة أتعرف عليه من كتر ما دوختني بحسام حسام"، وتنصت برهة وتتذكر ابنها حسام رحمه الله لو كان الآن علي قيد الحياة لكان الآن معهم في هذه الجلسة كم تشتاقه ، هو وزوجها صدام

تنبه وسام لشرود والدته وأحس بأنها تفكر بأخيه ووالده فنهض وقبل جبينها وقال

وسام:" الله يخليلي ياكي وما يحرمني منك أبدا".



في اليوم التالي يحضر وسام برفقته حسام ويدخل حسام إلي مخيم متواضع فيه منازل متراصة مصفوفة جميعها بجانب بعضها البعض وأرضيتها متربة ، الأطفال تركض خلف بعضها البعض ، والكل حينما يري وسام يلقي عليه التحية ، يسير حسام ووسام في ازقة المخيم أزقة ملتوية إلي أن يصل إلي بيت متواضع يفتح وسام باب منزله يدخل ويقول بصوت عال:"

اتفضل يا حسام اتفضل".

يتقدم وسام صديقه ويقول:" اتفضل معلشي البيت مش قد المقام"، حسام وهو يدخل للمنزل:" له يا زلمة شو بتحكي انت، البيت قيمتو بصحابوا وانتو بتشرفو أي واحد بتعرف عليكو".

يدخل حسام وهو ينظر نظرة سريعة وخاطفة تفصيلية للبيت حيث كان هادئا صغيرا لمح غرفتين وصالة والمطبخ وإلي جواره حمام صغير يجلس في الصالة هو ووسام ويلتفت إليه قائلا .

حسام:" شو كنو انت لحالك عايش بالبيت".

وسام:" لا عايش مع امي".

حسام معقبا:" انت وحيد؟؟".

وسام:" صرت وحيد الوالد واخوي اتوفو بالحرب الأخيرة".

حسام بحزن يلحظه وسام:" رحمة الله عليهم".

أخذ وسام يغير الموضوع ويتحدثان ويضحكان وهما مندمجان تدخل منال عليهما وتقف من بعيد تنظر لحسام من بعيد وتقف ساكنة بلا حراك .

تتأمل ملامحه كأنها تعود بالذكريات إلي طفلها حسام شعرت بذلك نظرت لوسام ثم عادت نظرتها لحسام وهي تحدث نفسها (يالله) تشعر بان قلبها ينتفض ولا تعرف السبب تتذكر ابنها حسام ولكنها تعود بذاكرتها للوراء وتوقظها القذيفة وهي تضرب منزلها وتتذكر بأنه ابنها قد مات .

يتحدث وسام إليها:" وين سرحتي يماما ..بحكيلك حسام عنا شو مابدك تسلمي عليه".

منال:" أهلين وسهلين يا ابني كيفك انشاء الله بخير وكيف الدراسة".

حسام:" الله يخليكي يا خالتو الحمد لله".

وسام:" حسام حابب يتغدي عنا اليوم شو رأيك يا حجة".

منال:"وأنا اليوم عامليتلكو أطيب أكلة لحظة وبتكون جاهزة".

بعد غياب ما يقارب النصف ساعة عادت منال ووسام وحسام يتحدثان بصوت مرتفع ويضحكان اقتربت نال ومعها صينية الطعام نهض وسام من مكانه وتناولها من والدته وقال:"يسلم هلأيدين ".

حسام:" غلبناكي يا خالتو يسلم إديكي يارب".

بدا بالأكل وأثناء ذلك سأل وسام صديقه

وسام:" انت ما حكتلي طيب ليش والك ما بيجي لهون أحسنلو وبالمرة بتظلكو حوالي بعض".

حسام:" هوي حابب يظل هناك مش حابب يرجع وانا رح بخلص تعليمي وبرجع لعندو".

وسام:" طيب ليش ما درست هناك وريحت حالك من هلشحشطة".

حسام:" منتا عارف التعليم بالخليج غالي كثير وطبعا حتى إلى حالتو المادية فيك تقول متوسطة ما بيقدر عليها".

وسام:" يلي الله بيعين وان شاء الله بتتسهل معك وبتخلص من دون صعوبات".

تدخل الأم وهي تحمل صينية الشاي وتأمل وهي واقفة علي باب الغرفة الشابان وهما يتحادثان ..سعيدة برؤيتهما معا ....تقترب وتقدم لهما الشاي قم تعاود بالخروج والحزن بداخلها وتحدث نفسها لو أنني لم أنسى ابني لكان الآن أروع شاب يساند أخاه ليتني وليتني وذرفت دمعة واتجهت نحو غرفتها تلوم نفسها كعادتها...



الجمعة، ديسمبر 17، 2010

المشهد الخامس من قصة أغدا ألقاك...

المشهد الخامس/ نهار_خارجي

بدأت منال بالركض وبيدها وسام تجره خلفها وما إن وصلت نهاية الشارع تعدو كالمجنونة تمسك بابنها كمن يلحقها مجرم عتيد القوة تلتفت أمامها لتحفظ خطاها، لكنها تتوقف بعد  أن نالت مرادها، فقد رأت صدام راكضا نحوها، اقترب منها ملوحا بذراعه كأنه يؤكد لها بأنه صدام نظرا لما أصاب ملابسه من رماد إثر قصف طال المكان الذي كان يمر بجانبه، بعد أن التقت روحهما..أخذت تستجمع قواها للرحيل، التفتت خلفها تمسك بابنيها ولكنها أفاقت على فاجعة جديدة بهتت بزوجها وأخذت تصرخ بشكل هستيري والخوف والذعر يملآنها

منال:" صدام ...صدام الحقني يا صدام".

ينظر صدام لزوجته وابنه وتحيط به ملامح الصدمة والذعر هو الآخر ينظر إليه والحيرة تملأ عينيه.

صدام :" وين حسام شو صرلو".

تقف منال فجأة دون حرام وقد جف حلقها فقد أدركت وقتها أنها نزلت وتركت ابنها نائما في المنزل ونسيته هناك، وانفجرت منال باكية وبدأت بالصراخ ثم اقترب صدام منها وبدأ بهزها

صدام:" وين الولد شو صرلوو ولك احكي".

تتملص منال من بين يدي زوجها محاولة العودة للمنزل وهي تتحدث وتبكي

منال:" يا ويلي من الله يا ابني حسام ابني نسيتو نايم بالبيت"، وتبكي بحرقة .

عندما سمع كلماتهما هرع دون وعيي راكضا بطريق العودة إلى المنزل لإحضار ابنه بينما منال تنهار باكية، حاولت النهوض واللحاق بزوجها لكن قدماها خانتها جلست أرضا وأخذت وسام الذي هو الآخر كان يبكي واحتضنته بقوة، وبدأت تنادي

منال:" صدام حسام، يالله شو الى صار، يارب، يارب استر والطف".

يراها جارهم الشيخ محمد ويحاول طمأنتها بعدما علم بالقصة من وسام ابنها.

الشيخ محمد:" وحدي الله يا مرة هلأ بلحقونا تخافيش يلي قومي معي إنتي وابنك ليسير شي بهالشارع ما في أمان الضرب شغال ما بيفرق".

تنهض منال بمساعدة الشيخ محمد وتذهب معه علي طول الطريق محاولة الوصول الي بيت أهلها في الشارع الثاني لكنها لم تغادر ظلت عند نهاية الشارع العام واقفة علها تلمح زوجها تلتفت يمينا ويسارا علها تراه .... أخذت تنظر لابنها وسام الذي كان هو الآخر يبكي حرقة على أخيه وأبيه وما أن رفعت رأسها وإذ بقذيفة أخرى تدوي خلفها التفتت منال لترى ما حدث وقفت بعدما وضعت ابنها أرضا تتقدم بخطوات بطيئة نحو مكان منزلها جفت دموعها لا صوت لها فقط إشارات نحو المكان صمت مدقع يرافق المشهد، بعدما استوعبت ما حدث تجلس أرضا ويحتضنها وسام وأخذت تطلع العنان لصوتها، فاغرة فاهها وتصرخ بأعلى رافعة رأسها للأعلى (يا رب) ..

كان لديها الأمل أن يكونا بخير ولكن قدوم امرأة من ناحية المكان المستهدف نهضت مسرعة منال نحوها تسألها عن زوجها وابنها ولكن المرأة كانت مكلومة هي الأخرى وأخذت تقول:" كل إلي بالعمارة استشهد اليهود قصفو العمارة والناس فيها الله يلعنهم الله يهدهم وتبكي بحرقة"...

وقفت منال حاولت أن تكون ثابتة وأن تنكر ما حدث بإشارات برأسها تقول فيها لأ ولكنها عجزت وبدأت بصراخ هستيري:"صدااااااااااام... حساااام".

