الأحد، يناير 09، 2011

"نور الأمل" .. حُرِمت الرؤية فرسمت عالمها بأوتار عودِها

"نور الأمل" .. حُرِمت الرؤية فرسمت عالمها بأوتار عودِها


غزة – "القدس" من هبة الإفرنجي
لم تمنعها الإعاقة البصرية من الركض خلف حلمها والسعي خلف ما أحبته منذ الصغر حتى حققته في الكبر، ولم تقبل إلا أن يعانق النور عودها رغم فقدانها لرؤيته.

"نور الأمل بارود" (38 عاما)، فقدت بصرها وهي بعمر سبعة أشهر، لكن ذلك لم يقف حائلا أمام تحقيق حلمها بأن تكون عازفة على العود ومغنية ومؤلفة أيضا.
بدأت نور قصتها مع ذلك العود الشرقي على يد أستاذها إياد القصبغلي والذي أخذ بيدها لأولى درجات الفن، وعلمها الإيقاعات معلنا بذلك اكتشاف موهبتها، طريق وعرة سلكتها وتنقلات مستمرة بين الضفة وغزة إلا أنها لم تيأس وتتوقف عن العزف على عودها.
في لقاء مع مراسلة "القدس" هبة الإفرنجي أكدت نور أنها سرعتها في الحفظ منذ صغرها ساهم في تطور موهبتها عاما بعد عام إلى أن غدت فتاة العود، وفي مركز النور للمعاقين بصريا أخذت تحدِّث من موهبتها وتطورها، مبينة أن أستاذها سمير البيك أخذ بيدها وساعدها لتخطي أي أزمة هو وصديقاتها اللواتي اشترين لها عودا.
على الرغم من إعاقتها والتهميش الذي لاقته من مجتمعها إلا أن النور الذي ينبثق من عزمها وإرادتها كان أقوى بكثير من أن يحطمها، فلم تكل أو تتعب بل تابعت ومارست مهنتها كمتطوعة تعلم أطفال مركز النور المعاقين بصريا أغانٍ وأناشيد يتراقصون معها طربا واندماجا.
وفيما يتعلق بتطوير ذاتها أكدت نور بأنها لم تقف على تدريب أستاذيها وإنما اتجهت لتطوير نفسها بنفسها من خلال تشغيلها الدائم للأشرطة وسماعها الأغاني ومحاولة عزفها من جديد، مضيفة: "أصبحت قادرة على ضبط العود بنفسي بعد أن كنت أتلقى المساعدة من قبل أساتذتي".
اعزف مؤلفاتي
اعتادت أصابعها على عزف العود والبيانو والعديد من الآلات الموسيقية، وهو ما أكدته من خلال دندنتها المستمرة بكلماتٍ تنبع من داخلها، مبينة في ذلك قدرتها على التأليف والغناء والتلحين في آن واحد.
وفيما يتعلق بمؤلفاتها لفتت نور إلى أن بداية قصتها مع التأليف كانت مع بداية تغني الجميع بالسلام، فأبت إلا أن تشاركهم ذلك التغني بأغنية رددت كلماتها بصوت واضح قائلة: "يا طير يا رايح على فلسطين سلم على الكروم والبساتين وخبر العنبر مع الياسمين قلهم يا طير نحنا راجعين".
لم يغب أي حادث من بال نور فما أن تمر حادثة إلا وعبرت عن ما بداخلها وأحاسيسها بكلماتها وعزفتها على الأوتار فغنت للانتفاضة وللطبيعة والأطفال والمغتربين والمعاقين أيضا.
مائة أغنية هو رصيدها حتى اليوم والتي تنوعت من العربية إلى الإنجليزية، إلا أن الوضع الطاغي في فلسطين كبح جماح جمهورها وجعلها أسيرة لمركز النور للمعاقين بصريا ومن يعرفون نور.
إحساس ومشاعر
وفي حديثها عن العود عبرت عن سعادتها التي لا يمكن أن توصف بكلمات فاحتضانها الدائم للعود ولد دفئا فيه نور ينير لها قلبها وعقلها وإحساسها.
وعن عزفها للعود باستمرار دون غيره قالت: "العود تستطيع استعماله في الأحزان والأفراح ويعبر عن الأحاسيس الداخلية للإنسان، عن فرحه غربته كل شيء، في المقابل الآلات الأخرى تجد فيها بعض الصخب".
نور الأمل بعثت الأمل في كلماتها لجميع الأطفال الذين يسمعونها ولكل من عرفها بكلماتها التي تصب منا لقلب إلى القلب، ومازالت حتى هذا اليوم تنتظر من ينير دربها ويأخذ بيديها لأولى سلالم الشهرة والانتشار.


التقرير على جريدة القدس//

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sponsor