رسائلهم: أطفالكم هدفنا أيضا
عائلة الحلو ... استهداف إسرائيلي مخطط اختطف براءة أطفالهم
غزة – "القدس" من هبة الإفرنجي
الشهيد الطفل "ياسر عاهد الحلو، كان شمعة العائلة، لم يكن يكسر كلام أحد كان مطيعا مرضي"، كلمات صاحبتها دموع الشوق تحدثت بها والدته واصفة ابنها البكر الذي استشهد في مجزرة الاحتلال على حي الشجاعية والتي اغتالت براءة أربعة أطفال كانوا يلعبون أمام منزلهم كما يفعلون عصر كل يوم.
لم تكن قادرة على استيعاب ذلك الموقف، صوت انفجار، تخرج بعدها تبحث عن فلذات كبدها في عرض الشارع، فقد كانت تعلم مكانهم المعتاد، ووجدت ياسر غارق بدمائه اقتربت منه، ومن ثم ابتعدت لم تستوعب الحدث كله وكانت تعلم وقتها أنه "استشهد".
أم الشهيد ياسر، بهدوء أخذت تخبرنا عما فعله ابنها وتستذكر أجمل لحظاتها الأخيرة معه وتقول: "نام حتى العصر وبعدها طلب مني النزول للعب الكرة سمحت له، أمام باب منزلنا، أوصيته ألا يبتعد، ولكنه أخلف وصيتي وذهب ولم يعد".
الشهيد ياسر حاول أن يفتح باب السيارة لجده لكنه لم يتمكن من ذلك فصواريخ العدو كانت أسرع، سقط على إثرها شهيدا هو وجده.
تخرج كلماتها ببرودة محزنة وهي تصف لـ"القدس" مشاهد استهدافه قائلة: "طلعت وشفته ممدد رجله مقطوعة اقتربت منه ورجعت للبيت ما كنت مستوعبة الموقف، اسألهم عنه وأنا أعلم أنه استشهد، وجوابهم لا ما استشهد".
لا تجد ردا على استشهاده لديها سوى: "الحمد لله على كل حال، حسبنا الله ونعم الوكيل"، تردد بانفعال: "على العرب أن يقفوا يكفي غرق في سبات عميق لازم يتوحدوا ويدافعوا عن أطفالنا الأبرياء".
مستهدفون شئتم أم أبيتم
لم تحتمل أم الشهيد ياسر صبرها، وأخرجت بركانا من الدموع الغاضبة، مطالبة مجالس حقوق الإنسان والمحاكم الدولية بالتحقيق بالاستهداف، وعدم السكوت عنه كما يحدث دائما، قائلة: "إسرائيل لم تخطئ، هي تعلم أنهم أطفال وهي تصور بطائراتها منذ ثلاثة أشهر وتعلم أن الأطفال دائما بعد صلاة العصر يلعبون أمام منزلهم، هي قاصدة بهذا القصف أن توجه رسالة لنا ولأطفالنا أنكم مستهدفون شئتم أم أبيتم".
وإلى جانبها تجلس أم ياسر أخرى تتألم وتترقب هاتفها عله يحمل لها خبر نجاح عملية ابنها الذي استهدف هو الآخر في نفس الحادث.
هو ياسر آخر، ولكنه مصاب، ياسر عامر الحلو، ابن الثلاثة أعوام، لم يكن يطلب الكثير من والدته قبل الحادث سوى أنه جائع ويريد أن يأكل ويرتدي حذائه ويلعب مع أبناء عمه كعادته دوما، ولم يكن على والدته سوى أن تلبي أن تلبي طلبه وتجهزه للعب، ولم تكن تعلم أنها تجهزه ليلقى إصابته الخطرة في الرأس.
لا تكل ولا تمل من الاتصال بوالدها الذي توجه بابنها إلى مستشفى "الميزان" بالخليل لإجراء عملية له بعدما أخبره الأطباء بأن حالته حرجة ويحتاج إلى تلك العملية.
تتحدث بصوت يقشعر له الأبدان: " شو دخله شو ذنبه ليش استهدفوهم، كان بيلعب ما في ولا صاروخ طلع من عندهم ليش قتلوا الطفولة، وأحلامهما لبريئة".
لم تكتفي والدته بل صعدت من نبرة صوتها مخاطبة جهات أخرى: "وين العرب وين الأمة الإسلامية وين النخوة الأطفال يذبحوا، وين الشرف العربي"، بينما جدته التي فقدت زوجها وحفيدها، لم تقل شيء سوى هذا قضاء الله وقدره وحسبنا الله ونعم الوكيل".
لم تسلم طفولتهم البريئة من صواريخ الاحتلال، ولم يسلم الياسران منها أيضا فالجد الشهيد ياسر والحفيد الشهيد ياسر، والحفيد الثالث المصاب ياسر كلهم مستهدفون، وإلى جانب ذلك تبقى عائلة الحلو تجتمع لا تفارق أحدا من أبنائها، ويبقى الاحتلال يوجه رسائله لمدنيي فلسطين مفادها أن أطفالكم مستهدفون شئتم أم أبيتم.