حاولت الرجوع لكن الشيخ محمد منعها صارخا بوجهها ( وين رايحة وتاركة ابنك ارجعي لهون".

بدأ وسام صراخه يتعالى:" ياماما أنا خايف ياماما بابا راح وين حسام". كان قد شاهد القصف الذي طال منزلهم ..

التفتت منال لحالها لبرهة ولما أصابها وأدركت أنه لم يتبقي لها سوي وسام وتعود منكسرة والدموع تملأ عينيها لتحتضن وسام وهي تبكي وتنظر خلفها تارة ولوسام تارة أخري

منال:" سامحني يا حسام سامحني يا ابني".

تنهض وتمسك بيد ابنها وسام تضغط عليها بشدة محاولة أن تحافظ عليه وخائفة في نفس الوقت فلم يعد سواه لديها وتمشي وسط الجموع وهي تجر أذيال الحزن والأسى لا تعلم أين تذهب فقد أصبحت مصدومة بعد ما حدث لا تعرف سوي وسام الذي تثبت يدها بيده ...

تمشي مع الجميع ولا تمشي، لم يعد لديها شيء تفعله كل ما تعرفه أنها تسير بشكل صحيح حسب تعليمات أشخاص يلبسون الجاكيت الأبيض والذي رسم عليه هلال وصليب لم تعد تعي ما حولها أصبح كل ما حولها أكذوبة صنعتها بنفسها وأخذت ترصف الطريق بدموع الألم والمعاناة ، وما كان يخفف عنها اقتراب ابنها وسام ومسح تلك الدموع الرقيقة.قامت بتقليد من كان موجود واجتلست إحدى الحجارة التي رصت بجانب بعضها البعض، اغتمس اليوم بليل حالك السواد حاولت منال أن تتقبل ذلك الوضع لكن دموعها لم تكن تجف احتضنت وسام بين ذراعيها وأخذت تقبله مرارا وتكرارا ...تشد على ذراعيه كأنها خائفة أن يفلت منها أو يضيع هو الآخر رافق سواد الليل سكون موحش حينها استسلمت منال لتعب عينيها وأسدلتهما علها تنسى ما مرت به من عناء وشقاء في هذا اليوم...

لا حديث ....فقط صمت مدقع، توجه الجميع بعدما استمعوا لنداءات الصليب الأحمر في صباح اليوم الثاني نحو مخيم رث الحالة باتجاه جنوب البلاد هنالك كانت بيوت مبنية من الطوب الأحمر شوارع لا صرف صحي فيها زواريب موحلة ...التفت منال حولها بعد أن سجلت عنوانها واستلمت بيتا صغيرا افترشته بخرقة صغيرة وفرشة ووسادة استلمتهما من أحد الأشخاص الذين كانوا يوزعون بعض المساعدات جلست على حافة باب المنزل التفت ناحيتها وسام الذي كان لا يفارق أحضانها ليخبرها عن جوعه فما كان منها إلا أن رسمت ابتسامة مقهورة رافقتها دمعة وأخذته متجهة نحو زاوية في المنزل وضعت عليها بعض الأواني أخذت تبحث عن شيء يسد رمق جوع ابنها...

مرت أيام وليال وأسابيع وأشهر بل أعوام أيضا، ولا بسمة تشرق في وجه منال غلا إذا حضر وسام، وذلك أملا منها ألا تشعره بألم أو حسرة أو غربة ولكن هيهات فهو دائم الحديث عن والده وأخوه مما يجعلها تذرف دموع الألم والحسرة تحاول أن تنسى ما حدث وتشغل نفسها طوال أحد عشر عاما بأي شيئ ولكنها ترافق أي حركة من تحركاتها بكاء اشتكت مقلتيها منها مرارا ولكن هيهات أن تكف عن تذكر تلك اللحظات التي فقدت أعز الناس على قلبها زوجها وابنها ..أيقظها صوت ابنها وسام الذي دخل للتو دون أن تشعر به قائلا لها

وسام:" شو يا ست الحبايب شو عامليتلي غدا اليوم".

تبتسم منال بعد أن مسحت دمعة عينها دون أن يلاحظها وسام

منال:" آهلين بنور عيني عامليتلك ملوخية بالرز دقايق وبكون الأكل عالطاولة".

بدأت منال تعد طاولة الطعام لبدء الغداء، كانت منال قد أخذ منها الكبر بعض الشئ فقد مر علي هذه الحادثة أحد عشر عاما، كانت ترتدي تنوره وقميص، ويدخل وسام كعادته يبدأ بسرد ما حدث له خلال اليوم في الجامعة ويخبره، تنظر إليه منال وتعي بأن ابنها قد كبر وأصبح بالجامعة بدأت تفكر بابنها لو أنه عاش لكانا لأن بالجامعة ولكن ماذا سيدرس مدرس أم محامي كابنها وهي أمنية والده رحمه الله

وسام يقاطع فكرها:" وين يا حجة وين راح بالك".

منال:" ولا اشي يا بنيي بس سرحت شوي".

أحس وسام بأنها تفكر بحسام فهي تذكره من الحين للآخر ولا يغادر بالها ودائما ما تبكي ليلا وهوي يراها دون أن تشعر به ويسمعها تتندم لما فعلته ، حاول أن يغير الموضوع وبدأ يتحدث عن زملائه في الجامعة وزميله الجديد الذي كان دائما ما يتمني أن يتعرف لعيه فقال لأمه

وسام:" تتزكري يا ماما الشب إلي كنت احكيلك عنو دايما، انو نفسي أتعرف عليه ، اليوم اتعرفتلك عليه بالصدفة شب صاحبي بيعرفو وتعرفت عليه من خلالو بس مبين عليه محترم".

الأم :" الله يوفقكو يا حبيبي بس يكون منيح وأهلو مناح وما يلهيك عن دراستك".

وسام:" لا اتطمني يا حجتي هو تخصصو تربية وطبعا أنا حقوق بعدين الشب كثير محترم وأنا حبيتو كتير وهوي عايش لحالو هون، أهلو كلهم برا البلد".

الأم بعد أن انتهت من وضع الطعام علي الطاولة:" طيب يلي غسل ايديك وتعى تغدي .....".

الأربعاء، ديسمبر 08، 2010

من قصة أغدا ألقاك...

المشهد الرابع/ نهار


تفتح منال المنزل وتدخل يسارع ابنيها في الدخول يرميان حقيبتهما المدرسية في الصالة ثم يبدآن باللعب والركض خلف بعضهما في الصالة تغلق منال باب المنزل ثم تتجه إلي غرفتها وتغير ملابسها وترتدي بيجامة ثم تخرج إلى الصالة تنظر باتجاه الحائط ، كانت حينها الساعة المعلقة تشير بعقاربها إلي الواحدة والنصف ظهرا، تمشي باتجاه الولدان وتنادي عليهما

منال:" حسام وسام يلي كل واحد وشنتايتو غيرو اواعيكو وحلو واجباتكوا عبين ما يجيي بابا ليوم يتغدا معانا".

وسام:" هوي بابا بدو يتغدا معانا ليوم".

منال:" أي ليوم ما عندو شغل كثير رح يتغدا معانا".

يبدأ الصغيران بالقفز والضحك فرحا بأن والدهما سيتناول طعام الغداء معهم ثم يأخذ كل منهم حقيبته ويدخلان غرفتيهما

تذهب منال للمطبخ وتبدأ بإعداد الطعام بعد نصف ساعة يدخل وسام إليها ويبدا بالحديث معها وهي تعد الطعام .

وسام:" ماما أنا خلصت واجباتي بس ظايل اتدرسيني واتحضري معي الدروس بس نخلص غدا مش اسا".

تلتفت منال لابنها وتومئ برأسها بالإيجاب ثم تسأله:" وحسام؟".

وسام:" حسام حل واجباتو بسرعة وحط راسه ونام وحكالى بس يجهز الغدا بتصحيني".

منال وهي تضحك:" يابيي يا حسام شو بتحب النوم".

يبدأ وسام بالحديث مع أمه عن مدرسته ويسرد لها عن مغامراته المدرسية وأمه تعد الطعام

كانت الساعة تشير بعقاربها إلى الثانية والنصف ووسام يقف إلي جانبها يأكل تفاحة ويتحدث مع والدته بدأت الضوضاء تزداد في الخارج حاولت منال تجاهلها والاستمرار بالعمل لكنها ازدادت إلي ضرب رصاص بدأ القلق يساورها توجهت إلى الشباك في الصالة وما أن أطلت برأسه للخارج وإذ بها تزيد من فتحة عينيها فقد كان الدخان يتصاعد من أول الشارع والناس تركض عادت للمطبخ بسرعة وهي تنظر بخوف حاول وسام أن يسألها:" مالك ماما شوفي"، لم تجيبه منال فلم تكن تعرف ما السبب ولكنها توقعت بأن قصف أو شي من هذا القبيل ردا علي حادثة البارحة لكن ازدادت حالتها الهستيرية بعد أن سمعت صوت غارة جوية هزت المنطقة بأسرها حينها أحست بأن مصيبة ستحدث أخذت وسام من يده والذي أصابه بكاء هستيري وهو يسأل أمه

وسام:" ماما شوفي شو صار لي خايفة شوهلأصوات هاي".

