الأربعاء، ديسمبر 29، 2010

المشهد السابع من قصة ..أغدا ألقاك

المشهد السابع/ليل_داخلي



في المساء بينما تجلس منال ووسام في صالة المنزل يحتسيان كوبا من الكاكاو الساخن وتبدا منال بالحديث


منال:" انبسط صاحبك عنا ،عجبو الغدا".


وسام:" اكيد يسلمو اديكي هوي الى بياكل من تحت اديكي ما بينبسط، بس ليش ما اجيتي تعرفتي عليه".


تضحك منال وتعاود سؤاله:" كنتو كتير منسجمين مع بعض فما حبيت ازعجكو قلت اتركو براحتكوا".


اراد وسام أن يعلق علي كلام أمه ولكن سبقه هاتفه المحمول بالرنين فيرد عليه


وسام:" ألو..أهلين حسام".


حسام:" مرحبا كيفك وسام".


وسام:" هلا تمام والله ، شو مالك صوتك مش عاجبني،خير شو في".


حسام:" والله متدايق شوي، وحابب أقعد معك بتقدر تيجي نتمشي شوي".


وسام:" طيب هيني جاي مسافة الطريق وبكون عندك سلام".


تنظر منال باستغراب لوسام وتستغرب وتقول


منال: "مالو حسام؟؟".


وسام:"مش عارف مدايق كتير,هيني رايحلو".


منال::"هلأ بدك تطلع الدنيا عتمة اتصل عليه .وخليها لبكرة".


وسام:بنفعش ياماما صرت حاكيلو هيني جاي .وبعدين مامعي رنة ارجعلو .


منال طيب روح وانتبه...ولاد الحرام كثار..لاتتخانق مع حدا, وأرادت أن تكمل لكن وسام كان أسرع منها قائلا بعد أن قبل رأسها: عارف ...عارف...الوصايا السبع.






يخرج وسام وتذهب أمه خلفه وتدعي له بالسلامة و التوفيق له ولصديقه حسام....








الجمعة، ديسمبر 24، 2010

المشهد السادس من قصة أغدا ألقاك....

المشهد السادس/ نهار_داخلي


توطدت العلاقة بين حسام ووسام وبدأو يمضون معظم الوقت مع بعضهم البعض وفي المنزل ليس لوسام حديث سوي صديقه حسام حيث أخبر وسام أمه بأن حسام يعيش هنا وحدة وأن عائلته تعيش بالخارج وأنه يرغب في أن تتوطد العلاقة بينهما وأن يري والدته حيث قال:

وسام:" شو رأيك يا ست الحبايب لو عزمت رفيقي حسام بكرة يجيي يتغدي معنا ".

منال:" أهلا وسهلا فيه والله انا حابة أتعرف عليه من كتر ما دوختني بحسام حسام"، وتنصت برهة وتتذكر ابنها حسام رحمه الله لو كان الآن علي قيد الحياة لكان الآن معهم في هذه الجلسة كم تشتاقه ، هو وزوجها صدام

تنبه وسام لشرود والدته وأحس بأنها تفكر بأخيه ووالده فنهض وقبل جبينها وقال

وسام:" الله يخليلي ياكي وما يحرمني منك أبدا".



في اليوم التالي يحضر وسام برفقته حسام ويدخل حسام إلي مخيم متواضع فيه منازل متراصة مصفوفة جميعها بجانب بعضها البعض وأرضيتها متربة ، الأطفال تركض خلف بعضها البعض ، والكل حينما يري وسام يلقي عليه التحية ، يسير حسام ووسام في ازقة المخيم أزقة ملتوية إلي أن يصل إلي بيت متواضع يفتح وسام باب منزله يدخل ويقول بصوت عال:"

اتفضل يا حسام اتفضل".

يتقدم وسام صديقه ويقول:" اتفضل معلشي البيت مش قد المقام"، حسام وهو يدخل للمنزل:" له يا زلمة شو بتحكي انت، البيت قيمتو بصحابوا وانتو بتشرفو أي واحد بتعرف عليكو".

