الأربعاء، نوفمبر 02، 2011

نساء من غزة يزاحمن الرجال بطرق أبوابهم في ميدان العمل


نساء من غزة يزاحمن الرجال بطرق أبوابهم في ميدان العمل
غزة_من هبة الإفرنجي_
لم تكن مدينة غزة تسمع بهن من قبل، ولكنهن طرقن أبوابها بطريقة أبهرت من حولهن، كسرن الحواجز والعادات، ووقفن بتحدٍ أمام التقاليد ليكنَّ أول من امتهن أعمال اقتصرت في السابق على الرجال فترة من الزمن، ويضربن بعرض الحائط التهميش الوظيفي.
أم محمد(43عام)، إحدى المدربات على قيادة السيارات في مدرسة الجراجوة، منذ العام 1990 أي ما يقارب عشرون عاما وهي تمارس تلك المهنة وتتقن قيادة جميع أنواع السيارات والشاحنات ناهيك عن قيامها بتدريب الطلبة عليها
تتحدث أم محمد وهي ترسم ابتسامتها التي غطت تجاعيد الزمن على وجهها وتصف نفسها: "كنت كالفاكهة النادرة،وجود لمدربة مثلي في القطاع بأكمله"، مشيرة إلى أنها تعطي دروسها للطالبات والطلبة كما ويسمح لها أن تدرب على قيادة السيارات الملاكي والتجاري والشاحنات.

النجارة أبو القيق
لم تسمح بأي حاجز أن يقف أمامها ليعيق تحقيق حلمها بأن تمتهن النجارة عمل لها، "آمال أبو القيق "36 عاما، تعيش نهارها العملي بين رائحة الصمغ وبقايا برادة الخشب، ومع أصوات آلات الخراطة لتكون بذلك أول امرأة تكسر حاجز الممنوع وتنخرط في مهنة تكاد تكون شبه مستحيلة على النساء بغزة.
أبو القيق والتي ميزت عملها بردائها الأزرق، وأخذت تحفر رسوماتها على الخشب قائلة: "شاركت ضمن دورات أعدتها وزارة الشئون الاجتماعية بغزة في دورة تدريبية عن النجارة ضمن مشروع تمكين المرأة والمجتمع، تلقيت تدريب لمدة 3 شهور وقد أصبحت أُتقن العمل النحت والرسم على الخشب، وقمت بعمل إطارات للمرايا وأشكال هندسية تراثية".
تتحدث بفخر وزهو لا تجده لدى أحد، فبعد معاناة وظروف سيئة عايشتها من طلاقها إلى تحملها مسئولية طفلتها المعاقة، وجدت ذاتها وأخذت تطورها منذ عام 2004 حتى اليوم.
مفتاح العودة وخارطة فلسطين ودفاتر بأغلفة خشبية هي ما تقوم بصناعته وفي ذلك تقول: "تخصصت في فن الآركت والأنتيكا وصناعة التحف فأنا أحب هندسة الديكور".
دفعة من التقدم
كثير ما تجد أمامك حواجز قد تعيقك عن التقدم وتؤخرك خطوة إلا الوراء، بينما أم صهيب (30 عاما) ،التي تعمل هي الأخرى كمدربة في مدرسة الأوائل بغزة، وجدت أمامها من يعطيها الدفعة القوية لأن تستمر في ذلك القطار وفي ذلك توضح قائلة: "وما دعمني أكثر هو موقف تعرضت له عندما كنت أقود إحدى الشاحنات، توقف رجل كبير في السن وأشار بإبهامه إشارة الاستمرار كتشجيع لي، شعرت بأنني ناجحة وقد دفعني ذلك للاستمرار".
سبع سنوات من العمل كمدربة نالت خلالها دعم من زوجها، وممن هم حولها واعتلت القمة بنجاحها بين أفراد أسرتها، وهاهي تنوي أن تدمج أبناءها في تلك الخبرة والتي هي بحسب أم صهيب مهمة.
كانت آخر كلماتها قبل توجهها لإجراء اختبار لأحد الطلبة أن قالت: "أحب أن تأخذ المرأة وضعها في أي مجال وبمساواة مع الرجل وأنا خضت هذا المجال وليس عيبا أن تخوضه نساء مثلي".
يشار إلى أنه حاولت نساء غزة دخول مهن زاولها الرجال منفردين بها لسنوات طويلة فكان في نوفمبر لعام 2010 نساء قمن بحفر آبار لتجميع مياه الأمطار، وكانت "مادلين كُلاب" راكبة البحر، ومدربات القيادة ، والنجارة أبو قيق.
للمشاكل زاوية حاولت "أم محمد"و"أبو القيق"و"أم صهيب" التغلب عليها وبالرغم من ذلك بقين محافظات على تقدمهن في امتهان ما كان محظور عليهن فهن يمتلكن الخبرة والحرفية يحققن من خلالها أحلامهن وذواتهن، صممن آذانهن عن استهزاءات قد تلقى عليهن حينا ونجحن في ذلك، وشرحن صدورهم لكل تشجيع يقوي عزيمتهن، ليعلن بذلك أن المرأة لا مستحيل أمامها إن أرادت شيئا.

تابعوني على تويتر @hibaefrangi

الأحد، مايو 29، 2011

الفلسطينييون ومقاومتهم السلمية


الفلسطينييون ومقاومتهم السلمية

على ما يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يشعر أن الفلسطيني في الداخل والخارج والشتات سيلجأ إلى نفس الأسلوب الذي تتبعه الشعوب العربية ضد حكوماتها الدكتاتورية لنيل الحرية ورفض الظلم، الفلسطيني هنا سيثور في وجه الاحتلال وسيلجأ إلى انتزاع حقه في دولة فلسطينية ، سلميا وهو ما يؤكده أستاذ الدراسات العربية  والشرق أوسطية في جامعة بار إيلان الدكتور موردخاي كيدا .


هو أسلوب شعرنا به كفلسطينيين أنه سيكون له نفعه وسيكون مجدي أكثر من أسلوب أي فصيل يدافع عن فلسطين، إسرائيل متخوفه الآن من هذا الأسلوب وهذا النهج، لذلك  تسعى لأن تقوي ترسانتها الحدودية كيلا تسمح للفلسطينيين بالتطاول على حدودها المزعومة. كما فعلوا في ذكرى النكبة 15 آيار الماضي، والسؤال هنا هل ستنجح إسرائيل في ذلك، وفي المقابل هل سينجح الفلسطينيي في تحدي الاحتلال والمشاركة في مسيرة العودة الثانية في ذكرى النكسة 5 حزيران.

الفلسطينييون اتبعوا أسلوب المقاومة السلمية التي اتبعتها الشعوب العربية للتخلص من حكوماتها الدكتاتورية، ولكنهم هذه المرة أتقنوا استخدامها، فلربما الظروف ساعدتهم قليلا ولكن نجحوا في ذلك واستطاعوا جذب انتباه الدول العربية والغربية إلى قضيتهم.

دعونا نقول بأنه تشابه الأسلوب واختلف الهدف، فالشعوب العربية وجهت بوقها نحو رؤسائها وحكوماتها ، بينما الفلسطيني وجه بوقه نحو الاحتلال لينغص بذلك عليه حياته ويجعله بدلا من أن يجلس ويشاهد ما يحدث في الدول العربية، يتخبط في داخله ويجتمع اجتماعاته الطارئة ليحمي نفسه من هبة فلسطينية بين ليلة وضحاها.

