المشهد السادس/ نهار_داخلي
توطدت العلاقة بين حسام ووسام وبدأو يمضون معظم الوقت مع بعضهم البعض وفي المنزل ليس لوسام حديث سوي صديقه حسام حيث أخبر وسام أمه بأن حسام يعيش هنا وحدة وأن عائلته تعيش بالخارج وأنه يرغب في أن تتوطد العلاقة بينهما وأن يري والدته حيث قال:
وسام:" شو رأيك يا ست الحبايب لو عزمت رفيقي حسام بكرة يجيي يتغدي معنا ".
منال:" أهلا وسهلا فيه والله انا حابة أتعرف عليه من كتر ما دوختني بحسام حسام"، وتنصت برهة وتتذكر ابنها حسام رحمه الله لو كان الآن علي قيد الحياة لكان الآن معهم في هذه الجلسة كم تشتاقه ، هو وزوجها صدام
تنبه وسام لشرود والدته وأحس بأنها تفكر بأخيه ووالده فنهض وقبل جبينها وقال
وسام:" الله يخليلي ياكي وما يحرمني منك أبدا".
في اليوم التالي يحضر وسام برفقته حسام ويدخل حسام إلي مخيم متواضع فيه منازل متراصة مصفوفة جميعها بجانب بعضها البعض وأرضيتها متربة ، الأطفال تركض خلف بعضها البعض ، والكل حينما يري وسام يلقي عليه التحية ، يسير حسام ووسام في ازقة المخيم أزقة ملتوية إلي أن يصل إلي بيت متواضع يفتح وسام باب منزله يدخل ويقول بصوت عال:"
اتفضل يا حسام اتفضل".
يتقدم وسام صديقه ويقول:" اتفضل معلشي البيت مش قد المقام"، حسام وهو يدخل للمنزل:" له يا زلمة شو بتحكي انت، البيت قيمتو بصحابوا وانتو بتشرفو أي واحد بتعرف عليكو".
يدخل حسام وهو ينظر نظرة سريعة وخاطفة تفصيلية للبيت حيث كان هادئا صغيرا لمح غرفتين وصالة والمطبخ وإلي جواره حمام صغير يجلس في الصالة هو ووسام ويلتفت إليه قائلا .
حسام:" شو كنو انت لحالك عايش بالبيت".
وسام:" لا عايش مع امي".
حسام معقبا:" انت وحيد؟؟".
وسام:" صرت وحيد الوالد واخوي اتوفو بالحرب الأخيرة".
حسام بحزن يلحظه وسام:" رحمة الله عليهم".
أخذ وسام يغير الموضوع ويتحدثان ويضحكان وهما مندمجان تدخل منال عليهما وتقف من بعيد تنظر لحسام من بعيد وتقف ساكنة بلا حراك .
تتأمل ملامحه كأنها تعود بالذكريات إلي طفلها حسام شعرت بذلك نظرت لوسام ثم عادت نظرتها لحسام وهي تحدث نفسها (يالله) تشعر بان قلبها ينتفض ولا تعرف السبب تتذكر ابنها حسام ولكنها تعود بذاكرتها للوراء وتوقظها القذيفة وهي تضرب منزلها وتتذكر بأنه ابنها قد مات .
يتحدث وسام إليها:" وين سرحتي يماما ..بحكيلك حسام عنا شو مابدك تسلمي عليه".
منال:" أهلين وسهلين يا ابني كيفك انشاء الله بخير وكيف الدراسة".
حسام:" الله يخليكي يا خالتو الحمد لله".
وسام:" حسام حابب يتغدي عنا اليوم شو رأيك يا حجة".
منال:"وأنا اليوم عامليتلكو أطيب أكلة لحظة وبتكون جاهزة".
بعد غياب ما يقارب النصف ساعة عادت منال ووسام وحسام يتحدثان بصوت مرتفع ويضحكان اقتربت نال ومعها صينية الطعام نهض وسام من مكانه وتناولها من والدته وقال:"يسلم هلأيدين ".
حسام:" غلبناكي يا خالتو يسلم إديكي يارب".
بدا بالأكل وأثناء ذلك سأل وسام صديقه
وسام:" انت ما حكتلي طيب ليش والك ما بيجي لهون أحسنلو وبالمرة بتظلكو حوالي بعض".
حسام:" هوي حابب يظل هناك مش حابب يرجع وانا رح بخلص تعليمي وبرجع لعندو".
وسام:" طيب ليش ما درست هناك وريحت حالك من هلشحشطة".
حسام:" منتا عارف التعليم بالخليج غالي كثير وطبعا حتى إلى حالتو المادية فيك تقول متوسطة ما بيقدر عليها".
وسام:" يلي الله بيعين وان شاء الله بتتسهل معك وبتخلص من دون صعوبات".
تدخل الأم وهي تحمل صينية الشاي وتأمل وهي واقفة علي باب الغرفة الشابان وهما يتحادثان ..سعيدة برؤيتهما معا ....تقترب وتقدم لهما الشاي قم تعاود بالخروج والحزن بداخلها وتحدث نفسها لو أنني لم أنسى ابني لكان الآن أروع شاب يساند أخاه ليتني وليتني وذرفت دمعة واتجهت نحو غرفتها تلوم نفسها كعادتها...
0 التعليقات:
إرسال تعليق