السبت، أغسطس 14، 2010

لحظة الإفطار في غزة فرحة لم تكتمل وعتمة لا تنتهي

لحظة الإفطار في غزة فرحة لم تكتمل وعتمة لا تنتهي

غزة_ " القدس" من هبة الإفرنجي_
يشق جنبات طريقه بعربته "الكارو" التي اعتاد العودة بها إلى منزله بعد عمل يوم شاق في بيع الخضروات في السوق المركزي، تصطف من خلفه أكياس إلى جانب بعضها البعض كان قد جلبها الحاج أبو خالد لعائلته كي تضفي على مائدته الرمضانية رونقاً خاصاً يميزها عن باقي الأيام.

اقتربت " القدس" من الحاج أبو خالد وعايشته لحظة اقتراب موعد الإفطار.
توجه الحاج أبو خالد نحو منزله بعد أن صف عربته في ركنها المعتاد وأخذ ما عليها من الأكياس الشفافة المثقلة بالصحون البلاستيكية، ضوضاء الماتور التي وضعت أمام كل منزل في الشارع الذي يقطنه أعلنت للحاج أبو خالد أن إفطار اليوم سيكون على أوتار المولد الكهربائي ورائحته القاتلة، وعن ذلك قال:" منطقتنا اليوم ما فيها كهرباء يعني رح نفطر بإذن الله على الساعات مش على صوت الآذان مثل كل رمضان".

وبإشارة من يديه أوضح أبو خالد أن المسجد يبعد عدة كيلومترات عن منزله قائلا: "المسجد بعيد علينا ولما تكون الكهربا جاي يا دوب نسمع صوته كيف والكهربا مقطوعة وصوت الماتور العالي، والمؤذن يأذن بدون مكبرات صوت فكيف رح نقدر نسمعه".

وتوقع أبو خالد أن يقضى أيام كثيرة في رمضان بلا كهرباء قائلاً: "رمضان السنة صعب كثير رح نتبع الساعة أيام كثيرة في رمضان عشان نفطر أو نتسحر، ربنا إن شاء الله يهونها علينا".

مع اقتراب موعد آذان المغرب والذي اهتدى له الحاج أبو خالد من ساعة يديه أعلن فيه لعائلته أن موعد الإفطار قد حان توجه حينها لمولده الكهربائي وقام بتشغيله كي تنعم عائلته بإفطار على الضوء.

لم تشفع حرارة الجو للغزي بأن ينعم بالكهرباء طيلة شهر رمضان، بل ليعيش أضنك حياة تم زيادة عدد ساعات قطع الكهرباء.

محمد منصور أحد الباعة الأطفال الذين صادفتهم في شوارع غزة قبيل الإفطار بساعات أعرب عن حزنه الشديد لأنه وبعد موجة الحر التي رافقته طيلة نهار رمضان، سيعود لمنزله ولن يفاجأ بأي شيء لأنه ستكون حينها العتمة حليفتهم لهذا اليوم.

وأشار منصور إلى أنه في أول يوم رمضان تناول فطوره على ضوء صغير استمده من مولد جيرانهم.
أما جهاد عليان المسن والذي كان منتظرا دوره عند أحد باعة المأكولات الشعبية، ممسكا بعكازه الخشبي والذي يستند إليه بين الفينة والأخرى.

ذكر عليان لـ بأنه يتوجه في أيام انقطاع التيار الكهربائي للمسجد كي يتوضأ فيه وذلك لأن استمرار انقطاع التيار الكهربائي يحرم المنطقة التي يقطنها من توفر المياه والتي تعمل بمضخات يتم تشغيلها كهربائياً.
توقع عليان بأن يكمل شهر رمضان على ضوء "قنديله الكازي"، فلا مقدرة له لشراء المولد الكهربائي الذي أغرق منازل الغزيين وذلك نظرا لحاله المادي البسيط.
وتابع: "ضو كاز يا بنيتي ولا البلاش، الله بيعينا شو بدنا نعمل لا من العرب ولا من الإسرائيليين خالصين".
ولفت عليان إلى أنه سيجتمع مع أولاده غدا في منزله وعلى ضوء الشموع الكازيه إن لم " تشرف سيادة الكهرباء" حسب وصف الحاج عليان لها.
حرارة مُلهبة نهارا، كهرباء منقطعة، رائحة المولد الكهربائي الخانقة والتي لطخت أرجاء غزة، وبعض من رتوش القصف الإسرائيلي هنا وهناك، هي أجواء غزة الرمضانية لهذا العام، ورجاء غزي من رب العالمين أن يلطف حرارة الجو حتى تخفف من المعاناة التي ما انفكت تمسك أعناقهم أينما حطت رحالهم.




رابط التقرير في موقع جريدة القدس
http://www.alquds.com/node/280916






0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sponsor