نعود قليلا لذكرى النكبة لنجد بأن كيدا  يقول بأنه هناك أسباب سياسية وأقليمية قد شاركت في جعل ذلك اليوم ، يوما لم يسبق له مثيل فهل سيكون ليوم ذكرى النكسة  بداية لأيام غضب عارمة لقلب العالم رأسا على عقب واسترجاع فلسطين وحماية مدينة ومعالم مدينة القدس من الضياع، وهل سيُمنع أي فلسطيني من خارج فلسطين من المشاركة في مسيرات العودة في ذكرى النكسة التي تفوح رائحتها في صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك.

على الفلسطيني أن يعلم بأن الرد سيكون أقسى من  المرة الأولى وعليه أن يكون واثق مما يفعله وألا تكون هبات مؤقتة كي لا تذهب جهوده سدى، فذكرى أليمة كهذه هي فرصة مناسبة لاعلان غضب عارم وليعلم العالم بأسره بأن الفلسطيني لا يريد أن يكون أسيرا للاحتلال وأنه يريد العودة لبلاده ، وهي فرصة للتعبير عن رفضه لكافة سياسات التوطين بقصد أو بدون قصد، هي فرصة مناسبة وعلى الفلسطيني أن يضع تكتيك متقن ليصل إلى مبتغاه.

وعلى الذين تجمهروا في مارون الراس وفي الجولان ومن أرادوا التوجه إلى معبر الكرامة وفي الضفة الغربية وأراضي ال48  وفي غزة على معبريها  أن يعلموا أنهم مفخرة الأمة وهم تيجان على رؤوس كل العرب ، فهم تحدوا الخوف وكانوا على يقين بانه سيكون لربما حتفهم في ذلك اليوم ولكنهم تحدوا كل الصعاب وتوجهوا لإعلاء كلمة العودة ، عليكم أن تستمروا في ذلك لأنه لا يعيد الحق إلا صاحب الحق .

إسرائيل تدرس خطواتها جيدا من أجل منع تكرار فعلتكم الشهمة تلك وعليكم أن تتحدوهم وأن تقلبوا الخريطة رأسا على عقب بخطوات غير متوقعة وأن تثبتوا لكيدار وللجميع أنكم قاعدة  هرم التحولات وأساسها.

السبت، أبريل 30، 2011

هرمنا من أجل لحظة مصالحتنا التاريخية


هرمنا من أجل لحظة مصالحتنا التاريخية

كتبت/ هبة الإفرنجي
وتم الاتفاق على توقيع الاتفاق الأولى وتم التوقيع وها نحن ننتظر ليتم التوقيع النهائي، هل يعقل أن نكون قد وصلنا إلى مرادنا الشبابي المبتغى والذي رفضت تلك الحركتين تحقيقه طوال أربعة أعوام، هل يستحق وطننا ذلك وهل نستحق نحن ذلك.
انشغلت عقولنا مجدداً لزوال وشاح اليأس وزادت قلوبنا خفقاناً لتعلن بذلك اقتراب نهاية الخطر على قضيتنا، قضية الأمة التي لعبنا بها بأيدينا وظننا أنها بسيطة، أتمنى أن يكون قد تعلم الفريقان درسا قويا بأن فلسطين أكبر منهما جميعا، وان يحققا حلم شعب هرم وهو ينتظر ذلك التوقيع بذلك القلم الذي لا أعلم ما كان لونه حينما أمسكا به ليوقعا على الاتفاق.
أصبح عداد عمر الانقسام ينقص يوما بعد يوم، لم يتبقى سوى ثلاثة أيام ونصف حتى تجتمع كل الفصائل في مصر، هو حلم كنا نتمنى تحقيقه وها هو قد اقترب الفرج إن شاء الله، ولكن هل سيصمد هذا الشعب في وجه المحتل بعد أن بدأ حملته التصعيدية ضد فتح وضد أبناء الضفة وغزة.
رجاءنا يا أبو زمان أنت وأبو الوليد أن تصموا آذانكم عن كل ما عثرة خارجية فهي لا تريد منكم إلا أن تبقوا في غياهب الضياع، استمروا إلى جانب شعبكم فهو يحبكم, يحب فيكم النضال ويشعر بالأمل إذا ما اجتمعتم هو نداء فلسطيني فابقوا على اتصال معه.
مازلت أشعر بالخوف من الأيام المتبقية، أخاف أن أظهر ارتياحي وسعادتي فتنقض علي أخبار فشل الاتفاق لأسباب خارجة عليكم منع ذلك عليكم تخييب فكري وإحساسي والكل الفلسطيني يخاف هذه الكلمات.
عانينا بما فيه الكفاية, هرمنا أقسم أننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، فكونوا كما نأمل أن تكونوا ولا تحققوا مكايد عدونا وعدوكم وعدو كل الأمة الإسلامية كونوا على شفا حفرة من الوحدة ولا تكونوا على شفا حفرة من الضياع، فالشعب يفتح ذراعيه لاحتضانكم، هو يحبكم ويحب ابتسامتكم التي تنم عن علاقة وثيقة مع قضيتهم العادلة، لا تجعلوا الثعبان يبح في آذانكم ويطربكم ملذات لتبتعدوا عن حلم ليس بحلم أبناءكم في غزة والضفة وإنما حلم كل من هو فلسطيني, حلم الأرض والسماء والحجر والشجر.
هل شعرتم بسعادة السماء حينما أعلنتم عن اتفاقكم أصبحت ترقص طربا وترمي بنعيمها على أرجاء الوطن لتخبركم أنها سعيدة بكم, وأنها وبعد أربع سنوات عجاف، رمت خيرها عليكم مرة واحدة وعلى مر الليالي التي بقيت لتوقيعكم الأخير, فلا تفشلونا وتفشلوها يا من نصفكم تيجان لرؤوسنا ومن تحملون قضيتنا على أكتافكم.

