الثلاثاء، مارس 29، 2011

عائلة الحلو ... استهداف إسرائيلي مخطط اختطف براءة أطفالهم


رسائلهم: أطفالكم هدفنا أيضا
عائلة الحلو ... استهداف إسرائيلي مخطط اختطف براءة أطفالهم


غزة – "القدس" من هبة الإفرنجي
الشهيد الطفل "ياسر عاهد الحلو، كان شمعة العائلة، لم يكن يكسر كلام أحد كان مطيعا مرضي"، كلمات صاحبتها دموع الشوق تحدثت بها والدته واصفة ابنها البكر الذي استشهد في مجزرة الاحتلال على حي الشجاعية والتي اغتالت براءة أربعة أطفال كانوا يلعبون أمام منزلهم كما يفعلون عصر كل يوم.
لم تكن قادرة على استيعاب ذلك الموقف، صوت انفجار، تخرج بعدها تبحث عن فلذات كبدها في عرض الشارع، فقد كانت تعلم مكانهم المعتاد، ووجدت ياسر غارق بدمائه اقتربت منه، ومن ثم ابتعدت لم تستوعب الحدث كله وكانت تعلم وقتها أنه "استشهد".
أم الشهيد ياسر، بهدوء أخذت تخبرنا عما فعله ابنها وتستذكر أجمل لحظاتها الأخيرة معه وتقول: "نام حتى العصر وبعدها طلب مني النزول للعب الكرة سمحت له، أمام باب منزلنا، أوصيته ألا يبتعد، ولكنه أخلف وصيتي وذهب ولم يعد".
الشهيد ياسر حاول أن يفتح باب السيارة لجده لكنه لم يتمكن من ذلك فصواريخ العدو كانت أسرع، سقط على إثرها شهيدا هو وجده.
تخرج كلماتها ببرودة محزنة وهي تصف لـ"القدس" مشاهد استهدافه قائلة: "طلعت وشفته ممدد رجله مقطوعة اقتربت منه ورجعت للبيت ما كنت مستوعبة الموقف، اسألهم عنه وأنا أعلم أنه استشهد، وجوابهم لا ما استشهد".
لا تجد ردا على استشهاده لديها سوى: "الحمد لله على كل حال، حسبنا الله ونعم الوكيل"، تردد بانفعال: "على العرب أن يقفوا يكفي غرق في سبات عميق لازم يتوحدوا ويدافعوا عن أطفالنا الأبرياء".
مستهدفون شئتم أم أبيتم
لم تحتمل أم الشهيد ياسر صبرها، وأخرجت بركانا من الدموع الغاضبة، مطالبة مجالس حقوق الإنسان والمحاكم الدولية بالتحقيق بالاستهداف، وعدم السكوت عنه كما يحدث دائما، قائلة: "إسرائيل لم تخطئ، هي تعلم أنهم أطفال وهي تصور بطائراتها منذ ثلاثة أشهر وتعلم أن الأطفال دائما بعد صلاة العصر يلعبون أمام منزلهم، هي قاصدة بهذا القصف أن توجه رسالة لنا ولأطفالنا أنكم مستهدفون شئتم أم أبيتم".
وإلى جانبها تجلس أم ياسر أخرى تتألم وتترقب هاتفها عله يحمل لها خبر نجاح عملية ابنها الذي استهدف هو الآخر في نفس الحادث.
هو ياسر آخر، ولكنه مصاب، ياسر عامر الحلو، ابن الثلاثة أعوام، لم يكن يطلب الكثير من والدته قبل الحادث سوى أنه جائع ويريد أن يأكل ويرتدي حذائه ويلعب مع أبناء عمه كعادته دوما، ولم يكن على والدته سوى أن تلبي أن تلبي طلبه وتجهزه للعب، ولم تكن تعلم أنها تجهزه ليلقى إصابته الخطرة في الرأس.
لا تكل ولا تمل من الاتصال بوالدها الذي توجه بابنها إلى مستشفى "الميزان" بالخليل لإجراء عملية له بعدما أخبره الأطباء بأن حالته حرجة ويحتاج إلى تلك العملية.
تتحدث بصوت يقشعر له الأبدان: " شو دخله شو ذنبه ليش استهدفوهم، كان بيلعب ما في ولا صاروخ طلع من عندهم ليش قتلوا الطفولة، وأحلامهما لبريئة".
لم تكتفي والدته بل صعدت من نبرة صوتها مخاطبة جهات أخرى: "وين العرب وين الأمة الإسلامية وين النخوة الأطفال يذبحوا، وين الشرف العربي"، بينما جدته التي فقدت زوجها وحفيدها، لم تقل شيء سوى هذا قضاء الله وقدره وحسبنا الله ونعم الوكيل".
لم تسلم طفولتهم البريئة من صواريخ الاحتلال، ولم يسلم الياسران منها أيضا فالجد الشهيد ياسر والحفيد الشهيد ياسر، والحفيد الثالث المصاب ياسر كلهم مستهدفون، وإلى جانب ذلك تبقى عائلة الحلو تجتمع لا تفارق أحدا من أبنائها، ويبقى الاحتلال يوجه رسائله لمدنيي فلسطين مفادها أن أطفالكم مستهدفون شئتم أم أبيتم.