لم ترد منال على أسئلته واتجهت نحو الباب وخرجت وأغلقت الباب خلفها ثم نزلت السلالم وهي تسرع الخطي وتضغط لعي يد وسام خوفا من أن يضيع منها وبدأت تنادي

منال:" صدام وتبكي صدام وينك ياصدام يارب الله يستر يارب الله يهديك وتظلك بالمكتب وما تكون بالطريق".

وصلت إلي بوابة العمارة وبدأت تري الناس وهي تركض بجنوب محاولة الهروب من المنطقة حيث كانت تلك المنطقة مستهدفة من إسرائيل حيث كانت أكثر منطقة يتواجد بها جنود من حزب الله..

تقدمت منال خطوتان إلي الأمام وبيدها تضغط علي يد وسام وهي تنظر يمين ويسار علها تجد صدام قادم إليها وهي تتمني في نفس الوقت ألا يأتي...



الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

الجنة في غزة

غزة – هبة الإفرنجي
 نحن نعيش في جنة بغزة ،، نعم ولما الاستغراب في ذلك نعم نحن نعيش في قصور ولا ينقصنا شيء، نملك المال ونملك قوت يومنا، نملك خزائن الدنيا السبع، نملك كل شيء.
ماذا من قال لكم أن هناك بعض العائلات تسكن خيام فهو كاذب لا لا أحد يسكن في خرقة تشبه الخيمة كلنا سواسية نعم هذا هو العدل.
أقول لكم حتى لا تظنوا بأني كاذبة فبعضنا يحب حياة البداوة ويقوم بعمل ديكور لخيمة جميلة وليست رثة أو بالية لكي يسهر في إحدى الليالي المقمرة الخالية من زخات المطر، نحب هذه الحياة حياة الصحراء.
الركام سأقول لكم ما هذا نحن نعيد بناء بيوتنا كل فترة وأخرى لأننا نمِل من السكن في منزل واحد و"ستايل واحد " طوال حياتنا لذلك نحب الجديد.

فلسطين..بلا عنق

غزة اقتربت على الذكرى الثانية من الحرب المدمرة التي أطاحت بالأخضر واليابس ومازال الفريق الفلسطيني يفكر من أي زاوية يأكل ذاك الكرسي الخشبي.
أصبحت الجبهة الفلسطينية لا " تهكل " هم فلسطين، برأيكم أين يمكن أن نضع هؤلاء، وفي أي زاوية، هل نعتبرهم فلسطينيون؟.
أصبح كل فلسطيني يشعر بأنه من الواجب عليه أن يطيح بأعناقهم ليكونوا عبرة لم تسول له نفسه بتدمير مستقبل هذا الشعب العريق .
أزمة تنفسية أصابت الشارع الفلسطيني حينما علم بأن جهود المصالحة باءت بالفشل، ولا يعلم في ذات الوقت من هو المسئول فكل طرف يرمي بالمسؤولية عن فشلها الشبه معترف فيه على الطرف الآخر، ترى من المسئول؟.
القضية الفلسطينية أصبحت قضية مصالحة وموعدها يؤجل بين حين لآخر.
يا ترى هل سنبقى نرتقب موعد تحديد يوم اجتماع المصالحة الذي لا يكف الطرفان حديثا عنه.
ملت كافة الأطياف الفلسطينية من تلك الوعود " الفاشلة " وأصبح هناك اشمئزاز حتى من فكرة عقد اجتماع، فهو برأيه اجتماع المصالحة قطع لعنق فلسطين في سكين غير حاد..

الأربعاء، نوفمبر 17، 2010

بيتهوفن سيمفونية ضوء القمر- سوناتا - 14

السبت، أكتوبر 30، 2010

الأسير أبو الحصين بين رفض السلطات الإسرائيلية الإفراج عنه والإضراب عن الطعام

رغم انتهاء محكوميته
الأسير أبو الحصين بين رفض السلطات الإسرائيلية الإفراج عنه والإضراب عن الطعام

غزة – "القدس" من هبة الإفرنجي 
خبر كالصاعقة أصاب أم شادي حينما علمت بأن ابنها الذي حرمت من رؤيته طيلة سبعة أعوام وهو الحكم الذي صدر بحق ابنها شادي أبو الحصين سيكون من المبعدين في حين ترفض بعض الدول استقباله.

وما جعلها تصاب بوعكة حزن تطلق من خلالها فيض من الدموع والآهات أن ابنها والذي كان من المفترض أن يتم الإفراج عنه قبل شهران من هذا اليوم، إلا أن قوات الاحتلال أبقت عليه داخل سجونها بحجة أنه مبعد وتنتظر الدولة التي توافق على استقباله، وفي المقابل لم تقبل به كل من لبنان واليمن كمبعد فيها.

لم تعد مقلتاها تتحمل دموعها التي عاندتها مرارا وتكرارا وهي تحدثنا عما حدث مع ابنها شادي قائلة: "مضى على الحكم سبع سنوات وزاد على ذلك شهران ولأنه صدر بحقه قرار الإبعاد فلا يمكنه العودة إلى غزة ".

ذنبه فلسطيني

شادي ابن الثامنة وثلاثون ربيعا اعتقل قبل أن يرى ولديه النور وهاهو يتبدد حلمه وأبنائه بالاجتماع لأول مرة في الحياة، وها قد انتهت فترة اعتقاله دون أن يكون هناك أمل في لقاء يجمعه وأمه التي حرمت أن تراه طيلة سبعة أعوام وفي ذلك تقول أم شادي: "ما يدمي قلبي هو أن طوال سبعة أعوام لم أزره ولم أره وهاهو يُبعد والله يعلم إن كنت سأراه أم لأ".

وتضيف: "أهم شي هو أن يخرج من سجنه، وليبعدوه أينما أرادوا ما يهمني هو أن يتخلص من ذلك السجن الظالم، فبقاءه هناك يجلب لي حرقة القلب".

حسرة وألم يعتريانها، ناهيك عن التخوف من تبخر آخر دفعة من الأمل التي تكتنزها أم شادي والتي تعلق فيها أمالها على أي دولة عربية تستقبل فيه شادي وتريحه من عذاب السجن والسجان وفي ذلك تقول: "مش عارفين أي دولة ممكن أنها تستقبله رفضت لبنان واليمن، ما حدا بيعرف شو رح يصير إما يبقى سجين بالسجن الإسرائيلي يا إما الله أعلم".

سيان هو إطلاق سراحه أو اعتقاله لدى أم شادي فهي في كلتا الحالتين لن تراه ولكنها تفضل أن يبقى بعيدا عنها في أي دولة على بقاءه في السجن معللة ذلك عن احتمال أن يكون هناك أمل بأن تقابله خارج البلاد وأن يحتضن ابنيه "شهاب ووعد" والذي لطالما حلم بتلك اللحظة وذلك الحضن الأول لهما.

رفض وإضراب

بزفرات مقهور أخرجت أم شادي معظم حديثها خاصة فيما يتعلق برفض الدول العربية استقبال شادي قائلة: "لا تعلم أين يمكن أن يكون القهر هل هو في السجون أم المجتمع أم من عدوك، غادرت لبنان وهو بعمر عامان واليمن وهو في الرابعة عشر من عمره وقلت فرجت سأعود للأرض الطيبة ولأهله وأجداده ولن أحرمه من عائلته خاصة بعد وفاة والده، قبلت أن أغرب لا أن يبقى أبنائي بلا عائلة وهانحن في فلسطين فما الذي حصلت عليه غير ألم وحسرة".

واستدركت قائلة: "أنا أعيش غربة من الأهل وسجن وحصار لا أستطيع مغادرة القطاع وها أنا اليوم أعيش محرومة من احتضان فلذة كبدي أي إنسان على وجه الكرة الأرضية يرضى بذلك اعتقال ومن ثم إبعاد ولا أي دولة تقبل به أي دين يرضى بذلك".

وفيما إذا ما استعانت بإحدى الجهات الدولية أكدت أبو الحصين أنها تواصلت مع الصليب اللبناني واليمني عله يغير من رأيه ولكن لا استجابة منهم.

