السبت، أكتوبر 30، 2010

الأسير أبو الحصين بين رفض السلطات الإسرائيلية الإفراج عنه والإضراب عن الطعام

رغم انتهاء محكوميته
الأسير أبو الحصين بين رفض السلطات الإسرائيلية الإفراج عنه والإضراب عن الطعام

غزة – "القدس" من هبة الإفرنجي 
خبر كالصاعقة أصاب أم شادي حينما علمت بأن ابنها الذي حرمت من رؤيته طيلة سبعة أعوام وهو الحكم الذي صدر بحق ابنها شادي أبو الحصين سيكون من المبعدين في حين ترفض بعض الدول استقباله.

وما جعلها تصاب بوعكة حزن تطلق من خلالها فيض من الدموع والآهات أن ابنها والذي كان من المفترض أن يتم الإفراج عنه قبل شهران من هذا اليوم، إلا أن قوات الاحتلال أبقت عليه داخل سجونها بحجة أنه مبعد وتنتظر الدولة التي توافق على استقباله، وفي المقابل لم تقبل به كل من لبنان واليمن كمبعد فيها.

لم تعد مقلتاها تتحمل دموعها التي عاندتها مرارا وتكرارا وهي تحدثنا عما حدث مع ابنها شادي قائلة: "مضى على الحكم سبع سنوات وزاد على ذلك شهران ولأنه صدر بحقه قرار الإبعاد فلا يمكنه العودة إلى غزة ".

ذنبه فلسطيني

شادي ابن الثامنة وثلاثون ربيعا اعتقل قبل أن يرى ولديه النور وهاهو يتبدد حلمه وأبنائه بالاجتماع لأول مرة في الحياة، وها قد انتهت فترة اعتقاله دون أن يكون هناك أمل في لقاء يجمعه وأمه التي حرمت أن تراه طيلة سبعة أعوام وفي ذلك تقول أم شادي: "ما يدمي قلبي هو أن طوال سبعة أعوام لم أزره ولم أره وهاهو يُبعد والله يعلم إن كنت سأراه أم لأ".

وتضيف: "أهم شي هو أن يخرج من سجنه، وليبعدوه أينما أرادوا ما يهمني هو أن يتخلص من ذلك السجن الظالم، فبقاءه هناك يجلب لي حرقة القلب".

حسرة وألم يعتريانها، ناهيك عن التخوف من تبخر آخر دفعة من الأمل التي تكتنزها أم شادي والتي تعلق فيها أمالها على أي دولة عربية تستقبل فيه شادي وتريحه من عذاب السجن والسجان وفي ذلك تقول: "مش عارفين أي دولة ممكن أنها تستقبله رفضت لبنان واليمن، ما حدا بيعرف شو رح يصير إما يبقى سجين بالسجن الإسرائيلي يا إما الله أعلم".

سيان هو إطلاق سراحه أو اعتقاله لدى أم شادي فهي في كلتا الحالتين لن تراه ولكنها تفضل أن يبقى بعيدا عنها في أي دولة على بقاءه في السجن معللة ذلك عن احتمال أن يكون هناك أمل بأن تقابله خارج البلاد وأن يحتضن ابنيه "شهاب ووعد" والذي لطالما حلم بتلك اللحظة وذلك الحضن الأول لهما.

رفض وإضراب

بزفرات مقهور أخرجت أم شادي معظم حديثها خاصة فيما يتعلق برفض الدول العربية استقبال شادي قائلة: "لا تعلم أين يمكن أن يكون القهر هل هو في السجون أم المجتمع أم من عدوك، غادرت لبنان وهو بعمر عامان واليمن وهو في الرابعة عشر من عمره وقلت فرجت سأعود للأرض الطيبة ولأهله وأجداده ولن أحرمه من عائلته خاصة بعد وفاة والده، قبلت أن أغرب لا أن يبقى أبنائي بلا عائلة وهانحن في فلسطين فما الذي حصلت عليه غير ألم وحسرة".

واستدركت قائلة: "أنا أعيش غربة من الأهل وسجن وحصار لا أستطيع مغادرة القطاع وها أنا اليوم أعيش محرومة من احتضان فلذة كبدي أي إنسان على وجه الكرة الأرضية يرضى بذلك اعتقال ومن ثم إبعاد ولا أي دولة تقبل به أي دين يرضى بذلك".

وفيما إذا ما استعانت بإحدى الجهات الدولية أكدت أبو الحصين أنها تواصلت مع الصليب اللبناني واليمني عله يغير من رأيه ولكن لا استجابة منهم.

ولفتت إلى أن شادي بدأ إضرابه عن الطعام في الثالثة والعشرون من الشهر الجاري ولن يوقفه حتى يتم النظر في قضيته، مناشدة كافة الجهات الحقوقية المعنية بالوقوف إلى جانبه إلى حين إيجاد مخرج له.

قالت والدته: "شاليط أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وجميع الدول طالب بالمحافظة على حياته فيما أولادنا وأبناء المقاومة لا يسأل فيهم أحد ما سبب ذلك".

هي دعوات ومناشدات من أم مكلومة وجهتها لكل نبض حر ولكافة دول التحرر ولكل من يملك نبض الشرف بأن يتحرك لرفع الظلم عن ابنها شادي ولنجدته من الإضراب عن الطعام والذي لا يحمد عقباه.

الأسير شادي أبو الحصين في حالة إضراب عن الطعام منذ ثلاثة أيام ولا يعلم أحد ما مصيره وفي أي مكان سيكون، وهل سيرى والدته وولديه اللذان لم يشتم رائحتهما منذ أن وجدا على هذه الدنيا، ترى ما هو مصير شادي بعد كل المعاناة التي عاناها وعائلته وأين سيكون مصيره وهل سيرى ولديه وأمه وأخوته مرة أخرى؟.


رابط التقرير على جريدة القدس

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sponsor