السبت، أبريل 16، 2011

فيتوريو يكافأ بحبل حول عنقه في أحضانك ياغزة


فيتوريو يكافأ بحبل حول عنقه في أحضانك ياغزة
كتبت / هبة الإفرنجي

هل هذا فعلا ما كان يستحقه فيتوريو!! هل هذا ما أراده حينما حلم بالقدوم إلى غزة وقرر أن يقف في وجه أكبر كيان ظالم ليساند تلك المدينة الصغيرة في فلسطين المحتلة!؟
قتل بدم بارد فمن هو قاتله؟ جماعة لا تمت للإسلام بصلة ولكن يا هل ترى من قتله قبل ذلك مراتٍ ومرات ؟ من قتل حلمه وحلم عشرات الفلسطينيين بالحرية؟.
فيتوريو كان شابا إيطاليا يحلم بأن يساند أهل غزة وأن يفضح الممارسات التي تمارس بحقه وضده، لا أعلم عنه الكثير ولكن أعلم أنه جاء ليقف إلى جانب هؤلاء المستضعفين الذين لا يستيقظون إلا على قصف هنا أو هناك  دون أن يعلموا ما سبب ذلك في هذا الوقت بالذات وفي هذا المكان بالذات ولهم بالذات رغم أنهم لم يفعلوا شيء لأحد.
فيتوريو أصبح مثلهم يستيقظ ، ولكنه مخطوفا ويقتل بدم بارد لسبب هو نفسه لا يعلمه، هل هذا ما تستحقه يا فيتوريو، ألهذا قدمت إلى غزة، هل هذا هو حلمك أن تقتل بدم بارد دون أن تكمل ما قدمت من أجله.
يا من قتلتم من جاء ليقف معكم ضد مغتصب أرضكم، مالكم كيف تحكمون، من هو عدوكم لما لا تقولون، لم نسمع باسمكم من قبل تقفون في وجه مغتصب أرضكم والآن نسمع صوتكم عاليا في خطف من يقف إلى جانبكم؟ أي وسام شرف ترتدون..
هل ارتاح ضميركم بهذا؟ هل حررتم القدس والمسجد الأقصى وفلسطين بفعلتكم النكراء تلك ، هل أصبح ضميركم مرتاح بعد ما فعلتم ؟ هل توضأتم وصليتم يوم الجمعة  بعد ما ذبحتم إنسانا!!!
أين هي ضمائركم أين هي إنسانيتكم ؟.. هل لانت أعصابكم بعد ذلك؟؟ هل النشوة اجتاحتكم بعد ما ارتكبتم ... على ما يبدو بأنكم كنتم تتعذبون من فيتوريو لأنه يكتب تقارير ليخبر العالم أجمع كيف يعاني الفلسطيني الطفل والشباب والمرأة والشيخ العجوز، هل كنتم مغتاظون من فيتوريو لأنه كان يتوجه في عرض البحر مع آباءكم وأخوتكم ليحميهم من الموت، هل كنتم مقهورين من فيتوريو لأنه كان يلاعب أطفالكم ويحاول أن ينسيهم الظلم والقهر ويخفف عنهم معاناة الحصار. ؟ ، هل كنتم مقهورين منه لأنه ناضل كمتضامن أجنبي وحمل علم بلادكم وذهب فيه بعرض البحر وعلى الحدود ليحمي أشبالكم، هل كنتم تشعرون بعار في ذلك، وإن كان كذلك فخسئتم وترقد روحه بسلام ولتنقض مضاجعكم ولا تُهدى السكينة والوئام.
لقد ناضل كفلسطيني استغل أصله ليقف إلى جانبنا، فتح صدره عاريا ليحميكم ، استحل صدارة المعركة لتكونوا خلفه تمارسون حقوقكم دون وجل، ومقابل ذلك كله مكافأته حبل حول رقبته في أحضانك يا غزة، مقتله عار سيلاحقكم في الدنيا وأتمنى ان يكون كذلك في الآخرة فهو فعل يخجل منه الإسلام فقد اغتلتم حامل راية التضامن مع أبناء الإسلام.






الاثنين، أبريل 11، 2011

أطفال وشباب غزة هدف إسرائيل الأول خلال تصعيدها على غزة


أطفال وشباب غزة هدف إسرائيل الأول خلال تصعيدها على غزة
كتبت/ هبة الإفرنجي
"كنت أفكر كيف يمكنني أن أخدع الهجوم وادخل هدفا في مرمى خصمي، ولكن تجمع الناس في الشارع خلانا نوقف لعب ونروح نشوف وبعدها قصفتنا الدبابة".
هكذا تلقى جبر أبو الكاس من حي الشجاعية إصابته ، أثناء لعبه للعبته المفضلة كرة القدم، لم يترك الاحتلال لهؤلاء الصبية فرصة إصابة الهدف فكانت إصابتهم بالشظايا أسرع وأوجع بالنسبة لهم، من خسارة قد تكون في لعبتهم.
جبر كان يلعب مثل عادته في حارته مع أقرانه كل يوم جمعة بعد صلاة العصر مباشرة، لا يكلون ولا يملون ولا يخيفهم شيء، ولكن مع ذلك التصعيد الشرس على الأطفال واستهدافهم أينما كانوا جعلهم يقررون أن يكونوا أكثر حذرا في المرة القادمة.
رحمة الله وستره حرسته فكانت إصابته متوسطة بعض الشيء ليرقد في دار الرعاية اليومية في مستشفى الشفاء ينتظر حتى يتماثل بالشفاء، بعد إصابته في كتفه ويده.
في الزاوية التي تقابله كان يرقد زميل له في الإصابة رزق سعيد العيماوي"19" عاما، ترافقه إصابته في صدره وقدمه ويده.
لم يكن قادرا على الحديث فقد كان يبدو عليه كأنه يصرخ قائلا "أريد أن أرتاح، أريد أن أنام"، ولكن على ما يبدو الحبال التي وُصل بها لا تجعله يفكر حتى في أخذ قيلولة بسيطة.
حاول رزق أن يرفع رأسه ليحدثنا عن إصابته قائلا: "كنت متوجه للمقبرة لزيارة أخوي الشهيدان سمعت انفجارا نهضت وخرجت وجدت مسعفا طلب مني أن أساعده في حمل المصاب إلا وفاجأتنا قذيفة أخرى طرحت المسعف وأصيب برقبته وأنا أصبت كما ترون".
ويعود بعد أدى مهمته ليستلقي على ظهره وينظر لوالدته لربما يجد الشفاء في عيونها، ولا يسع والدته سوى أن تذرف تلك الدموع المقهورة، وتمسح على جبهته وتلتفت قائلة: "جاءني الخبر بأن ابني في المستشفى وهو مصاب خرجت كالمجنونة أبحث عنه ووصلت المستشفى واطمأن قلبي بعض الشيء حينما رأيته يتحدث معي".
لم تتوقف والدة رزق عن لوم العرب في ما حدث لغزة من تصعيد خلال الأيام الماضية بل زادتها مطالبة مصر بالإسراع في اتخاذ قراراتها لنجدة أطفال وأيتام وشباب ونساء وشيوخ غزة أيضا.
وأخذت تصف منطقة الشجاعية بقولها: "هي منطقة مكتظة بالسكان والمنازل متلاصقة أي قصف عليها لا سمح الله سيوقع الكثير الأطفال والشباب والنساء شهداء فليتحركوا وليكفي صمتا فقد زالت الأنظمة الظالمة وحان وقت نصرة فلسطين".
 جبر ورزق هم اثنان من ستين مصابا، ما بين طفل وامرأة وشاب خلال التصعيد الذي أقدمت إسرائيل عليه في غزة في الأيام الماضية، هما نموذج بسيط لعشرات كانت أفكارهم وأحلامهم أكبر من ذلك، والتي تسعى إسرائيل لاغتصابه قبل أن ينمو ويترعرع، ويبقى حلمهم ينمو وإرادتهم صلبة، متأملين بجند تساندهم وترفع عنهم ظلم المحتل.