يدخل حسام وهو ينظر نظرة سريعة وخاطفة تفصيلية للبيت حيث كان هادئا صغيرا لمح غرفتين وصالة والمطبخ وإلي جواره حمام صغير يجلس في الصالة هو ووسام ويلتفت إليه قائلا .

حسام:" شو كنو انت لحالك عايش بالبيت".

وسام:" لا عايش مع امي".

حسام معقبا:" انت وحيد؟؟".

وسام:" صرت وحيد الوالد واخوي اتوفو بالحرب الأخيرة".

حسام بحزن يلحظه وسام:" رحمة الله عليهم".

أخذ وسام يغير الموضوع ويتحدثان ويضحكان وهما مندمجان تدخل منال عليهما وتقف من بعيد تنظر لحسام من بعيد وتقف ساكنة بلا حراك .

تتأمل ملامحه كأنها تعود بالذكريات إلي طفلها حسام شعرت بذلك نظرت لوسام ثم عادت نظرتها لحسام وهي تحدث نفسها (يالله) تشعر بان قلبها ينتفض ولا تعرف السبب تتذكر ابنها حسام ولكنها تعود بذاكرتها للوراء وتوقظها القذيفة وهي تضرب منزلها وتتذكر بأنه ابنها قد مات .

يتحدث وسام إليها:" وين سرحتي يماما ..بحكيلك حسام عنا شو مابدك تسلمي عليه".

منال:" أهلين وسهلين يا ابني كيفك انشاء الله بخير وكيف الدراسة".

حسام:" الله يخليكي يا خالتو الحمد لله".

وسام:" حسام حابب يتغدي عنا اليوم شو رأيك يا حجة".

منال:"وأنا اليوم عامليتلكو أطيب أكلة لحظة وبتكون جاهزة".

بعد غياب ما يقارب النصف ساعة عادت منال ووسام وحسام يتحدثان بصوت مرتفع ويضحكان اقتربت نال ومعها صينية الطعام نهض وسام من مكانه وتناولها من والدته وقال:"يسلم هلأيدين ".

حسام:" غلبناكي يا خالتو يسلم إديكي يارب".

بدا بالأكل وأثناء ذلك سأل وسام صديقه

وسام:" انت ما حكتلي طيب ليش والك ما بيجي لهون أحسنلو وبالمرة بتظلكو حوالي بعض".

حسام:" هوي حابب يظل هناك مش حابب يرجع وانا رح بخلص تعليمي وبرجع لعندو".

وسام:" طيب ليش ما درست هناك وريحت حالك من هلشحشطة".

حسام:" منتا عارف التعليم بالخليج غالي كثير وطبعا حتى إلى حالتو المادية فيك تقول متوسطة ما بيقدر عليها".

وسام:" يلي الله بيعين وان شاء الله بتتسهل معك وبتخلص من دون صعوبات".

تدخل الأم وهي تحمل صينية الشاي وتأمل وهي واقفة علي باب الغرفة الشابان وهما يتحادثان ..سعيدة برؤيتهما معا ....تقترب وتقدم لهما الشاي قم تعاود بالخروج والحزن بداخلها وتحدث نفسها لو أنني لم أنسى ابني لكان الآن أروع شاب يساند أخاه ليتني وليتني وذرفت دمعة واتجهت نحو غرفتها تلوم نفسها كعادتها...



الجمعة، ديسمبر 17، 2010

المشهد الخامس من قصة أغدا ألقاك...

المشهد الخامس/ نهار_خارجي

بدأت منال بالركض وبيدها وسام تجره خلفها وما إن وصلت نهاية الشارع تعدو كالمجنونة تمسك بابنها كمن يلحقها مجرم عتيد القوة تلتفت أمامها لتحفظ خطاها، لكنها تتوقف بعد  أن نالت مرادها، فقد رأت صدام راكضا نحوها، اقترب منها ملوحا بذراعه كأنه يؤكد لها بأنه صدام نظرا لما أصاب ملابسه من رماد إثر قصف طال المكان الذي كان يمر بجانبه، بعد أن التقت روحهما..أخذت تستجمع قواها للرحيل، التفتت خلفها تمسك بابنيها ولكنها أفاقت على فاجعة جديدة بهتت بزوجها وأخذت تصرخ بشكل هستيري والخوف والذعر يملآنها

منال:" صدام ...صدام الحقني يا صدام".

