جداريات غزة تبكي الأسرى بمناسبة يوم الأسير
غزة_من هبة الإفرنجي_
بطبشورة زرقاء اللون تقاسمها اللون الأبيض خطت أولى أساسات جداريتها كل من رشا أبو زايد وشريفة الغصين، بروح وهمة عالية لا تستشف منها سوى الرغبة والإصرار بإنتاج عمل فني تضامني مع أسرى الحرية.
"سكتش فني وهو عمل فكرته بنته مخيلتي الخاصة، عمدت على تصميمها لأظهر ولو جزء بسيط من اهتمامي بقضية الأسرى وأنهم في البال دائما" كلمات قالتها رشا أبو زايد الفنانة التشكيلية وهي تحتضن بخطوطها الأولى مربع من الحائط الذي خصص لها وزميلتها لترسم ما هو بمسودتها.
وأضافت: "على الرغم من أننا نعاني وبحصار خانق إلا أننا لا ننفك عن التفكير بمن هم خلف القضبان، فهنا بغزة لم تعد عائلة كاملة فإما أن ينقصها فرد، زج خلف القضبان، أو أن يكون قد فقد أحدهم شهيدا إثر الحرب الأخيرة الجبانة على غزة، لكننا على الرغم مما نعانيه نحاول أن نغير بقدر استطاعتنا عبر لوحة فنية،الواقع الذي فرض علينا، فنأمل بجدارياتنا علها تحمل شيئا وكلمات لمن يراها من المتضامنين والزائرين لغزة من المسئولين".
أما شريفة والتي همت بالبحث عن ألوان تناسب لوحتها وفتح العلب المتناثرة على الأرض، رفعت رأسها مقاطعة زميلتها:" هناك فجوة وتزداد اتساعا يوما عن الآخر، لكن فيما يخص الأسرى فالكل يقف صفا واحدا لنصرتهم".
وتظهر رسمتهما بشكل قناصة من خلفها قضبان السجن والتي يقبع خلفها أسير فلسطيني لامع العينين، على جانب القناص عن اليمين وعن الشمال الشعب الفلسطيني بثورته العارمة رافع راية النصر.
اندمجت أبو زايد في بطن اللوحة تلفها بذراعيها محاولة منها أن تنهي عملها الذي بدأ قبل ما يقارب النصف ساعة، بينما شريفة الغصين تقترب مني وبإحدى يديها فرشاتها التي غمستها بلون الأسود واليد الأخرى مسودة عملهما مشيرة إليها:" القناصة هدفه دائما الفلسطيني وحتى لو كان الفلسطيني في السجن فهي تخاف منه وتضع علامتها عليه لتقتله، إذا هدفها الأساسي كل ما هو فلسطيني، نحن كرسامين تشكيلين بأدواتنا البسيطة ورسوماتنا قوية المعنى نجسد ذلك ونؤكد بأن الثورة ستنتصر رغم ذل السجن وقسوة السجان إلا أنهم لن يستطيعوا فعل أي شيء".
بخطوات ثقيلة أسير وعيناي لا تفارق الحائط المخصص لرسم الجدارية، استوقفتني إحدى الرسومات والتي تظهر فيها صورة أسير يكاد يقتلع أحد الأبواب، مجسدا بذلك رفضه السجن رغم قيده.
كانت صاحبة الجدارية مرام صقر إحدى طالبات جامعة الأقصى والتي أعربت عن سعادتها بمشاركتها في رسم الجداريات تضامنا مع الأسرى قائلة:" رسمي يعبر عن كلمة واحدة وهي لا بد للقيد أن ينكسر".
عبرت بكلمة واحدة تحمل في طياتها معنى كبير جدا، فقد كانت رسمتها تعبر فعليا على أنه بالرغم من المعاناة فهناك إصرار لإنهاء هذا الظلم والعدوان الغاشم على شعبنا.
لفتت صقر إلى أنهم عمدوا لزج أنفسهم بجداريات في كل مناسبة يعبروا من خلالها، التزامهم وواجبهم اتجاه تلك القضايا، وكانت جداريتها تضمنا مع الأسير في يومه والذي يشارف أن يكون يوم السبت في السابع عشر من نيسان الشهر الحالي.
ونوهت صقر إلى أنه في هذا اليوم وتضامنا مع الأسرى لجئوا لاستخدام الألوان القوية والغامقة لتظهر بأن الأسرى في القلوب والعيون.
وتعد جداريه للأسرى بمناسبة يوم الأسير وكانت قد افتتحت في ساحة المجلس التشريعي، استكمالا لفعاليات اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى 2010.
(صورة لإحدي الجداريات )
0 التعليقات:
إرسال تعليق