السبت، أبريل 09، 2011

أطفال غزة ولعبة الألوان


أطفال غزة ولعبة الألوان
غزة – كتبت هبة الإفرنجي

كنت متوجهة في زيارة إلى إحدى صديقات والدتي وخلال تلك الزيارة افتتحنا مواضيع من الشرق ومن الغرب وكانت من بينها توجهات الأطفال فاجأني قولها حينما قالت أن طفلها يرفض شراء ادواته المدرسية ذات اللون الأخضر ويطلبها " أي لون ما عدا الأخضر" يقولها دائما بتذمر رغم أن اللون الأخضر لا يقتصر على أحد معين.
حاولت أن استوعب الموقف بقولي أن عائلته لا تحب اللون الأخضر لربما وهو يقلدها بذلك، ولكن ما فاجأني أكثر حينما توجهت إلى إحدى المكاتب وحاولت أن أتطرق لما هو أخضر وما هو أصفر في المكتبة فأضحكني لدرجة الإعياء صاحب تلك المكتبة قائلا لي: يأتي الطلاب ويرفضون شراء الأقلام والبرايات الخضراء كل بضاعتي تنفذ ما عدا كل شيء لونه أخضر، لم أصدقه في بداية الأمر ولكن حينما قدم طفل وأراد شراء "مسطرة"، ناوله حينها البائع مسطرة خضراء قام بإعادتها وقال له " فش عندك غير هاللون جيبلي أي لون ما عدا اللون الأخضر".
لم أستطع أن أتمالك نفسي حينها من الضحك فقد كان موقف الطفل مضحك ومبكي في ذات الوقت، هل من المعقول أن تصبغ عقول الأطفال برفض الألوان لعدم حبهم حزب أو فصيل معين.
قلت لربما شيء عادي، فالمنطقة قد تكون تتبع بآرائها لفصيل معين وتمنع أطفالها من شراء أو التعامل مع الألوان "المعادية"، توجهت لمجموعة من الأطفال يلعبون في إحدى شوارع غزة الرملية ومن المؤكد في إحدى مخيماتها الخاصة باللاجئين، اقتربت مجموعة من الأطفال كانوا يركضون خلف بعضهم البعض وفي إيديهم مسدسات "اصطناعية" ومائية يرشون بعضهم البعض، أعجبتني تلك اللعبة فقد أعادتني ثلاثة عشر عاما إلى الوراء حينما كنت ألعب مع أصدقائي في شوارع المخيمات لعبتنا المفضلة في ساعات العصر، "يهود وعرب" كنا نقسم بعضنا  لقسمين وبعضنا يمسك المسدسات والبعض الآخر يستخدم يديه كحجارة ونبدأ بحرب "صورية" قد تقطعها أحيانا صراخ جيراننا" اسكتوا بدنا ننام" وخروج جارنا بأحد الأحذية يرمينا بها حتى نتفرق.
وقفت برهة أشاهدهم لكنني لم أشاهد تلك البراءة بينهم، لم أشاهد بعضهم يحمل المسدسات الصورية والبعض الآخر بيديه، كانت هيئتهم أطفال قد وضعوا شارات تميزهم بين بعضهم البعض جزء منها أصفر والآخر أخضر أمسكت بأحدهم الذي حاول أن يتملص مني حتى لا يمسكه طفل في الجبهة المضادة، ويصبح بوجهة نظره " مقتولا" أمسكته بشدة من طرف يده وسألته ما هي اللعبة التي تلعبونها، كانت إجابته الصاعقة : " بنلعب حرب الأصفر والأخضر،  ومن ثم تملص مني وعاد للعبته.
فغرت فاهي وركنت جسدي على حائط قريب وأخذت أستغفر الله على تلك الحال التي وصل أطفالنا لها، هل يعقل أن تتغير حتى توجهات أطفالنا، لربما هم عدد معين ولكن الغريب أنه لم يكن موجود من قبل، كانت صاعقة ولكنها كانت متوقعة فهي الحالة التي وصلنا لها من صنع أيدينا.
عدت أدراجي لمنزلي واقتربت من أخي الذي يجلس ليل نهار "مدردشا أمام شاشات الكمبيوتر" حاولت أن أواسي نفسي بسرد تلك القصة عليه، ولكنه أخبرني بقصة أخرى أخجلتني من وجودي في فلسطين رغم أنني أعتز بهذا الاسم، قائلا: " صديقي فلسطيني مسافر في إحدى الدول وكان في خطبة الجمعة جالس في أحد المساجد والخطيب "يهاجم" أهل غزة والضفة ويقول للمصلين يقتلون بعضهم البعض من أجل شبر وشبرين وفلسطين ضائعة هؤلاء لا يستحقون المساعدة فليحلو مشاكلهم أولا شوهوا سمعة فلسطين أمام الجميع"، لم أعجب لقوله، فهو شيء طبيعي فتوجهات قياداتنا باتت لمصالح خاصة ولا يأبهون لفلسطين، وللشعب الذي أصبح هو أيضا مخدر لا يعي أين كان فيما مضى.
أعتقد الآن أن اللونين سعيدان جدا بما هو حاصل فكل يحقق أمنياته التي كان يحلم بها وهو صغير.

الثلاثاء، مارس 29، 2011

عائلة الحلو ... استهداف إسرائيلي مخطط اختطف براءة أطفالهم


رسائلهم: أطفالكم هدفنا أيضا
عائلة الحلو ... استهداف إسرائيلي مخطط اختطف براءة أطفالهم