ينظر صدام لزوجته وابنه وتحيط به ملامح الصدمة والذعر هو الآخر ينظر إليه والحيرة تملأ عينيه.

صدام :" وين حسام شو صرلو".

تقف منال فجأة دون حرام وقد جف حلقها فقد أدركت وقتها أنها نزلت وتركت ابنها نائما في المنزل ونسيته هناك، وانفجرت منال باكية وبدأت بالصراخ ثم اقترب صدام منها وبدأ بهزها

صدام:" وين الولد شو صرلوو ولك احكي".

تتملص منال من بين يدي زوجها محاولة العودة للمنزل وهي تتحدث وتبكي

منال:" يا ويلي من الله يا ابني حسام ابني نسيتو نايم بالبيت"، وتبكي بحرقة .

عندما سمع كلماتهما هرع دون وعيي راكضا بطريق العودة إلى المنزل لإحضار ابنه بينما منال تنهار باكية، حاولت النهوض واللحاق بزوجها لكن قدماها خانتها جلست أرضا وأخذت وسام الذي هو الآخر كان يبكي واحتضنته بقوة، وبدأت تنادي

منال:" صدام حسام، يالله شو الى صار، يارب، يارب استر والطف".

يراها جارهم الشيخ محمد ويحاول طمأنتها بعدما علم بالقصة من وسام ابنها.

الشيخ محمد:" وحدي الله يا مرة هلأ بلحقونا تخافيش يلي قومي معي إنتي وابنك ليسير شي بهالشارع ما في أمان الضرب شغال ما بيفرق".

تنهض منال بمساعدة الشيخ محمد وتذهب معه علي طول الطريق محاولة الوصول الي بيت أهلها في الشارع الثاني لكنها لم تغادر ظلت عند نهاية الشارع العام واقفة علها تلمح زوجها تلتفت يمينا ويسارا علها تراه .... أخذت تنظر لابنها وسام الذي كان هو الآخر يبكي حرقة على أخيه وأبيه وما أن رفعت رأسها وإذ بقذيفة أخرى تدوي خلفها التفتت منال لترى ما حدث وقفت بعدما وضعت ابنها أرضا تتقدم بخطوات بطيئة نحو مكان منزلها جفت دموعها لا صوت لها فقط إشارات نحو المكان صمت مدقع يرافق المشهد، بعدما استوعبت ما حدث تجلس أرضا ويحتضنها وسام وأخذت تطلع العنان لصوتها، فاغرة فاهها وتصرخ بأعلى رافعة رأسها للأعلى (يا رب) ..

كان لديها الأمل أن يكونا بخير ولكن قدوم امرأة من ناحية المكان المستهدف نهضت مسرعة منال نحوها تسألها عن زوجها وابنها ولكن المرأة كانت مكلومة هي الأخرى وأخذت تقول:" كل إلي بالعمارة استشهد اليهود قصفو العمارة والناس فيها الله يلعنهم الله يهدهم وتبكي بحرقة"...

وقفت منال حاولت أن تكون ثابتة وأن تنكر ما حدث بإشارات برأسها تقول فيها لأ ولكنها عجزت وبدأت بصراخ هستيري:"صدااااااااااام... حساااام".

حاولت الرجوع لكن الشيخ محمد منعها صارخا بوجهها ( وين رايحة وتاركة ابنك ارجعي لهون".

بدأ وسام صراخه يتعالى:" ياماما أنا خايف ياماما بابا راح وين حسام". كان قد شاهد القصف الذي طال منزلهم ..

التفتت منال لحالها لبرهة ولما أصابها وأدركت أنه لم يتبقي لها سوي وسام وتعود منكسرة والدموع تملأ عينيها لتحتضن وسام وهي تبكي وتنظر خلفها تارة ولوسام تارة أخري

منال:" سامحني يا حسام سامحني يا ابني".