ولفتت إلى أن شادي بدأ إضرابه عن الطعام في الثالثة والعشرون من الشهر الجاري ولن يوقفه حتى يتم النظر في قضيته، مناشدة كافة الجهات الحقوقية المعنية بالوقوف إلى جانبه إلى حين إيجاد مخرج له.

قالت والدته: "شاليط أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وجميع الدول طالب بالمحافظة على حياته فيما أولادنا وأبناء المقاومة لا يسأل فيهم أحد ما سبب ذلك".

هي دعوات ومناشدات من أم مكلومة وجهتها لكل نبض حر ولكافة دول التحرر ولكل من يملك نبض الشرف بأن يتحرك لرفع الظلم عن ابنها شادي ولنجدته من الإضراب عن الطعام والذي لا يحمد عقباه.

الأسير شادي أبو الحصين في حالة إضراب عن الطعام منذ ثلاثة أيام ولا يعلم أحد ما مصيره وفي أي مكان سيكون، وهل سيرى والدته وولديه اللذان لم يشتم رائحتهما منذ أن وجدا على هذه الدنيا، ترى ما هو مصير شادي بعد كل المعاناة التي عاناها وعائلته وأين سيكون مصيره وهل سيرى ولديه وأمه وأخوته مرة أخرى؟.


رابط التقرير على جريدة القدس

الجمعة، أكتوبر 22، 2010

المشهد الثالث من قصة (أغدا ألقاك)...

المشهد الثالث/نهار


صدام يصل إلي مكتبه ويركن السيارة إلي جانب الأشجار المقابلة لعمارة المكتب ثم يتجه للعمارة ويصعد الدرج مكتبه في الطابق الأول، يتجه نحو مكتبه، يدخل صدام إلي مكتبه حيث المكاتب عبارة عن صالة كبيرة يوجد به مكتب للسكرتيرة وكرسيان أمام المكتب وأريكتان علي يمين المكتب وسجادة صغيرة .

يدخل مباشرة صدام يلقي التحية علي السكرتيرة التي كانت تجلس خلف مكتبها وهي فتاة جميلة ترتدي قميص وتنوره قصيرة واسمها حنان، وكانت سيدة تجلس علي الأريكة

صدام:" صباحا لخير".

حنان:" صباح النور سيد صدام".

ثم يتجه مباشرة إلي مكتبه وتلحق به حنان بعد أن أخذت مجموعة من الأوراق والملفات ، يدخل غرفة مكتبه والذي به طاولة مكتبه مستطيلة الشكل أمامها أريكتان وسجادة وقد علق علي الحائط خلفه كرسيه آية قرآنية والى جانبها ساعة حائط

يجلس صدام علي مكتبه الذي وضع عليه صورة لزوجته وابنيه وعلي يمين المكتب هنالك هاتف ودفتر كبير والى جانبه علبة مليئة بالأقلام.

تقف السكرتيرة إلي يمينه وتبدأ بسرد جدول الأعمال أمامه

حنان:" في اليوم رح تيجي مدام سمر الساعة واحدة ونص وفي شوية ورق محتاجه لإطلاع وتوقيع، وفي ثلاث قضايا بدهم مراجعة، واتصل مبارح السيد خالد وحكي انو رح يجي هوي والسيد محمد اليوم الساعة 12".

صدام:" اهاا طيب منيح ... في شي تاني؟".

حنان:" إى في ست برا جاي تعرض قضية حضانة ابنها بدها ياك تترافعلها فيها".

صدام:" اممم طيب خمس دقايق وخليها تفوت".

تخرج حنان بخطوات هادئة وتقفل الباب خلفها وتتجه للمكتب وتنظر للسيدة الجالسة لعي الأريكة

حنان:" لحظات و يستقبلك الأستاذ".

بعد مرور خمس دقائق طلبت حنان من السيدة الدخول، توجهت السيدة نحو باب مكتب صدام تطرق الباب ثم تدخل،ألقت السلام علي صدام

السيدة:" السلام عليم أستاذ صدام "،وهي سيدة تبدو عليها ملامح الوقار ترتدي تنوره سوداء وقميص أصفر وقد رمت منديلها علي رأسها بطريقة عشوائية ، رد السيد صدام :" وعليكم السلام.... تفضلي"، وأشار بيده لتجلس علي الأريكة المقابلة لمكتبه

صدام:" شو بتحبي تشربي يا مدام".

السيدة:" قهوة علي الريحة لو سمحت".

صدام رافعا سماعة الهاتف ضاغطا علي زر من أزرار التلفون:" حنان ..فنجانين قهوة على الريحة ...شكرا".

يضع صدام سماعة الهاتف ويطلب من السيدة البدء بالحديث

بدأت السيدة الحديث وصوتها ينم عن نبرة حزن بدأت الحديث عن مشكلة زوجها الذي طلقها ورغبته في اخذ حضانة ابنها الوحيد الذي لم يتجاوز الخامسة من العمر وأثناء حديثها تدخل حنان ومعها فنجاني القهوة تضعها علي صينية ، تقدم للسيدة فنجان منا لقهوة والسيد صدام الفنجان الأخر وتخرج وتغلق خلفها الباب ، تكمل السيدة بعد رشفت فنجان القهوة ، وبعد وقت ليس بكثير يخرج صدام مرافقا للسيدة نحو الباب قائلا لها:" إن شاء الله حنبدأ بالإجراءات أول ما تجيبي الأوراق الى جبتها منك".

السيدة:" إن شاء الله بكرة بيكونو عندك".

وكان في الخارج ينتظر زميلي صدام محمد وخالد ما ان رآه صدام حتى ابتسم وقدم يعانقه بحرارة قائلا:" أهلا بالشباب وين هلغيبة".

محمد:" آهلين والله انو زمان ما شفناك وحبينا انو نشوفك".

خالد بعد أن عانقه وسلم عليه:" احنا الى ما بنبين ولا انت إلى الشغل ماخد حياتك كلها".

يضحك صدام ثم يطلب منهما الدخول لمكتبه ثم يطلب من السكرتيرة أن تعد لهم بعض الشاي ويدخل الثلاثة إلي المكتب ويغلقون خلفهم الباب....



الثلاثاء، أكتوبر 05، 2010

والدة الأسير الكرد تعتصم اسبوعيا بانتظار انتهاء السنة التي بقيت له

والدة الأسير الكرد تعتصم اسبوعيا بانتظار انتهاء السنة التي بقيت له

غزة_"القدس" من هبة الإفرنجي_

كعادتها في كل يوم اثنين تحمل صور لأبنها الأسير عبد الله توفيق الكرد، وتسرع لتتخذ مكانا قريب من آلات التصوير أمام مقر الصليب الأحمر آملة فأن يرى عبد الله الذي حرم حضنها سبع سنوات ونص صورتها على إحدى شاشات التلفاز التي تبث اعتصامهم داخل السجون.

تستند الأم على شجرة الزيتون في منتصف الساحة وتخفي وجهها بصورة ابنها علها تحميها من حرارة يوم مشمس، لم تعرف الابتسامة طريق لوجهها إلا حينما اقتربت منها أطلب أن تفضي لي ما تتمنى أن تقوله لكل أم تحتضن طفلها ولم يحرم من حنانها.

بكلمات تنبئ عن احتمال هطول الدمع من عينيها تستذكر أحداث مرت منذ سبع أعوام ونصف وتقول: "كنا نسكن منطقة وادي السلقة في دير البلح، وفي اليوم الذي اعتقل فيه قاموا بهدم عمارتنا المكونة من أربع شقق، هدموا كل ما نملك من بيوت وأراضي".

ليس غريب أن تشعر بدفء تلك الكلمات التي تخرج من أفواه الأهالي تحوي مكونات الصبر والحنان، وهذا ما كان في حديث والدة الأسير عبد الله الذي اعتقل وهو يؤدي امتحان التاريخ ثم يودع في سجن نفحة،

تستذكر سلسلة من الأحداث التي ما زالت عالقة بذاكرتها قائلة: "أشتاق لأن أراه، فقد كان في صباح كل يوم يتوجه لمدرسته بعد أن يؤدي صلاته ومساعدة أخوته في حلب الأبقار، كان غالبا ما يعود مسرعا للمنزل فقد كان لا يأكل شيء لأنه يحب طعامي، أشعر بأنه يفتقده كثيرا".

وتتابع: "هادئ جدا ولم يكن يفتعل أي مشكلة أبدا كنت ألمح ذلك الهدوء في تعامله مع أخوته ووالده رحمه الله ".

وبحذر تخرج ابتسامة تخاف أن يلمحها أحد قالت من خلالها: "لم يبقى لابني سوى عام واحد أتمنى له الإفراج بسلامة، أشتاق للمسه ولشم رائحته، ربما كبر داخل سجنه ولكنه ما زال في ذاكرتي ذاك الطفل الذي يركض أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي".