غزة – "القدس" من هبة الإفرنجي
الشهيد الطفل "ياسر عاهد الحلو، كان شمعة العائلة، لم يكن يكسر كلام أحد كان مطيعا مرضي"، كلمات صاحبتها دموع الشوق تحدثت بها والدته واصفة ابنها البكر الذي استشهد في مجزرة الاحتلال على حي الشجاعية والتي اغتالت براءة أربعة أطفال كانوا يلعبون أمام منزلهم كما يفعلون عصر كل يوم.
لم تكن قادرة على استيعاب ذلك الموقف، صوت انفجار، تخرج بعدها تبحث عن فلذات كبدها في عرض الشارع، فقد كانت تعلم مكانهم المعتاد، ووجدت ياسر غارق بدمائه اقتربت منه، ومن ثم ابتعدت لم تستوعب الحدث كله وكانت تعلم وقتها أنه "استشهد".
أم الشهيد ياسر، بهدوء أخذت تخبرنا عما فعله ابنها وتستذكر أجمل لحظاتها الأخيرة معه وتقول: "نام حتى العصر وبعدها طلب مني النزول للعب الكرة سمحت له، أمام باب منزلنا، أوصيته ألا يبتعد، ولكنه أخلف وصيتي وذهب ولم يعد".
الشهيد ياسر حاول أن يفتح باب السيارة لجده لكنه لم يتمكن من ذلك فصواريخ العدو كانت أسرع، سقط على إثرها شهيدا هو وجده.
تخرج كلماتها ببرودة محزنة وهي تصف لـ"القدس" مشاهد استهدافه قائلة: "طلعت وشفته ممدد رجله مقطوعة اقتربت منه ورجعت للبيت ما كنت مستوعبة الموقف، اسألهم عنه وأنا أعلم أنه استشهد، وجوابهم لا ما استشهد".
لا تجد ردا على استشهاده لديها سوى: "الحمد لله على كل حال، حسبنا الله ونعم الوكيل"، تردد بانفعال: "على العرب أن يقفوا يكفي غرق في سبات عميق لازم يتوحدوا ويدافعوا عن أطفالنا الأبرياء".
مستهدفون شئتم أم أبيتم
لم تحتمل أم الشهيد ياسر صبرها، وأخرجت بركانا من الدموع الغاضبة، مطالبة مجالس حقوق الإنسان والمحاكم الدولية بالتحقيق بالاستهداف، وعدم السكوت عنه كما يحدث دائما، قائلة: "إسرائيل لم تخطئ، هي تعلم أنهم أطفال وهي تصور بطائراتها منذ ثلاثة أشهر وتعلم أن الأطفال دائما بعد صلاة العصر يلعبون أمام منزلهم، هي قاصدة بهذا القصف أن توجه رسالة لنا ولأطفالنا أنكم مستهدفون شئتم أم أبيتم".
وإلى جانبها تجلس أم ياسر أخرى تتألم وتترقب هاتفها عله يحمل لها خبر نجاح عملية ابنها الذي استهدف هو الآخر في نفس الحادث.
هو ياسر آخر، ولكنه مصاب، ياسر عامر الحلو، ابن الثلاثة أعوام، لم يكن يطلب الكثير من والدته قبل الحادث سوى أنه جائع ويريد أن يأكل ويرتدي حذائه ويلعب مع أبناء عمه كعادته دوما، ولم يكن على والدته سوى أن تلبي أن تلبي طلبه وتجهزه للعب، ولم تكن تعلم أنها تجهزه ليلقى إصابته الخطرة في الرأس.
لا تكل ولا تمل من الاتصال بوالدها الذي توجه بابنها إلى مستشفى "الميزان" بالخليل لإجراء عملية له بعدما أخبره الأطباء بأن حالته حرجة ويحتاج إلى تلك العملية.
تتحدث بصوت يقشعر له الأبدان: " شو دخله شو ذنبه ليش استهدفوهم، كان بيلعب ما في ولا صاروخ طلع من عندهم ليش قتلوا الطفولة، وأحلامهما لبريئة".
لم تكتفي والدته بل صعدت من نبرة صوتها مخاطبة جهات أخرى: "وين العرب وين الأمة الإسلامية وين النخوة الأطفال يذبحوا، وين الشرف العربي"، بينما جدته التي فقدت زوجها وحفيدها، لم تقل شيء سوى هذا قضاء الله وقدره وحسبنا الله ونعم الوكيل".
لم تسلم طفولتهم البريئة من صواريخ الاحتلال، ولم يسلم الياسران منها أيضا فالجد الشهيد ياسر والحفيد الشهيد ياسر، والحفيد الثالث المصاب ياسر كلهم مستهدفون، وإلى جانب ذلك تبقى عائلة الحلو تجتمع لا تفارق أحدا من أبنائها، ويبقى الاحتلال يوجه رسائله لمدنيي فلسطين مفادها أن أطفالكم مستهدفون شئتم أم أبيتم.

السبت، مارس 12، 2011

حيتان الصحافة يبلعون ولا يخرجون سوى.. القاذورات


حيتان الصحافة يبلعون ولا يخرجون سوى.. القاذورات
بقلم الصحفية هبة الإفرنجي

لا يكلون ولا يملون من أخذ تلك الوظائف وتكديسها تحت إبطهم، لا يشبعون أصبحوا يحصدون وليس هم الزارعون، هكذا أصبح عالم الصحافة في غزة وأنا أتحدث عن غزة لأنني لم أغادرها منذ خمس عشرة عاماً, مازلت أقطن خلف قيودها والتي كبرت فيها وعلمت معنى أن تقتل لكي تكون أنت الفائز بتلك الوظيفة أو المهنة.
لماذا أصبح كبارنا لا يشبعون, ألا يكفيهم رواتبهم التي تصدع في عنان السماء وهنا لا أقصد أن أحسدهم بل على العكس أنا أعجب بوظائفهم المعلنة للعيان، فلماذا يتوجهون للعمل في الخفاء بوظائف قد تكون من نصيب غيرهم، أينقصهم مئة دولار أو مائتين وهم يتقاضون "لربما" عشر ألاف دولار في الشهر الواحد، لماذا هذا الطمع؟.
أصبحت أيقن أنه ليس طمع وإنما حرب موجهة من قبلهم على "صغار الصحافة" والذين يتقاضى فئة منهم رواتب يخجلون الإعتراف بها.
لا مكان لكم بيننا هي كلمة تقال وقذائف تسقط من أفعال أولائك الذين أصبحوا كحوت يبلع ولا يخرج من جوفه سوى القاذورات.
هنا أوجه حديثي للصحفي حديث النشأة، أصبحتم أداة ولعبة يحركونكم دون إحساس، لماذا لا تقاضونهم، ولماذا ترفضون سوى الرضوخ لهم، أيرضيكم وضعكم وما آل إليه حالكم، لا يمكن لكم السماح لهم باستغلالكم، كيف لا وقد أصبحتم مواليين ولا تكتبون شيء إلا إذا كان لا يضركم فأنتم تخافون الملاحقة.
عذركم معكم وأنا منكم فلا نقابة تحمينا ولا دولة تحضننا ولا شيء معنا سوى الله، ولكن ألا يكفينا الله أن نعتمد عليه ونقف في وجه الظلم والطغيان، لماذا لا تقفون صفاً واحداً وترفضون الخضوع للعمل تحت بند "ملاليم" نخجل الحديث عنها.


الأربعاء، مارس 09، 2011

ألا تفهمون لغتنا يا مسئولين


ألا تفهمون لغتنا يا مسئولين
بقلم الصحفية هبة الإفرنجي
"الشعب يريد إنهاء الانقسام" الشعب يريد إنهاء الاحتلال" ، "وحدة، وحدة وطنية .. كل القوى الوطنية".... إلى ما لا نهاية من الشعارات التي رددها الشباب الفلسطيني الرافض لحالة الإنقسام الحاصلة بين غزة والضفة، سؤالي هنا. هل تعتبر هذه الشعارات كافية لتفهموا ما نريد؟
هل تفهمون ما نقوله؟ عامنا كما أسماه أحد وزراءنا في غزة الموقرة، هو "عام الشباب"، ولكن هل سيصبح هذا العام، أكثر الأعوام اعتقالاً للشباب في غزة والضفة, ولماذا؟ لأنهم يطالبون بالتوحد؟ هل بات هذا المطلب تهمةً؟؟!
جميع القوى رأيتها بأم عيني تكاثفت وأنا طبعاً هنا أتحدث عن القوى الشبابية، تكاثفت ضد الانقسام، ألا يخجل كبارنا من وعي صغارهم، وجهلهم؟
ألا يخاف أن يأتيهم اليوم الذي يسألون فيه عن سبب هذه الفرقة يوم القيامة؟ ترى ما سيكون جوابهم؟؟ أردنا أن نكون نحن من نجلس على الكرسي الخشبي الضخم ...
ألن يأتي يوم يسألون فيه عن سبب توقفهم عن المقاومة والوقوف بصف واحد ضد المحتل، ماذا سيكون جوابهم؟
ما هذا الوضع الذي وصلنا إليه، إلى متى سنبقى متفرقين، شمل الأمة العربية بدأ يتجمع بعد أن ثارت الشعوب على حكوماتها الظالمة ونحن مازلنا، هل هذا ما يستحقه الوطن، هل هذا ما يستحق من يدافع عنه، هل هذا ما يستحق من يريد أن يجمع شمله لا أن يفرقه ويحدث فوضى فيه.
نساء خرجن في يوم الثامن من آذار ليس من أجل المطالبة بحقوقهن على الرغم من أنه يعتبر على رأس اهتمامهن دائماً إلا أنهم رددن تلك الكلمات التي اقشعر لها بدن طفل ولم تهتز شعرة من بدن مسئول.. رددن "المرأة تريد إنهاء الانقسام".." الشعب يريد إنهاء الانقسام" ألا يكفي ذلك؟
ومسيرة أخرى سبقتها خرجت بعد أن أخذتها الحمية الشبابية من مجموعة شبابية صغيرة لا أود أن أصفها بالجماهيرية، بل بالمجموعة التي كان صدى صوتها أكبر حجماً منها, خرجت وفي ذات الوقت لا تردد سوى "الشعب يريد إنهاء الانقسام".
ألم تسمعوا بعد هذه الكلمات أم أنكم لا تفقهونها؟ إن أردتم تفسيراً نُعِدكم أنكم ستجدونه في مقال جديد ولكن أفهِمونا ماذا تريدون...ماذا ستستفيدون من حالة الفرقة هذه؟ ألا يكفيكم، قتلتم من أردتم قتله, عذبتم من أردتم تعذيبه، لم يبقى سوى القضية الفلسطينية لتضيعها إن أردتم ذلك، ولكن أعدكم مجدداً أنكم لن تستطيعوا فأنتم إن لم تتوحدوا سيكون لذلك عاقبة عليكم، وجيل هذا اليوم لن يرحمكم وستجدون منه مالا تتوقعون.