تنهض وتمسك بيد ابنها وسام تضغط عليها بشدة محاولة أن تحافظ عليه وخائفة في نفس الوقت فلم يعد سواه لديها وتمشي وسط الجموع وهي تجر أذيال الحزن والأسى لا تعلم أين تذهب فقد أصبحت مصدومة بعد ما حدث لا تعرف سوي وسام الذي تثبت يدها بيده ...

تمشي مع الجميع ولا تمشي، لم يعد لديها شيء تفعله كل ما تعرفه أنها تسير بشكل صحيح حسب تعليمات أشخاص يلبسون الجاكيت الأبيض والذي رسم عليه هلال وصليب لم تعد تعي ما حولها أصبح كل ما حولها أكذوبة صنعتها بنفسها وأخذت ترصف الطريق بدموع الألم والمعاناة ، وما كان يخفف عنها اقتراب ابنها وسام ومسح تلك الدموع الرقيقة.قامت بتقليد من كان موجود واجتلست إحدى الحجارة التي رصت بجانب بعضها البعض، اغتمس اليوم بليل حالك السواد حاولت منال أن تتقبل ذلك الوضع لكن دموعها لم تكن تجف احتضنت وسام بين ذراعيها وأخذت تقبله مرارا وتكرارا ...تشد على ذراعيه كأنها خائفة أن يفلت منها أو يضيع هو الآخر رافق سواد الليل سكون موحش حينها استسلمت منال لتعب عينيها وأسدلتهما علها تنسى ما مرت به من عناء وشقاء في هذا اليوم...

لا حديث ....فقط صمت مدقع، توجه الجميع بعدما استمعوا لنداءات الصليب الأحمر في صباح اليوم الثاني نحو مخيم رث الحالة باتجاه جنوب البلاد هنالك كانت بيوت مبنية من الطوب الأحمر شوارع لا صرف صحي فيها زواريب موحلة ...التفت منال حولها بعد أن سجلت عنوانها واستلمت بيتا صغيرا افترشته بخرقة صغيرة وفرشة ووسادة استلمتهما من أحد الأشخاص الذين كانوا يوزعون بعض المساعدات جلست على حافة باب المنزل التفت ناحيتها وسام الذي كان لا يفارق أحضانها ليخبرها عن جوعه فما كان منها إلا أن رسمت ابتسامة مقهورة رافقتها دمعة وأخذته متجهة نحو زاوية في المنزل وضعت عليها بعض الأواني أخذت تبحث عن شيء يسد رمق جوع ابنها...

مرت أيام وليال وأسابيع وأشهر بل أعوام أيضا، ولا بسمة تشرق في وجه منال غلا إذا حضر وسام، وذلك أملا منها ألا تشعره بألم أو حسرة أو غربة ولكن هيهات فهو دائم الحديث عن والده وأخوه مما يجعلها تذرف دموع الألم والحسرة تحاول أن تنسى ما حدث وتشغل نفسها طوال أحد عشر عاما بأي شيئ ولكنها ترافق أي حركة من تحركاتها بكاء اشتكت مقلتيها منها مرارا ولكن هيهات أن تكف عن تذكر تلك اللحظات التي فقدت أعز الناس على قلبها زوجها وابنها ..أيقظها صوت ابنها وسام الذي دخل للتو دون أن تشعر به قائلا لها

وسام:" شو يا ست الحبايب شو عامليتلي غدا اليوم".

تبتسم منال بعد أن مسحت دمعة عينها دون أن يلاحظها وسام

منال:" آهلين بنور عيني عامليتلك ملوخية بالرز دقايق وبكون الأكل عالطاولة".

بدأت منال تعد طاولة الطعام لبدء الغداء، كانت منال قد أخذ منها الكبر بعض الشئ فقد مر علي هذه الحادثة أحد عشر عاما، كانت ترتدي تنوره وقميص، ويدخل وسام كعادته يبدأ بسرد ما حدث له خلال اليوم في الجامعة ويخبره، تنظر إليه منال وتعي بأن ابنها قد كبر وأصبح بالجامعة بدأت تفكر بابنها لو أنه عاش لكانا لأن بالجامعة ولكن ماذا سيدرس مدرس أم محامي كابنها وهي أمنية والده رحمه الله

وسام يقاطع فكرها:" وين يا حجة وين راح بالك".