تستذكر بكلمات تدمي قلب السامع حياتها قبل أن تنقض عليهم قوات الاحتلال لتأخذ منهم كل ما يملكون وفوق ذلك فلذة كبدها عبد الله: "كنت أسكن في مع أبنائي الخمسة، بمنطقة زراعية، وكنا نملك المواشي فقد كنا مزارعين نقوم بحرث الأراضي وزراعتها وحلب الأبقار وصنع الأجبان والألبان".

وتستدرك قائلة: "ذات ليلة استيقظنا وإذا بجنود الاحتلال يدخلون منزلنا ترافقهم كلاب الأثر في ليلة باردة وقاموا بطردنا لمنزلنا الآخر بغرفة واحدة نموت بردا، هؤلاء من تدافع عنهم بعض الدول فهم لا رحمة لديهم أين ضمير العالم، حسبنا الله ونعم الوكيل".

زفراتها الساخنة والتي تُخرج بها كلمات قوية جعلتني أنتعش وأشعر بقوة صمودها حينما قالت: " جرفوا كل بيتي وأخذوا ابني يعتقدون بأنه سيتملكني اليأس ولكن هيهات أن ينالوا مني ومن أبنائي وشعبي لن أيأس وسنبقى صامدون ثابتون في أرضنا مهما فعلوا.

بعد ساعة ونصف الساعة انتهي الوقت المخصص للاعتصام، نهضت حينها والدة الأسير عبد الله وهي تنفض عن ثوبها لإيقاع كل ما علق به من غبار وقالت مودعة: "أتمنى له الإفراج القريب له ولجميع الأسرى، وإن شاء الله الفرج القريب له".



رابط التقرير في جريدة القدس اليومية

http://web.alquds.com/docs/pdf-docs/2010/10/5/page15.pdf







السبت، سبتمبر 18، 2010

وإنما الأحزاب "رجسٌ" من عمل الشيطان..


وإنما الأحزاب "رجسٌ" من عمل الشيطان..
مقال بقلم/هبة الإفرنجي
تعالت أصوات من شمال وجنوب وشرق وغرب حتى أصبحت تعصف من الشمال الشرقي والجنوب الغربي ، كلها أصوات بلا هدف ، أما لديهم فيأخذون على أنفسهم حمل راية الوطن أولا.
سمعنا كلاما الكثير الكثير ولكننا لم نرى إلا الأقل من القليل، ماذا يفيد فلسطين حزب يحمل راية سأقول وأفعل وإنني مع.. وإنني ضد...ولا صوت يعلو فوق صوت..... ، شعارات بلا تنفيذ.
هل هذا ما تحتاجه فلسطين وتحتاجه القدس،إدانة ومن ثم استنكار ثم تطوى صفحة وتفتح أخرى ويتلوها نظام مماثل، فيما العدو الحقيقي نكتفي بإدانة أو أخرى ولا نتحدث عن الموضوع في اليوم التالي.
في غزة انتشرت تلك الأصوات وآثرت الحديث عن غزة التي أقطنها، فقد انتشرت وعلت أصوات كمن "يزعبر" بلا داعي.
هل حقا أصبحنا من تلك الجماعة، أين نحن من أحاديثنا حول" أين ضمير العالم وأين الحق والعدالة "ونحن نغيب تلك العدالة بحق بعضنا البعض، منذ متى أصبح الفلسطيني مقيد بالولاء للأوهام بدلا من الولاء لفلسطين.
يقول لي البعض أن تلك التوجهات تساهم في بناء المجتمع وتجعله أكثر تنورا، من هنا أقول أي تنور يقصد؟؟، تنور في فضح بعضنا البعض أم تنور في قتل بعضنا البعض أم خطف أم سرقة ؟؟؟
لا أحب أذية أحد ولا فلسطيني يحب أذية أحد هو ما يريده فقط حقه، فكيف لنا أن نؤذي بعضنا في الكلام؟؟
هل أصبحت الاختلاف في الرأي السياسي مشكلة شخصية!!.. هناك مقولة تقال" الخلاف لا يفسد للود قضية"،فأين نحن من هذا الشعار!!، وأين سنتوجه بعدما سمعناه من أذنٍ ومررناه للأذن الأخرى دون أن يصيبه "الشمع " بأي تعديل أو تأثير.
هي رجس إذا بقيت على علتها ولم تغير ما في مكنونها، تلك الأحزاب والتوجهات إن بقيت تسفك دم القلوب.... وأي قلب تسفك دماءه، قلب فلسطين وابنتها القدس،،...هي رجس إن بقيت ولن تؤثر إلا بالسلب، وحينها تكون قد صبغت حناء العار على جبهة فلسطين بدلا من أن تصبغها بحناء الكرامة ...
لا كلمة صادقة تخرج من أفواههم سوى نحن أبناء كذا وكذا.... قتل ودمار ساهم في ما أحدثه زلزال الدمار الإسرائيلي المستمر، فلم يكفهم ما فعلوه بنا قد جاءوا لوضع بعض الرتوش الحزينة على جباهنا.
كان ردي على أحدهم في أن تلك التوجهات التي رطمت بقضيتنا بأسفل درك من الأهمية بأنها لا يمكن أن تكون سوى عالة على فلسطين وعالة على المجتمع إن لم تغير وما بنفسها، وهي فعلا عار،وأرجوكم أن تخذلوني ولو لمرة واحدة وتثبتوا عكس ذلك...

السبت، سبتمبر 04، 2010

أمهات الأسرى يتجرعن كؤوس الموت والألم أملاً في لقاء أبنائهن

                   أمهات الأسرى يتجرعن كؤوس الموت والألم أملاً في لقاء أبنائهن
غزة_ من هبة الإفرنجي_
نساء فلسطينيات منهم الأمهات ومنهم الزوجات اللواتي يمر بهن قطار الحياة، الفاجعة الأكبر عندهن هو أن يتوقف عند المحطة الأخيرة دون تحفل بفرصة معانقة من خرج من أحشائها حالما بالحرية منذ الصغر، ومنهن من يكملن ركوبه نحو مجهول لا يعلمه سوى الله وقرار المحاكم الإسرائيلية.

لا تخلو ألسنتهم من الدعاء بأن يمد الله بأعمارهم حتى يحْضيْنَ برؤية أبنائهم ولو لمرة واحدة، وأن يلمع بريق الإفراج عنهم عاجلا قبل أن تخطفهم قوارب الموت.

قابلت العديد من النساء اللواتي اجتمعن في الصليب للمشاركات في الاعتصام الأسبوعي لتوثق ما في جعبتهم من لوعة اختلطت ما بين الألم والأمل، والذي تخلله تقديم العزاء بوفاة أم محمد والدة الأسير رامز الحلبي إثر جلطة قبل شهر واحد من الإفراج عن ابنها الأسير، استمعت لما في قلوبهن من آلام وآمال.

قدر ومكتوب

عقبت والدة الأسير ناهض حميد والتي أنهت من العمر ما يقارب الخامسة والستون عاما بأنها متأكدة بعدم رؤية ابنها لربما مدى الحياة، فناهض قد حرم من الحرية ومن محاكمة عادلة فهاهو يقبع في سجون الاحتلال دون محاكمة منذ أربع سنوات.

واستدركت بالقول: "قدر ومكتوب أن أموت من غير ما أشوف ابني، نفسي بس أحضنوا مرة وحدة ".

بينما أم الأسير بهاء الدين القصاص انفجرت غضبا ويأسا يعتريها من رأسها حتى أخمص قدميها حينما سمعت بوفاة والدة الأسير الحلبي، فقد اعترت ملامحها ومضات من التخوف أن ينولها ما أصاب والدة الأسير رامز الحلبي قائلة: "يمكن ليوم أو بكرة أموت الله أعلم، وعيوني ما نظرت ابني ولا سمعت صوته".

وباشرت بالحديث بحسرة قائلة: "الانتظار صعب والله ينولني شوفته، ظايله13 سنة في محكوميته، صار عمري 72 سنة نفسي أشوفه قبل ما أموت".

يُجَرِعن الفؤاد بمعاناتهن، فالأسرى لا صوت يصل إليهم ولا صوت منهم يخرج لأهاليهم إلا ما نذر، وما لأولئك النسوة إلا أن يسكبن الدموع أيام وليال، علها تكون شفيعة لهم وترقق القلوب، ولكن أي قلوب فلا قلوب للاحتلال الإسرائيلي الغاشم.