 

السبت، يناير 22، 2011

المشهد العاشر والأخير من قصةص أغدا ألقاك..

المشهد العاشر/ نهار _داخلي
بدأ وسام يتماثل بالشفاء شيئا فشيئا حتى سمح له بمغادرة المستشفي ، وكانت أمه لا تفارقه ، كما كانت لا تفارق حسام الذي بدأ هو الآخر يتعافي حتى خرج من غرفة العناية المكثفة واستقرت حالته ، كانت منال سعيدة بما تفعله ، بوجودها لجانب حسام الذي مالبث أن بدأت تشعر بانه ابنها حسام ، فهو قريب الشبه منها تفاصيل وجهه جعلت غريزة الأم تشتعل لديها  ، ما كانت تفارقه لا هي ولا ابنها وسام ، لم تكن تريد من وقوفها سوي أن تتأكد بأنه فعلا ابنها ، وكان أيضا حسام سعيدا بذلك فقد شعر بحنانهم عليه وقال:" وقفتكو يا خالتي جنبي عمري ما رح أنساها، وان شاء الله  ليوم ابوي جاي ورح أكيد طبعا يتشكركو ا علي عملتوه".
منال:" عيب هالحكي يا بنيي  ...انت  بمقام ابني........وتنظر لوسام وتقول:" بمقام ابني وسام".
وتخرج من الغرفة وبدأت تروح جيئة وذهابا خرج وسام من غرفة صديقه حسام وذهب لأمه، وقبل رأسها وقال:" يا أمي لي ما تروحي ترتاحي  أنا والحمد لله مبارح طلعت من المستشفي وهاي حسام استقرت حالتو ، والحمد لله روحي ارتاحيلك شوي الله يعينك تعبتي كتير انتي".
منال وفي عينيها حيرة استغرب لها وسام:" معلشي يا وسام يا حبيبي بس اتطمن منيح علي حسام بروح".
وسام:" اووه انا بلشت أغار منو ها "،وهوي يضحك ممازحا لأمه
منال:" مش عارفة يا وسام بحس  انو حسام ابني الى ضيعتو من سنين كل ما اطلع بعيونو بتززكر ابوك وبحس انو بيشبهني كتير".
وسام وهو مندهش من أمه:" شو بتحكي انتي يا امي  مالك ؟؟ الي صار ما حدا بينكروا بابا وحسام استشهدو بالحرب الى صارت .... صحيح انو حسام متل اسم اخوي   بس حسام الو اهل يا امي واهلو مسافرين  ، يقبل جبين أمه ويري بيعينيها دموع بدأت تنهمر  ويقول لها:" استهدي باله انتي لازم ترتاحي شوي يلي عشان اروحك علبيت".
ويعود لحسام ويستأذن منه لدقائق كي يعيد أمه للمنزل ومن ثم يعود، تدخل منال خلفه وتقترب من حسام وتقول:"حمد لله عسلامتك يا خالتي".
حسام وقد أراد أن يسند نفسه حتى يتحدث لام وسام فتلاحظ منال ذلك وتحاول مساندته تتجه نحوه لترفع الوسائد وتعدل من جلسته فقد تذكرت حينها أن لابنها حسام وحمة على رقبته من الخلف وبوَلَهِ الأم التي تريد أن تبرد نار قد اشتعلت داخلها أرادت أن تتأكد وكان لها ذلك فما أن يبعد ظهره عن الوسادة محاولا أن يعدل من جلسته تهلع منال وتلمح وحمة بين كتفه ورقبته تقف دون حراك لا تدري ماذا تفعل لكنها ابتعدت قليلا ثم نظرت لحسام وهي تبكي وتنادي:" حسام ابني ، تعيد نظرها لوسام وتقول له:"  أنا مش قلتلك انو ابني أنا حاسة  قلب الأم عمرو ما بيكذب".
وسام وقد بدأ عليه الإحراج فأقترب من أمه واعتذر لحسام  وقال له:" معلشي يا حسام يا امي شو عمتعملي قلتلك انو حسام عندو أهلو وأهلو مسافرين"، ويعيد النظر لحسام:" بعتذر منك بس أنا أهلي استشهدو بالحرب أخوي وأبوي وأمي من يومها كتير متأثرة وعشان اسمك مثل اسم أخوي الله يرحمو فكرتك ابنها".
ولكن منال لم تقف ساكتة اسكتت وسام واقتربت من حسام تسأله لكي تتأكد ولكن حسام أخبرها:" الله يرحمهم يارب وأنا كمان يا خالتي أهلي استشهدوا بالحرب وما ظل غير انا وابوي وسافرنا".
منال تعاود النظر لوسام ثم تقول له:" احكيلي يا بنيي شو الى صار معكم يوم الحرب وشو اسم امك ووو شو اسم أبوك".
حسام وقد بدأ يسرد الأحداث حتي يطمئن بال أم صديقه :"يوم القصف، كنت نايم صحيت على صوت خبطة قوية طلعت وصرت انادي علي امي  ما لقيت حدا فتحت الباب ونزلت وشوي اجا ابوي وحملني إجينا بدنا ننزل على الدرج ما عرفنا ننزل كان في ناس كتيرة و ونزلنا علي سلم الطوارئ انا وقتها كنت خايف كتير وبصرخ  بس بابا لمن شافني رجع علبيت ونزلنا من باب المطبخ كانت الناس خفيفة عليه فوقتها قدرنا ننزل منو لفينا منال شارع التاني واحنا بنمشي انقصفت العمارة الى احنا كنا ساكنين فيها وما قدرنا نمر من الشارع وصرنا نهرب مع الناس إلى هربت".
منال وقد اقتربت اكتر منه وهي تبكي سألته سؤال أخر:" أمك وابوك شو اسمائهم ".
حسام:" ابوي صدام  وامي اسمها منال الله يرحمها واخوي اسمو وسا....".
منال وهي تبكي وتحتضن رأسه وتبكي وتقول الحمد لله رجعتلي ابني ياربي وسام وقد صدق امه وأخذ هوا لآخر بالبكاء فقد كانت الرواية صحيحة   ولكن لم يتأكد أحد من مات داخل الهدم .
اقترب وسام من حسام واحتضنه وهوي يبكي ويقول:" اخوي  يا حبيبي حدي طول هلفترة وما عرفتك".
تعدل منال من نفسها وتمسح دمعتها وتقول:" ابوك وينو ووين صدام".
حسام وهوي يبكي :" ابوي بالأمارات راح علإمارات"، ...وعاد ليسرد ما حدث معهم :" نزلنا علي ملجأ كان بالمنطقة، قعدنا أكم يوم ولمن هديت الأوضاع شوي طلعنا وحكالنا  الشيخ محمد انك رحتي عبيت جدي بعد ما انقصف البيت رحنا لهناك لقينا كمان بيت جدي والناس والجثث كلها قدامنا وحكولنا الناس انو أهل البيت كلهم ماتو تحت القصف، بابا كتير بكا وحكا ما النا قعدة بهالبلد أخدني وطلعنا بريت البلد ...
يعاود حسام بالحديث ويقول:" كتير تعبنا واتعزبنا وعانينا كتير بس اضطرينا انو نتأقلم حتي وقفنا على اجرينا وهاي دارت الأيام ورجعت علبلد أكمل دراستي وسبحان الله رجعتي  أحلى شي صار بحياتي لإنو لقيتكو الحمد لله يارب".
كان حسام يتحدث وأمه تبكي وتشعر بالذنب يعادوها الذنب وتعاود حديثها:" انا السبب حقك عليي يا ابني يا حبيبي سامحني"،"حمد لله يارب الله جمعني فيك قبل لأموت ويارب يجمعني بأبوك يارب".
في تلك اللحظات كان صوت نجيب يصدر خافتا وبدأ يتعالي من علي باب الغرفة يلتفت ثلاثتهم إذ بشخص يقف علي الباب وكانت المفاجأة أكبر لمنال حيث رأت ما كانت تتمني دائما .... زوجها.....
أخذ صدام ينظر لوسام ومنال ويبكي بحرقة  تقف مقابله منال مصدومة والدموع لم تجف من عينيها   ..التقطت أنفاسها وركضت لصدام تبكي فقد عرفت ملامحه علي الرغم من ظهور الكبر عليه    .
عدل حسام من نفسه وهو يقول:"بابا"، ووسام ينظر إليه ويبكي ويركض ناحية أمه ووالده ويحضنهما وهوي يصرخ ويقول الحم دلله يارب الحمد لله ثم يعود لأخيه ويحضنه ويقبل رأسه......