منال:" ولا اشي يا بنيي بس سرحت شوي".

أحس وسام بأنها تفكر بحسام فهي تذكره من الحين للآخر ولا يغادر بالها ودائما ما تبكي ليلا وهوي يراها دون أن تشعر به ويسمعها تتندم لما فعلته ، حاول أن يغير الموضوع وبدأ يتحدث عن زملائه في الجامعة وزميله الجديد الذي كان دائما ما يتمني أن يتعرف لعيه فقال لأمه

وسام:" تتزكري يا ماما الشب إلي كنت احكيلك عنو دايما، انو نفسي أتعرف عليه ، اليوم اتعرفتلك عليه بالصدفة شب صاحبي بيعرفو وتعرفت عليه من خلالو بس مبين عليه محترم".

الأم :" الله يوفقكو يا حبيبي بس يكون منيح وأهلو مناح وما يلهيك عن دراستك".

وسام:" لا اتطمني يا حجتي هو تخصصو تربية وطبعا أنا حقوق بعدين الشب كثير محترم وأنا حبيتو كتير وهوي عايش لحالو هون، أهلو كلهم برا البلد".

الأم بعد أن انتهت من وضع الطعام علي الطاولة:" طيب يلي غسل ايديك وتعى تغدي .....".

الأربعاء، ديسمبر 08، 2010

من قصة أغدا ألقاك...

المشهد الرابع/ نهار


تفتح منال المنزل وتدخل يسارع ابنيها في الدخول يرميان حقيبتهما المدرسية في الصالة ثم يبدآن باللعب والركض خلف بعضهما في الصالة تغلق منال باب المنزل ثم تتجه إلي غرفتها وتغير ملابسها وترتدي بيجامة ثم تخرج إلى الصالة تنظر باتجاه الحائط ، كانت حينها الساعة المعلقة تشير بعقاربها إلي الواحدة والنصف ظهرا، تمشي باتجاه الولدان وتنادي عليهما

منال:" حسام وسام يلي كل واحد وشنتايتو غيرو اواعيكو وحلو واجباتكوا عبين ما يجيي بابا ليوم يتغدا معانا".

وسام:" هوي بابا بدو يتغدا معانا ليوم".

منال:" أي ليوم ما عندو شغل كثير رح يتغدا معانا".

يبدأ الصغيران بالقفز والضحك فرحا بأن والدهما سيتناول طعام الغداء معهم ثم يأخذ كل منهم حقيبته ويدخلان غرفتيهما

تذهب منال للمطبخ وتبدأ بإعداد الطعام بعد نصف ساعة يدخل وسام إليها ويبدا بالحديث معها وهي تعد الطعام .

وسام:" ماما أنا خلصت واجباتي بس ظايل اتدرسيني واتحضري معي الدروس بس نخلص غدا مش اسا".

تلتفت منال لابنها وتومئ برأسها بالإيجاب ثم تسأله:" وحسام؟".

وسام:" حسام حل واجباتو بسرعة وحط راسه ونام وحكالى بس يجهز الغدا بتصحيني".

منال وهي تضحك:" يابيي يا حسام شو بتحب النوم".

يبدأ وسام بالحديث مع أمه عن مدرسته ويسرد لها عن مغامراته المدرسية وأمه تعد الطعام

كانت الساعة تشير بعقاربها إلى الثانية والنصف ووسام يقف إلي جانبها يأكل تفاحة ويتحدث مع والدته بدأت الضوضاء تزداد في الخارج حاولت منال تجاهلها والاستمرار بالعمل لكنها ازدادت إلي ضرب رصاص بدأ القلق يساورها توجهت إلى الشباك في الصالة وما أن أطلت برأسه للخارج وإذ بها تزيد من فتحة عينيها فقد كان الدخان يتصاعد من أول الشارع والناس تركض عادت للمطبخ بسرعة وهي تنظر بخوف حاول وسام أن يسألها:" مالك ماما شوفي"، لم تجيبه منال فلم تكن تعرف ما السبب ولكنها توقعت بأن قصف أو شي من هذا القبيل ردا علي حادثة البارحة لكن ازدادت حالتها الهستيرية بعد أن سمعت صوت غارة جوية هزت المنطقة بأسرها حينها أحست بأن مصيبة ستحدث أخذت وسام من يده والذي أصابه بكاء هستيري وهو يسأل أمه

وسام:" ماما شوفي شو صار لي خايفة شوهلأصوات هاي".