السبت، مارس 12، 2011

حيتان الصحافة يبلعون ولا يخرجون سوى.. القاذورات


حيتان الصحافة يبلعون ولا يخرجون سوى.. القاذورات
بقلم الصحفية هبة الإفرنجي

لا يكلون ولا يملون من أخذ تلك الوظائف وتكديسها تحت إبطهم، لا يشبعون أصبحوا يحصدون وليس هم الزارعون، هكذا أصبح عالم الصحافة في غزة وأنا أتحدث عن غزة لأنني لم أغادرها منذ خمس عشرة عاماً, مازلت أقطن خلف قيودها والتي كبرت فيها وعلمت معنى أن تقتل لكي تكون أنت الفائز بتلك الوظيفة أو المهنة.
لماذا أصبح كبارنا لا يشبعون, ألا يكفيهم رواتبهم التي تصدع في عنان السماء وهنا لا أقصد أن أحسدهم بل على العكس أنا أعجب بوظائفهم المعلنة للعيان، فلماذا يتوجهون للعمل في الخفاء بوظائف قد تكون من نصيب غيرهم، أينقصهم مئة دولار أو مائتين وهم يتقاضون "لربما" عشر ألاف دولار في الشهر الواحد، لماذا هذا الطمع؟.
أصبحت أيقن أنه ليس طمع وإنما حرب موجهة من قبلهم على "صغار الصحافة" والذين يتقاضى فئة منهم رواتب يخجلون الإعتراف بها.
لا مكان لكم بيننا هي كلمة تقال وقذائف تسقط من أفعال أولائك الذين أصبحوا كحوت يبلع ولا يخرج من جوفه سوى القاذورات.
هنا أوجه حديثي للصحفي حديث النشأة، أصبحتم أداة ولعبة يحركونكم دون إحساس، لماذا لا تقاضونهم، ولماذا ترفضون سوى الرضوخ لهم، أيرضيكم وضعكم وما آل إليه حالكم، لا يمكن لكم السماح لهم باستغلالكم، كيف لا وقد أصبحتم مواليين ولا تكتبون شيء إلا إذا كان لا يضركم فأنتم تخافون الملاحقة.
عذركم معكم وأنا منكم فلا نقابة تحمينا ولا دولة تحضننا ولا شيء معنا سوى الله، ولكن ألا يكفينا الله أن نعتمد عليه ونقف في وجه الظلم والطغيان، لماذا لا تقفون صفاً واحداً وترفضون الخضوع للعمل تحت بند "ملاليم" نخجل الحديث عنها.


الأربعاء، مارس 09، 2011

ألا تفهمون لغتنا يا مسئولين


ألا تفهمون لغتنا يا مسئولين
بقلم الصحفية هبة الإفرنجي
"الشعب يريد إنهاء الانقسام" الشعب يريد إنهاء الاحتلال" ، "وحدة، وحدة وطنية .. كل القوى الوطنية".... إلى ما لا نهاية من الشعارات التي رددها الشباب الفلسطيني الرافض لحالة الإنقسام الحاصلة بين غزة والضفة، سؤالي هنا. هل تعتبر هذه الشعارات كافية لتفهموا ما نريد؟
هل تفهمون ما نقوله؟ عامنا كما أسماه أحد وزراءنا في غزة الموقرة، هو "عام الشباب"، ولكن هل سيصبح هذا العام، أكثر الأعوام اعتقالاً للشباب في غزة والضفة, ولماذا؟ لأنهم يطالبون بالتوحد؟ هل بات هذا المطلب تهمةً؟؟!
جميع القوى رأيتها بأم عيني تكاثفت وأنا طبعاً هنا أتحدث عن القوى الشبابية، تكاثفت ضد الانقسام، ألا يخجل كبارنا من وعي صغارهم، وجهلهم؟
ألا يخاف أن يأتيهم اليوم الذي يسألون فيه عن سبب هذه الفرقة يوم القيامة؟ ترى ما سيكون جوابهم؟؟ أردنا أن نكون نحن من نجلس على الكرسي الخشبي الضخم ...
ألن يأتي يوم يسألون فيه عن سبب توقفهم عن المقاومة والوقوف بصف واحد ضد المحتل، ماذا سيكون جوابهم؟
ما هذا الوضع الذي وصلنا إليه، إلى متى سنبقى متفرقين، شمل الأمة العربية بدأ يتجمع بعد أن ثارت الشعوب على حكوماتها الظالمة ونحن مازلنا، هل هذا ما يستحقه الوطن، هل هذا ما يستحق من يدافع عنه، هل هذا ما يستحق من يريد أن يجمع شمله لا أن يفرقه ويحدث فوضى فيه.
نساء خرجن في يوم الثامن من آذار ليس من أجل المطالبة بحقوقهن على الرغم من أنه يعتبر على رأس اهتمامهن دائماً إلا أنهم رددن تلك الكلمات التي اقشعر لها بدن طفل ولم تهتز شعرة من بدن مسئول.. رددن "المرأة تريد إنهاء الانقسام".." الشعب يريد إنهاء الانقسام" ألا يكفي ذلك؟
ومسيرة أخرى سبقتها خرجت بعد أن أخذتها الحمية الشبابية من مجموعة شبابية صغيرة لا أود أن أصفها بالجماهيرية، بل بالمجموعة التي كان صدى صوتها أكبر حجماً منها, خرجت وفي ذات الوقت لا تردد سوى "الشعب يريد إنهاء الانقسام".
ألم تسمعوا بعد هذه الكلمات أم أنكم لا تفقهونها؟ إن أردتم تفسيراً نُعِدكم أنكم ستجدونه في مقال جديد ولكن أفهِمونا ماذا تريدون...ماذا ستستفيدون من حالة الفرقة هذه؟ ألا يكفيكم، قتلتم من أردتم قتله, عذبتم من أردتم تعذيبه، لم يبقى سوى القضية الفلسطينية لتضيعها إن أردتم ذلك، ولكن أعدكم مجدداً أنكم لن تستطيعوا فأنتم إن لم تتوحدوا سيكون لذلك عاقبة عليكم، وجيل هذا اليوم لن يرحمكم وستجدون منه مالا تتوقعون.

 

Sponsor