تردد والدة الأسير بكلمات متثاقلة يتنبه المستمع من خلالها بهدرجة وصوت مكسور: "حسبنا الله ونعم الوكيل، أي دولة عربية بتقبل على حالها إلى صاير لنا، أمهات أسرى بيموتوا الواحدة ورا الثانية وما بيشوفوا أولادهم بأي قانون دولة هاد الكلام".

فيما الستينية والدة الأسير عبد الحليم بدوي تمسح ما افتعلته حرارة الجو من عرق غزير عقبت على ما يدور من معاناة لأهالي الأسرى بأنه: "ألم وحزن وغضب لا يوصف، أم أسير تموت دون ما ترى ابنها، هو إجرام بحق الفلسطينيات وتتحمل الدول العربية والمجتمع الدولي مسؤولية كل ما يحدث أمام الله وأمام العالم كله".

نفضت بقايا الغبار العالق بأطراف ثوبتها ونهضت تدعو الله أن يعينها على الوصول لبيتها بعدما جف حلقها عطشا إثر الصوم في جو حار اقتربت موجهة الحديث والناس تارة لي وتارة لزميلي المذيع قائلة: " يعلم الله بأنه نأكل كمن يتجرع السم غصبا عنه، فكل يوم ندعو الله أن يمد بأعمارنا لنقتنص فرصة عناق واحد مع أبنائنا وأزواجنا في تلك السجون الحقيرة".

الخناجر تمس قلوبهن الخافقة شوقا مع كل حادثة هنا أو هناك يعشن معهم كل معاناتهم وعن ذلك تشير كل من والدة الأسير نضال الصوفي وأحمد ترابين إلى أن أبنائهم لا تصل إليهم النقود أو الرسائل فالتشديد الإسرائيلي على الأسرى وصل إلى حد حرمانهم من استلام أموالهم أو رسائل من عوائلهم.

وتضيف والدة الأسير الصوفي: "أنا والدة شهيد لم يمض على زواجه عشرة أيام وزوجة مصاب ولم يُغفر لي ذلك، فكنت والدة أسير أيضا".

وناشدت والدة الأسير الترابين جميع المسئولين في غزة والضفة ضرورة التحرك للإفراج العاجل عن جميع الأسرى الذين ضحوا بحياتهم من أجل فلسطين ومن أجل قضيتها العادلة.

كلمات تخز القلب وتأججه ببركان من اللوعة والألم فما أصعبها من أم شارفت على أن تركب قاربها الأخير في الحياة، ونهايتها الحتمية دون أن يتجرع ابنها من أحضانها الدافئة، أمهات كثر رحلن عن الحياة آملين أن تكون الدار الآخرة ملتقى الأحبة.

الثلاثاء، أغسطس 24، 2010

لحظة الإفطار في غزة فرحة لم تكتمل وعتمة لا تنتهي

لحظة الإفطار في غزة فرحة لم تكتمل وعتمة لا تنتهي
غزة - من هبة الإفرنجي -
يشق جنبات طريقه بعربته "الكارو" التي اعتاد العودة بها إلى منزله بعد عمل يوم شاق في بيع الخضروات في السوق المركزي، تصطف من خلفه أكياس إلى جانب بعضها البعض كان قد جلبها الحاج أبو خالد لعائلته كي تضفي على مائدته الرمضانية رونقاً خاصاً يميزها عن باقي الأيام.
اقتربت من الحاج أبو خالد وعايشته لحظة اقتراب موعد الإفطار.
توجه الحاج أبو خالد نحو منزله بعد أن صف عربته في ركنها المعتاد وأخذ ما عليها من الأكياس الشفافة المثقلة بالصحون البلاستيكية، ضوضاء الماتور التي وضعت أمام كل منزل في الشارع الذي يقطنه أعلنت للحاج أبو خالد أن إفطار اليوم سيكون على أوتار المولد الكهربائي ورائحته القاتلة، وعن ذلك قال:" منطقتنا اليوم ما فيها كهرباء يعني رح نفطر بإذن الله على الساعات مش على صوت الآذان مثل كل رمضان".
وبإشارة من يديه أوضح أبو خالد أن المسجد يبعد عدة كيلومترات عن منزله قائلا: "المسجد بعيد علينا ولما تكون الكهربا جاي يا دوب نسمع صوته كيف والكهربا مقطوعة وصوت الماتور العالي، والمؤذن يأذن بدون مكبرات صوت فكيف رح نقدر نسمعه".
وتوقع أبو خالد أن يقضى أيام كثيرة في رمضان بلا كهرباء قائلاً: "رمضان السنة صعب كثير رح نتبع الساعة أيام كثيرة في رمضان عشان نفطر أو نتسحر، ربنا إن شاء الله يهونها علينا".
مع اقتراب موعد آذان المغرب والذي اهتدى له الحاج أبو خالد من ساعة يديه أعلن فيه لعائلته أن موعد الإفطار قد حان توجه حينها لمولده الكهربائي وقام بتشغيله كي تنعم عائلته بإفطار على الضوء.
لم تشفع حرارة الجو للغزي بأن ينعم بالكهرباء طيلة شهر رمضان، بل ليعيش أضنك حياة تم زيادة عدد ساعات قطع الكهرباء.
محمد منصور أحد الباعة الأطفال الذين صادفتهم في شوارع غزة قبيل الإفطار بساعات أعرب عن حزنه الشديد لأنه وبعد موجة الحر التي رافقته طيلة نهار رمضان، سيعود لمنزله ولن يفاجأ بأي شيء لأنه ستكون حينها العتمة حليفتهم لهذا اليوم.
وأشار منصور إلى أنه في أول يوم رمضان تناول فطوره على ضوء صغير استمده من مولد جيرانهم.
أما جهاد عليان المسن والذي كان منتظرا دوره عند أحد باعة المأكولات الشعبية، ممسكا بعكازه الخشبي والذي يستند إليه بين الفينة والأخرى.
ذكر عليان لـ بأنه يتوجه في أيام انقطاع التيار الكهربائي للمسجد كي يتوضأ فيه وذلك لأن استمرار انقطاع التيار الكهربائي يحرم المنطقة التي يقطنها من توفر المياه والتي تعمل بمضخات يتم تشغيلها كهربائياً.
توقع عليان بأن يكمل شهر رمضان على ضوء "قنديله الكازي"، فلا مقدرة له لشراء المولد الكهربائي الذي أغرق منازل الغزيين وذلك نظرا لحاله المادي البسيط.
وتابع: "ضو كاز يا بنيتي ولا البلاش، الله بيعينا شو بدنا نعمل لا من العرب ولا من الإسرائيليين خالصين".
ولفت عليان إلى أنه سيجتمع مع أولاده غدا في منزله وعلى ضوء الشموع الكازيه إن لم " تشرف سيادة الكهرباء" حسب وصف الحاج عليان لها.
حرارة مُلهبة نهارا، كهرباء منقطعة، رائحة المولد الكهربائي الخانقة والتي لطخت أرجاء غزة، وبعض من رتوش القصف الإسرائيلي هنا وهناك، هي أجواء غزة الرمضانية لهذا العام، ورجاء غزي من رب العالمين أن يلطف حرارة الجو حتى تخفف من المعاناة التي ما انفكت تمسك أعناقهم أينما حطت رحالهم.






رابط التقرير على جريدة القدس
http://www.alquds.com/node/280916

السبت، أغسطس 14، 2010

لحظة الإفطار في غزة فرحة لم تكتمل وعتمة لا تنتهي

لحظة الإفطار في غزة فرحة لم تكتمل وعتمة لا تنتهي

غزة_ " القدس" من هبة الإفرنجي_
يشق جنبات طريقه بعربته "الكارو" التي اعتاد العودة بها إلى منزله بعد عمل يوم شاق في بيع الخضروات في السوق المركزي، تصطف من خلفه أكياس إلى جانب بعضها البعض كان قد جلبها الحاج أبو خالد لعائلته كي تضفي على مائدته الرمضانية رونقاً خاصاً يميزها عن باقي الأيام.

اقتربت " القدس" من الحاج أبو خالد وعايشته لحظة اقتراب موعد الإفطار.
توجه الحاج أبو خالد نحو منزله بعد أن صف عربته في ركنها المعتاد وأخذ ما عليها من الأكياس الشفافة المثقلة بالصحون البلاستيكية، ضوضاء الماتور التي وضعت أمام كل منزل في الشارع الذي يقطنه أعلنت للحاج أبو خالد أن إفطار اليوم سيكون على أوتار المولد الكهربائي ورائحته القاتلة، وعن ذلك قال:" منطقتنا اليوم ما فيها كهرباء يعني رح نفطر بإذن الله على الساعات مش على صوت الآذان مثل كل رمضان".