لم ترد منال على أسئلته واتجهت نحو الباب وخرجت وأغلقت الباب خلفها ثم نزلت السلالم وهي تسرع الخطي وتضغط لعي يد وسام خوفا من أن يضيع منها وبدأت تنادي

منال:" صدام وتبكي صدام وينك ياصدام يارب الله يستر يارب الله يهديك وتظلك بالمكتب وما تكون بالطريق".

وصلت إلي بوابة العمارة وبدأت تري الناس وهي تركض بجنوب محاولة الهروب من المنطقة حيث كانت تلك المنطقة مستهدفة من إسرائيل حيث كانت أكثر منطقة يتواجد بها جنود من حزب الله..

تقدمت منال خطوتان إلي الأمام وبيدها تضغط علي يد وسام وهي تنظر يمين ويسار علها تجد صدام قادم إليها وهي تتمني في نفس الوقت ألا يأتي...



الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

الجنة في غزة

غزة – هبة الإفرنجي
 نحن نعيش في جنة بغزة ،، نعم ولما الاستغراب في ذلك نعم نحن نعيش في قصور ولا ينقصنا شيء، نملك المال ونملك قوت يومنا، نملك خزائن الدنيا السبع، نملك كل شيء.
ماذا من قال لكم أن هناك بعض العائلات تسكن خيام فهو كاذب لا لا أحد يسكن في خرقة تشبه الخيمة كلنا سواسية نعم هذا هو العدل.
أقول لكم حتى لا تظنوا بأني كاذبة فبعضنا يحب حياة البداوة ويقوم بعمل ديكور لخيمة جميلة وليست رثة أو بالية لكي يسهر في إحدى الليالي المقمرة الخالية من زخات المطر، نحب هذه الحياة حياة الصحراء.
الركام سأقول لكم ما هذا نحن نعيد بناء بيوتنا كل فترة وأخرى لأننا نمِل من السكن في منزل واحد و"ستايل واحد " طوال حياتنا لذلك نحب الجديد.

فلسطين..بلا عنق

غزة اقتربت على الذكرى الثانية من الحرب المدمرة التي أطاحت بالأخضر واليابس ومازال الفريق الفلسطيني يفكر من أي زاوية يأكل ذاك الكرسي الخشبي.
أصبحت الجبهة الفلسطينية لا " تهكل " هم فلسطين، برأيكم أين يمكن أن نضع هؤلاء، وفي أي زاوية، هل نعتبرهم فلسطينيون؟.
أصبح كل فلسطيني يشعر بأنه من الواجب عليه أن يطيح بأعناقهم ليكونوا عبرة لم تسول له نفسه بتدمير مستقبل هذا الشعب العريق .
أزمة تنفسية أصابت الشارع الفلسطيني حينما علم بأن جهود المصالحة باءت بالفشل، ولا يعلم في ذات الوقت من هو المسئول فكل طرف يرمي بالمسؤولية عن فشلها الشبه معترف فيه على الطرف الآخر، ترى من المسئول؟.
القضية الفلسطينية أصبحت قضية مصالحة وموعدها يؤجل بين حين لآخر.
يا ترى هل سنبقى نرتقب موعد تحديد يوم اجتماع المصالحة الذي لا يكف الطرفان حديثا عنه.
ملت كافة الأطياف الفلسطينية من تلك الوعود " الفاشلة " وأصبح هناك اشمئزاز حتى من فكرة عقد اجتماع، فهو برأيه اجتماع المصالحة قطع لعنق فلسطين في سكين غير حاد..

Sponsor