الخميس، أبريل 08، 2010

العالم الفقيد على الشريف......رحل بجسده وظل فكره ومواقفه شاهدة على حياته

العالم الفقيد على الشريف

رحل بجسده وظل فكره ومواقفه شاهدة على حياته



كتبت_هبة الإفرنجي_



سامحونا لا ندري متى تسقط الورقة.. لربما اليوم و لربما غدا ولكنها ستسقط شئنا ام أبينا ، فيا لجمالها حينما تسقط وقد سطرت تاريخا حافلا ومسيرة كاملة.. تخوننا الكلمات وتخوننا العبرات، لكن لا تخوننا الذاكرة والحقيقة التي حفرت ووثقت، فهو علم من أعلام الوطن، نعم ترك الدنيا ولكنها لم تتركه فقد أعطاها ذكريات معها كلماته، انجازاته.

"التفح التقوى والإيمان، كان يقتدي بالرسول صلي الله عليه وسلم في ممارسة حياته، جميل اللسان عطوف، لا أجد كلاما كافيا لوصفه"، بهذه الكلمات استهلت زوجة المرحوم الدكتور علي الشريف حديثها، وقالت أم علاء:" لا أجد متسع لوصفه كان هادئ الطباع ، وكان أبا وأما صديقا وأخا ، كان يمثل بالنسبة لي ولبناته كل الحياة ،يقف لجانبنا دائما في كل صغيرة وكبيرة ، برغم ألمه في الفترة الأخيرة إلا أنه تكابر على مرضه لم يخبرنا ولم نكن نعلم إلا مصادفة من خلاله حديث مع أحدهم عبر الهاتف".

قدر الله وما شاء فعل وقد أخذ الله أمانته، تذكره أم علاء قائلة: " دائما كان يوصيني بتقوى الله والإخلاص ، وكان حريصا جدا على عدم أكل مال مشبوه، كان يحب أن يأكل من ماله الخاص فقد كان عفيف وخفيف الظل فكثيرا ما كان يقول "اتقوا الله وابعدوا عن الحرام".

الصلب الجريء

تذكره ابنته فاطمة الزهراء فتقول: "كان صلب في الحق جرئ لا يخاف في الله لومة لائم فقد رفض مزاولتي لمهنة في مؤسسة على الرغم من أنها أول وظيفة أتلقاها بعد تخرجي فقد كان يقول لي من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه، وأمسكني من يدي وخرج عندما علم بأن فيها شيء من الربا فقد كانت الوظيفة تتعلق بالقروض ، والحمد لله فلم يمر شهر إلا وعوضني الله خيرا فقد استلمت مهنة تدريس ثابتة ".

تضحك فاطمة وتقول:" كان ينبوع من الحنان مع الصغير والكبير فحينما يمسك ابنتي ويُسأًََل عنها كان يقول "هذه الأميرة ابنة الأميرة واني سميتها ريم".

لم يكن يحب أن يتعب أحدا فدائما كان يقول لي: " أنا أتعبت الصاحبة -يقصد والدتي- ".

أما فوزية فتحدثنا عن جمال روح والدها قائلة: "كان يعطي ولا ينتظر المقابل ، لا يتذكر الموقف السيئ ، مسامح يبكي لمرضنا ، وكان دائما ما يوصيني بالإخلاص ويقول "اللهم ارزقنا الإخلاص في الوقت والعمل".

وعبرت بدمعة سبقت لسانها: "لا أبكي على رحيله، نعم أفتقده ولكنه ذهب لجوار ربه، ما ابكي عليه هو حالي من بعده وأبكي على نفسي".

الدين يسر

محبا للعلم عرفناه ، وعلى الرغم من تدينه الشديد ، وخوفه الشديد من أقل شيء قد يغضب الله إلا أنه كان دائم القول "الدين يسر وليس عسر" فقد كان منفتحا علي كافة مناحي الحياة يمارس حياته بشكل طبيعي.