الاثنين، يناير 17، 2011

المشهد التاسع من قصة أغدا ألقاك...

المشهد التاسع/ ليل _داخلي

يتحرك وسام بحركات ثقيلة بعض الشيء يحاول جاهدا أن يفتح عينيه شيئا فشيئا ، أخذ ينظر من حوله يري أمه وهي تبكي، أخذ ينظر من حوله حتى وضحت الرؤية من حوله عرف أنه قد نقل إلى المستشفي فقد كان في غرفة حيطانها بيضاء ينام علي سرير وحوله المكان خالياومن جانبيه العديد من الأجهزة الطبية، بدأ يحرك نفسه لكنه أخذ يتألم فقد كانت ذراه مصابة، تنظر إليه أمه وفي عينيها تنبعث ابتسامة، وتقول:"سلامتك يا عمري، سلامة البك يا حبيبي".

وسام وهو يتألم بشدة :" أخ يا امي،،، كيف عرفتي اني اني هون".

الأم:" من أول ما طلعت كان البي حاسس ومقبوض، أجا جارنا خالد الله يرضى عليه، وخبرني".

وسام بلهفة يسأل أمه وبعيون حائرة:"حسام، شو صارلو"، ويحاول النهوض ليطمئن عليه بنفسه ولكن أمه تمنعه قائلة :"وين رايح يا بنيي بهيك حالة، شو مالك انت".

وسام:" أنا منيح بدي اتطمن علي حسام".

الأم :" خليك لا تقوم مش شايف كيف حالتك، أنا هلا بسأل عنو وبطمنك، لا تقلق إنت".

وسام :" هلا روحي إتطمني عليه يا امي ، بدي أتطمن عليه".

الأم وهي تستعد للنهوض :"ماشي بس أتطمن عليك بالأول أكيد هوي منيح هلأ يا حبيبي ياابني".

تدخل الممرضة عليهما وتقول لوسام:" حمد لله عسلامتك".

وسام:" وين حسام، شو صارلو".

الممرضة:" صاحبك إلى أجا عمل معك الحادث نفسو منيح وهوي بالغرفة إلي بجنبك لا تقلق".

وسام:" بقدر أشوفوا".

الممرضة:" لا طبعا لازم ترتاح هلا"، وتعطيه العلاج وتخرج قائلة:" سلامتك".

يرتاح وسام لمعرفة أن صديقه بخير ويحاول أن ينام قليلا، في ذلك الوقت تخرج أمه من الغرفة وتتوجه للطبيب لتطمئن على حاله وفي طريقها للطبيب ترى الممرضة التي أخبرتها عن حالة حسام فتقترب منها وتسألها عن حاله ،فتخبرها الممرضة بأنه في غرفة العناية الحثيثة حيث أن إصابته كانت خطرة بعض الشيء، تقلق منال وتطلب منها أن تراه ، فتأخذها الممرضة لغرفة بها حائط زجاجي لتراه من خلفه، تنظر إليه منال، كان حسام غارقا في نومه وتحيط به أجهزة وصوت نبضات القلب مرتفع أحست منال بأن قلبها يقفز من بين ضلوعها اقتربت منال أكثر من الزجاج تذكرت ابنها حسام أنه يشبهه ولكنه ليس بالكثير هناك شبه بينهما اقتربت حتى لاصقت الزجاج أخذت دموعها بالانهمار وهي تنادي وتمسك بالزجاج:" حسام سامحني يا ابني حسام اصحي يا ماما".

تتحدث إليها الممرضة:" انتي امه".

منال وقد انقبض قلبها مرة أخري وعادت لها صورة منزلها حين تم قصفه فتقول للممرضة:" متل إمو".

 
الممرضة:" حاولنا نتصل علي أهلو من الخليوي إلى كان بين أغراضه بس ما عرفنا ولا رقم يدل إلا رقم دول مكتوب عليه بابا وإحنا في المستشفي ما في عنا خط دولي".

منال:" والله ماني عارفي بس أنا بعرف انو اهلو بريت البلد غير هيك ما بعرف، هلا بشوف وسام وبخليه يحكي مع أهلو عشان يتطمنو عابنهم"، وتعود وتنظر لحسام وتقول:" الله يحميك يا خالتي ويقومك بالسلامة"، وتعود أدراجها لغرفة وسام لتطمئنه وتخبره عن حسام....