وبإشارة من يديه أوضح أبو خالد أن المسجد يبعد عدة كيلومترات عن منزله قائلا: "المسجد بعيد علينا ولما تكون الكهربا جاي يا دوب نسمع صوته كيف والكهربا مقطوعة وصوت الماتور العالي، والمؤذن يأذن بدون مكبرات صوت فكيف رح نقدر نسمعه".

وتوقع أبو خالد أن يقضى أيام كثيرة في رمضان بلا كهرباء قائلاً: "رمضان السنة صعب كثير رح نتبع الساعة أيام كثيرة في رمضان عشان نفطر أو نتسحر، ربنا إن شاء الله يهونها علينا".

مع اقتراب موعد آذان المغرب والذي اهتدى له الحاج أبو خالد من ساعة يديه أعلن فيه لعائلته أن موعد الإفطار قد حان توجه حينها لمولده الكهربائي وقام بتشغيله كي تنعم عائلته بإفطار على الضوء.

لم تشفع حرارة الجو للغزي بأن ينعم بالكهرباء طيلة شهر رمضان، بل ليعيش أضنك حياة تم زيادة عدد ساعات قطع الكهرباء.

محمد منصور أحد الباعة الأطفال الذين صادفتهم في شوارع غزة قبيل الإفطار بساعات أعرب عن حزنه الشديد لأنه وبعد موجة الحر التي رافقته طيلة نهار رمضان، سيعود لمنزله ولن يفاجأ بأي شيء لأنه ستكون حينها العتمة حليفتهم لهذا اليوم.

وأشار منصور إلى أنه في أول يوم رمضان تناول فطوره على ضوء صغير استمده من مولد جيرانهم.
أما جهاد عليان المسن والذي كان منتظرا دوره عند أحد باعة المأكولات الشعبية، ممسكا بعكازه الخشبي والذي يستند إليه بين الفينة والأخرى.

ذكر عليان لـ بأنه يتوجه في أيام انقطاع التيار الكهربائي للمسجد كي يتوضأ فيه وذلك لأن استمرار انقطاع التيار الكهربائي يحرم المنطقة التي يقطنها من توفر المياه والتي تعمل بمضخات يتم تشغيلها كهربائياً.
توقع عليان بأن يكمل شهر رمضان على ضوء "قنديله الكازي"، فلا مقدرة له لشراء المولد الكهربائي الذي أغرق منازل الغزيين وذلك نظرا لحاله المادي البسيط.
وتابع: "ضو كاز يا بنيتي ولا البلاش، الله بيعينا شو بدنا نعمل لا من العرب ولا من الإسرائيليين خالصين".
ولفت عليان إلى أنه سيجتمع مع أولاده غدا في منزله وعلى ضوء الشموع الكازيه إن لم " تشرف سيادة الكهرباء" حسب وصف الحاج عليان لها.
حرارة مُلهبة نهارا، كهرباء منقطعة، رائحة المولد الكهربائي الخانقة والتي لطخت أرجاء غزة، وبعض من رتوش القصف الإسرائيلي هنا وهناك، هي أجواء غزة الرمضانية لهذا العام، ورجاء غزي من رب العالمين أن يلطف حرارة الجو حتى تخفف من المعاناة التي ما انفكت تمسك أعناقهم أينما حطت رحالهم.




رابط التقرير في موقع جريدة القدس
http://www.alquds.com/node/280916






الجمعة، أغسطس 13، 2010

المشهد الثاني من القصة القصيرة أغدا ألقاك..

المشهد الثاني/نهار – داخلي
يبدأ المشهد الثاني م غرفة نوم منال وصدام منال تستيقظ علي رنين الساعة الثامنة والنصف بكسل تطفأ لساعة وتتجه إلي غرفة الطفلين لتوقظهما ...
تدخل غرفة حسام ووسام ...ويسو يا أستاذ ويسو..
ترفع عنه الغطاء ويبدأ يفتح عينيه ، منال :"صباحا لخير ماما يلي قوم مشان تروح علي المدرسة".
وسام:" صباحا لخير ماما"، ويقبلها وينهض عن سريره ويذهب إلي الحمام ..
ثم توجهت غلي سرير حسام وبدأت بإيقاظه ومثل كل يوم
منال:"حسام ,,,يلي يا ماما,,,صحصح يلي قوم بكفيك نوم".
حسام وقد رفع الغطاء عن رأسه ينظر لأمه ويقول حسام :" طيب يا ماما ...خمس دقايق بس لأكمل الحلم".
تضحك منال وتقول:" هو أنت كل يوم بدك تظلك نايم خمس دقايق زيادة لتكمل فيهم الحلم..شو حلمك اليوم الى ما بنفع تقوم غير لمن تكملوا"
حسام وقد عدل من جلسته يبدأ بالحديث:" عارفة يا ماما حلمت إني أنا وياكي قاعدين لحالنا وكنت ادور علي بابا وويسو وأدور أدور وشفت صاحبي حكالى إنهم بلدكانة بيشترو أغراض ولسا بدي أروح أشوفهم فيه الا هوي صحيتيني ...راحت عليي كنت بدي أشوف شو بدهم يجيبو وأجيب إلى حاجات".
تضحك منال ثم تمسك بيده وتقول له:" طيب يا أستاذ صبحا لخير بكرة بتكملو وبتجيبو إلى بدكو ياه هلأ قوم غسل مشان مدرستك".

ينهض حسام وتتجه منال لتجهز طعام الإفطار، وبعد ان يلبس الولدان ملابسهما يتجهان نحو طاولة الطعام ، مع خروج والدهما من غرفته يلقي الصباح عليهم وكان قد سمع منال وهي توقظهم فقال لها مبتسما".
صدام:" صباح الخير".
الولدان:" صباح النور يا بابا".
صدام يتجه بعينيه نحو منال:" شو يا منال رجعتي تحكيلهم أساتذة مش حكتلك انو أنا يدي ياهم محاميين عشان يساعدوني بالمكتب ويشتغلو معي بس يكبرو".
منال وهي تبتسم:" الله يحميهم ويكبرهم يا حق ويطلعو احلا محاميين".
يضحك صدام ويقول:" ان شاء الله يارب"، ويذهب الى الحمام ويأخذ حمامه فيما الولدان كانا قد أنهيا فطورهما، ومع اقتراب الساعة التاسعة يزمر الميكرو المدرسي، يسرع الولدان يأخذان الوجبة المدرسية من منال ويضعانها في الحقيبة يقبلان أمهما ومع خروج والديهما من الحمام يقبلانه بسرعة ويخرجان وتلحقهما منال وتدعي لهما التوفيق,
منال:" الله معكو ماما ديرو بالكو عبعض"، ثم تغلق الباب وتتجه نحو الشباك لتطمئن عليهما وهما يركبان ..
منال وهي متجهة نحوا لمطبخ:" الله معكو ويوفقكو ويرضي عليكو".
يجلس صدام في الصالة علي الأريكة تخرج منال من المطبخ بيديها فنجان قهوة تجلس علي الأريكة مجاورة لصدام وتقدم فنجان القهوة لزوجها
منال:" قهوتك يا عيني".
صدام:" يسلم ايديكي وعينيكي يارب وما يحرمنا من قهوة هالصبح".
تضحك منال وتتناول فنجانها وترتشف منه القليل
صدام يتناول هوي الآخر فنجانه ويرتشف منه ثم يضعه علي الطاولة المقابلة ويتناول جهاز التحكم الريموت كونترول قائلا:" بتعرفي والله اني انا قلقان من وقت خبر امبارحة".
ويبدأ بتقليب المحطات
منال:" ومين سمعك انا والله صحيت وقلبي مقبوض والله يستر حاسة رح يسير شي".
صدام وقد ضغط بإصبعه علي جهاز التحكم عن بعد وقام بتوجيه مشاهدته نحو قناة المنار حيث كان منظر سيارة متفحمة وتجمهر كبير للناس ومن حولها كان الظلام حالك ويخرج من بين الأيدي أجهزة كشافية ليلية وكانت سيارة الدفاع المدني تخرج جثة مشوهة المعالم إضافة إلي أشخاص آخرون يلملمون قطع اللحم المتناثرة والأشلاء _ تخلل المشهد صوتا لمذيعة وبدأت بالحديث.
المذيعة:" قامت قوات العدو ليلية البارحة بقصف سيارة لأحد مجاهدينا حيث استشهد هو ونجله والشهيد هو يوسف محمد 40 عاما ونجله عيسي محمد وكان هذا القصف في أعقاب حادثة إطلاق صاروخين باتجاه مزارع شبعا المحتلة والذي أسفر عن قتل ثلاثة مغتصبين بمن فيهم جندية صهيونية .
صدام:" لا حول ولا قوة إلا بالله".
ثم تعاود المذيعة الحديث وقد ظهرت علي الشاشة
المذيعة:" وفي بيان عاجل وصل إلينا نسخة منه بأن عدد من مجاهدينا اجتازو مزارع شبعا المغتصبة واستطاعوا بحمد الله أسر جندي إسرائيلي والخروج دون إصابات تذكر وهذا قد أعلنت إسرائيل حالة الاستنفار في المنطقة وتعزيز قواتها والآن ...........