وقالت ابنته إسلام:" ثلاثة من أخواتي من حفظة القرآن ، فقد كان حريصا أن يجعلنا من حفظة كتاب الله ،علمنا جميعنا نحن السبعة وأخي "الشهيد" في الجامعة ، وأيضا بعدما تزوج والدتي أكملت تعليمها ودرست بكالوريوس شريعة إسلامية ، فقد كان يحب العلم ودائما ما يحب أن نصل لأعلي مراتب العلم، ولم يكن يرفض طلب لنا، لم يكن بخيلا أبدا بل كان يعطي ولا يسأل وبرغم تدينه، كان يقول طالما مبارك لا مانع فيه" .

في آخر أيامه

من قضى حياته يوصي بحفظ القران يرفض حتى وقد اشتد عليه المرض أن يسمعه يُقرأ بخطأ، تذكر لنا أم علاء ما كان يحدث في آخر أسبوع قبل موته تقول:" أخطأت ابنتي وهي تقرأ القرآن بحركة فأخذ يولول لم نكن نعرف ماذا يريد أساله هل يحتاج لشيء ينفي فذكرت له: هل أخطأت بالقراءة ؟حرك رأسه إيجابا حتى قمت بإعادتها ".

كان حريصا على تعليم القرآن حتى وهو مريض تقول فاطمة :" حينما كنت أقرأ أمامه سورة التوبة ذكرت كلمة (الوليجة) فسألني ما معناها، عاد وقال لي تعني البطانة"، تتابع قائلة :" كان حريص على نشأة بناته نشأة إسلامية منذ الصغر فقد حرص على حفظ القرآن وتعليم أبنائه أيضا، نعم كانت حريص على علم الدين والدنيا.

واضافت :" ما علمني إياه والدي رحمه الله سأحمله وأعلمه لأولادي".

لا ينسى القريب والغريب

"اطعموا الطعام .. وصلوا الأرحام .. وصلوا بالليل والناس نيام ..تدخلوا الجنة بسلام"، وفي ذلك قالت أم علاء: "كرمه لم يكن له حدود، فعندما كان يزور احدى بناته يحمل معه ما لذ وطاب، حتى أهلي لم ينساهم على الرغم من سكنهم البعيد فقد كان محافظ على زيارتهم برفقتي، حتى بعد مرضه لم يتغير".

وفي موقف آخر اشارت إسلام انه يسكن بالقرب من منزلهم رجل مسيحي كبير السن وكان أطفال الحي دائما ما يضايقونه ويستضعفونه، الا ان ابي كان يهددهم ان اقترب احد منه .. ودائما ما يدافع عنه رغم اختلاف الدين.

إرادة تأبي الهزيمة

(ينقطع عمل ابن آدم إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، لم يكن يترك للمرض مجال أن ينال منه ويضعفه، فقد كانت إرادته قوية، وذكرت فاطمة انه في آخر شهرين من مرضه قام والدي بعمل بحثين رغم قلة حركته وعدم قدرته على المتابعة إلا أنه كان يقاوم، فقد بدأ بكتابتهما وهما "سلسلة أعلام المحدثين" وقد كتب عن الإمام البخاري فيه وسلمني البحث لطباعته، أما الكتاب الثاني "أحاديث الأحكام" فلم يكمله لكنه اخبرني قام عن مخططه وكان يتمنى أن ينجزه لكن اشتد عليه المرض و لم يستطع مراجعته، منوهة ان كتابته كانت ليلا ولم يكن يستطيع الجلوس والكتابة.

الشريف في سطور

الدكتور علي الشريف توفي عن عمر يناهز (75 عاما) بعد صراع مع مرض سرطان الكبد ظهر يوم الأحد الموافق 13-2-2010، وأحد رجال الإصلاح في مدينة غزة، كان عميدا لكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية سابقا .

ولدى الفقيد ست بنات وولد وهو الشهيد علاء (26 عاما) الذي استشهد بتاريخ 18/8/2004 خلال قصف اسرائيلي لمنزل احمد الجعبري في حي الشجاعية شرق غزة.


+++المادة منشورة+++
















































0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sponsor