الأحد، يناير 09، 2011

"نور الأمل" .. حُرِمت الرؤية فرسمت عالمها بأوتار عودِها

"نور الأمل" .. حُرِمت الرؤية فرسمت عالمها بأوتار عودِها


غزة – "القدس" من هبة الإفرنجي
لم تمنعها الإعاقة البصرية من الركض خلف حلمها والسعي خلف ما أحبته منذ الصغر حتى حققته في الكبر، ولم تقبل إلا أن يعانق النور عودها رغم فقدانها لرؤيته.

"نور الأمل بارود" (38 عاما)، فقدت بصرها وهي بعمر سبعة أشهر، لكن ذلك لم يقف حائلا أمام تحقيق حلمها بأن تكون عازفة على العود ومغنية ومؤلفة أيضا.
بدأت نور قصتها مع ذلك العود الشرقي على يد أستاذها إياد القصبغلي والذي أخذ بيدها لأولى درجات الفن، وعلمها الإيقاعات معلنا بذلك اكتشاف موهبتها، طريق وعرة سلكتها وتنقلات مستمرة بين الضفة وغزة إلا أنها لم تيأس وتتوقف عن العزف على عودها.
في لقاء مع مراسلة "القدس" هبة الإفرنجي أكدت نور أنها سرعتها في الحفظ منذ صغرها ساهم في تطور موهبتها عاما بعد عام إلى أن غدت فتاة العود، وفي مركز النور للمعاقين بصريا أخذت تحدِّث من موهبتها وتطورها، مبينة أن أستاذها سمير البيك أخذ بيدها وساعدها لتخطي أي أزمة هو وصديقاتها اللواتي اشترين لها عودا.
على الرغم من إعاقتها والتهميش الذي لاقته من مجتمعها إلا أن النور الذي ينبثق من عزمها وإرادتها كان أقوى بكثير من أن يحطمها، فلم تكل أو تتعب بل تابعت ومارست مهنتها كمتطوعة تعلم أطفال مركز النور المعاقين بصريا أغانٍ وأناشيد يتراقصون معها طربا واندماجا.
وفيما يتعلق بتطوير ذاتها أكدت نور بأنها لم تقف على تدريب أستاذيها وإنما اتجهت لتطوير نفسها بنفسها من خلال تشغيلها الدائم للأشرطة وسماعها الأغاني ومحاولة عزفها من جديد، مضيفة: "أصبحت قادرة على ضبط العود بنفسي بعد أن كنت أتلقى المساعدة من قبل أساتذتي".
اعزف مؤلفاتي
اعتادت أصابعها على عزف العود والبيانو والعديد من الآلات الموسيقية، وهو ما أكدته من خلال دندنتها المستمرة بكلماتٍ تنبع من داخلها، مبينة في ذلك قدرتها على التأليف والغناء والتلحين في آن واحد.
وفيما يتعلق بمؤلفاتها لفتت نور إلى أن بداية قصتها مع التأليف كانت مع بداية تغني الجميع بالسلام، فأبت إلا أن تشاركهم ذلك التغني بأغنية رددت كلماتها بصوت واضح قائلة: "يا طير يا رايح على فلسطين سلم على الكروم والبساتين وخبر العنبر مع الياسمين قلهم يا طير نحنا راجعين".
لم يغب أي حادث من بال نور فما أن تمر حادثة إلا وعبرت عن ما بداخلها وأحاسيسها بكلماتها وعزفتها على الأوتار فغنت للانتفاضة وللطبيعة والأطفال والمغتربين والمعاقين أيضا.
مائة أغنية هو رصيدها حتى اليوم والتي تنوعت من العربية إلى الإنجليزية، إلا أن الوضع الطاغي في فلسطين كبح جماح جمهورها وجعلها أسيرة لمركز النور للمعاقين بصريا ومن يعرفون نور.
إحساس ومشاعر
وفي حديثها عن العود عبرت عن سعادتها التي لا يمكن أن توصف بكلمات فاحتضانها الدائم للعود ولد دفئا فيه نور ينير لها قلبها وعقلها وإحساسها.
وعن عزفها للعود باستمرار دون غيره قالت: "العود تستطيع استعماله في الأحزان والأفراح ويعبر عن الأحاسيس الداخلية للإنسان، عن فرحه غربته كل شيء، في المقابل الآلات الأخرى تجد فيها بعض الصخب".
نور الأمل بعثت الأمل في كلماتها لجميع الأطفال الذين يسمعونها ولكل من عرفها بكلماتها التي تصب منا لقلب إلى القلب، ومازالت حتى هذا اليوم تنتظر من ينير دربها ويأخذ بيديها لأولى سلالم الشهرة والانتشار.


التقرير على جريدة القدس//

الخميس، يناير 06، 2011

المشهد الثامن من قصة أغدا ألقاك

المشهد الثامن / ليل - خارجي

حسام يقف على ناصية الشارع المقابل لمنزله في حي راق شوارعه مرصوفة، يظن الداخل لهذا الحي أنه في وضح النهار، يقف حسام وخلفه دكانة وإلى جانبها محل للحلاقة، وكابينة التلفون يستند بجانبها حسام تتوقف سيارة الأجرة أمام حسام، ينزل وسام منها ،يقترب حسام منه ويقول:" أهلين أبو الشباب" ويصافحه

وسام:" قلقتني يا زلمة شو مالك "

حسام:" تعال تعال خلينا نتمشى شوي".

يسير كل من الشابان دون أن ينبس أي منهما بكلمة واحدة ينظر وسام باستغراب لحسام ثم يلتف بوجهه فيرى شارة مكتوب عليها كوفي شوب عامر يشير بإصبعه نحوه وينظر لحسام إشارة منه بان يذهبا إليه ، اتجها نحوه قطعا الطريق العام وكان الكوفي شوب على الناحية الثانية من الشارع.

قطع حسام ووسام الشارع العام الأول وهما سائران محاولان قطع الشارع الثاني للوصول الي الكافتيريا ولكن كانت هنالك سيارة مسرعة تتقدم نحوهم لكنهما لم ينتبها للسيارة لأن مصابيحها الأمامية لم تكن مضاءة وكانت هي الأخرى أسرع من لمحة بصرهما، إضافة لأنهم قد كانا غرقا للتو في موجة من الحديث عن مشكلة حسام، بدون سابق إنذار تقترب السيارة فيلمحها وسام حاول الابتعاد وشد حسام بعيدا عنها لكنها كانت سريعة فاصطدم بها, اصطدمت بطرف وسام وقلب إثرها عن الرصيف

بينما حسام كانت ضربته أقوى فقد اصطدم مباشرة بالسيارة وقلب من أمامها حتى وصل الزجاج الأمامي ثم عاود وارتطم أمامها بالأرض وسقط مغشيا عليه، تجمع الناس من حولهم وبدءوا بالصراخ وطلب سيارة الإسعاف.

حاول وسام النهوض ولكن قواه خانته، حاول أن يزحف علي بطنه نحو حسام وهو يراه ممددا أمام السيارة ولا يتحرك، أخد ينادي:"حسام ...وينك شو صرلك"، أخذ ينادي ولكنه شعر بأن لا صوت له حتى غاب عن الوعي

Sponsor

أرشيف المدونة الإلكترونية