صدام يخفف صوت التلفاز ويقول
صدام:"الله أكبر مرة وحدة يأسروا جندي، بتعرفي يا منال والله غير النية الإسرائيلية علينا هاي المرة مش قصف سيارة لأ يا خوفي ما يجتاحوا هاي المرة
منال وهي تمسح الدموع من عينيها لما رأته من منظر بشع:" يا ويلهم من الله حسبي الله عليهم، يستاهلوا الى صارلهم إنشاء الله يقتلوا يلي أسروه عشان يحرقو قلبو متل ما حرقو قلب أهل هالشهيد".
صدام وقد نهض ورشف وهو واقف ما تبقي من فنجان القهوة ثم توجه إلي غرفته ليستعد لارتداء ملابسه:" الله يرحمهم يارب، الله كبير وما بنسى عباده".
منال تأخذ فنجاني القهوة ثم تذهب للمطبخ وتبدأ بتوضيب المنزل استعدادا هي الأخرى للذهاب إلي مدرستها.
يخرج صدام من غرفته وهو في كامل أناقته ويسال منال التي كانت توضب الصالة
صدام:" شو تامريني أبل لأروح".
منال وقد رفعت رأسها وتوقفت عن التوضيب وهي تنظر لصدام:" بدي سلامة البك دير بالك عحالك وانت رايح وازا حسيت بخطر لا تيجي"، ثم تسأله:" إنت عندك ليوم مرافعات بالمحكمة شي..؟".
صدام وهو يستعد للخروج:" لا ما عندي".
منال:" طيب منيح علي هيك رح بنستناك على الغدا لا تتأخر رح بجيب الولاد معي وأنا مروحة".
صدام:" ماشي"، يفتح باب المنزل:" يلي سلام".
منال:" مع السلامة يارب".

يخرج صدام من منزله ويذهب إلي الكراج يهوي إلى ناحية نهاية السلالم يشغل سيارته ثم يذهب ويفتح بابا الكراج ويعود ويركب السيارة ومن قم يخرب من سيارته وقد ركنها في الخارج ويعود ليغلق باب الكراج وعند عودته للسيارة يقابل الشيخ محمد وهو رجل كبير في السن يناهز الخمسين منا لعمر وقف صدام ورد الصباح علي الشيخ محمد
صدام:" صباح الخير يا عم محمد".
الشيخ محمد:" لك كم مرة ألتلك احكيلي شيخ شييييييييييخ".
يضحك صدام:" طيب يا عم قصدي يا شيخ محمد ، صباح الخير".
الشيخ محمد:" صباح النور يا ابني سمعت الأخبار".
صدام:" أي والله سمعت ومش عارف انبسط ولا شو اعمل لأنو الرد حيكون عنيف".
الشيخ محمد :" وكلها لالله الله ما ينسي عبيدو".
صدام:" بعين الله يلي عن إذنك يا عم محمد..... قصدي يا شيخ".
ثم يضحك ويركب سيارته ويتجه نحو مكتبه ,,,,,


الأربعاء، أغسطس 11، 2010


الثلاثاء، أغسطس 03، 2010

قصة قصيرة// أغدا ألقاك...

المشهد الأول/ داخلي، ليلا.


في منزل صغير بسيط غرفتان ومطبخ وحمام وصالة كبيرة تعيش منال وصدام وابنيهما التوأم حسام ووسام وهما طفلان يبلغا الثامنة منا لعمر ،وعلي الرغم من أنهما توأمان غير أنهما لا يشبهان بعضهما .

يجري المشهد الأول في الصالة حيث يوجد كنب بني جميل بسيط وتلفزيون مع جهاز ريسيفر والأرض قد فرشت بسجادة مستطيلة الشكل سكرية اللون والي جانب الصالة هنالك طاولة سفرة لأربعة أشخاص يجلس أمامها كل من حسام ووسام وعلي مقابلها تجلس منال وهما يلعبان لعبة السلم والحية وكانت حقيبتيهما الي جانبهما حيث أنهما انهيا حل واجباتهم المدرسية بمساعدة منال وبدءا باللعب ،منال تراقبهما وهي تقرأ كتاب"كيف تتعلم الطبخ؟".

الساعة الثامنة مساءا يفتح الباب ويدخل أ.صدام وهو محامي يعمل في مكتب خاص عمره 27 عاما تظهر عليه ملامح العمل والكد،تتجه أنظار كل من الولدين نحو صدام وتقف منال وتلتفت نحو الباب مبتسمة يركض الولدان نحو صدام ويحضناه وهما يناديان.

حسام ووسام:" بابا إيجا..بابا إيجا".

صدام :" أهلا أهلا حبايبي". يعاود الولدان إلى ما كانا يفعلانه (لعب السلم والحية )يتقدم صدام خطوتان ويغلق الباب خلفه ويطرح السلام ثم يتقدم نحو زوجته ويقبلها.

صدام:" السلام عليكم ...كيفك حبيبتي".؟

منال:" آهلين حبيبي وعليكم السلام،يعطيك العافية".

صدام وهو يتجه نحو الأريكة يرمي الجاكت علي الكنبة ويضع حقيبته الأرض يمين الكنبة ويبدأ بفك ربطة عنقه وهو جالس علي الكنبة.



صدام:" الله يعافيكي يارب...شو خلصو لولاد الواجبات وتعشوا".

منال:" أي حلينا الواجبات"،وهي تنظر للولدين ثم تعاود النظر الي صدام،"بس ما تعشينا عمنستناك لتتعشي معنا".



صدام:"اهاا...طيب منيح أنا وقعان جوع"،"بغير ملابسي عبين لتحضريه....

منال:" اوك ماشي".

ينهض صدام ويتجه الى غرفته وهي الى يمين الصالة,

تتجه منال الى المطبخ وتنادي الولدين

منال:" حسام وسام يلي قوموا وضبوا الطاولة".

نهض حسام ووسام وبدءا بجمع الأغراض علي الطاولة ....خرجت منال من المطبخ وبيدها صينية ووضعت ما فيها علي الطاولة ثم أعادتها إلي المطبخ .

يجلس حسام ووسام علي الطاولة وينتظر والديهما تبدأ منال بمناداة صدام لتناول العشاء ويتحدثون ويستمعون إلي أغاني أم كلثوم علي إذاعة صوت لبنان الحر ولكن انقطع البث فجأة ، وبدأت المذيعة تتحدث .وتظهر علي صوتها ملامح الفرح العامر.

المذيعة:" مستمعينا الكرام نزف لكم هذا الخبر العاجل...قامت قوة من مجاهدينا بإطلاق قذيفة شهاب 10 علي مزارع شبعا المحتلة، والأنباء الأولية تؤكد إصابة خمس جنود إسرائيليين إصابات بليغة .

هب صدام من مكانه وقفز من شدة السعادة وقال:" لك يعيش حزب الله ..ويعيش نصر الله ويقويه".

ينظر إلي منال ويستغرب من علامات التجهم التي أصابتها قائلا:" شو مالك..لي ساكتة ..أنا فكرتك رح تقومي تزلغطي".

يعود صدام مكانه وهو ينظر لمنال حينها منال بدأت بالحديث:" من ناحية مبسوطة فانا مبسوطة بس ياخوفي من الرد إلي حيردوه عهلعملة ..هل لازم نقلق كثير الله يستر من ورا هلضربة".

صدام عاد حينها لتناول ما تبقي من صحنه:" يا بنت الحلال وكلي أمرك لله".

منال:" الله يستر

أنهيا تناول طعام العشاء ثم نهض الصبيان ويتجهان إلي الحمام ليغسلا يديهما ثم عادا وقبلا صدام قائلا له:" تصبح علي خير يا بابا".

صدام:" تلاقوا خير يا عيون بابا".

ثم تأخذهم منال إلى غرفتيهما المجاورة لغرفتها /غرفة جميلة تدل علي أنها غرفة

أطفال مطلية باللون الأزرق الفاتح فيها سريران وخزانة .يتجهان لأسرتهما وتقبلهما منال وتبقي بجوارهما حتى يناما....

بعد أن اطمأنت لنومهما أطفأت النور ثم خرجت وأكملت غسل الصحون ثم ذهبت إلي الصالة ومعها كوبان منا لشاي وجلست إلى جوار زوجها لتكمل سهرتها معه.

Sponsor

أرشيف المدونة الإلكترونية