هرمنا من أجل لحظة مصالحتنا التاريخية
كتبت/ هبة الإفرنجي
وتم الاتفاق على توقيع الاتفاق الأولى وتم التوقيع وها نحن ننتظر ليتم التوقيع النهائي، هل يعقل أن نكون قد وصلنا إلى مرادنا الشبابي المبتغى والذي رفضت تلك الحركتين تحقيقه طوال أربعة أعوام، هل يستحق وطننا ذلك وهل نستحق نحن ذلك.
انشغلت عقولنا مجدداً لزوال وشاح اليأس وزادت قلوبنا خفقاناً لتعلن بذلك اقتراب نهاية الخطر على قضيتنا، قضية الأمة التي لعبنا بها بأيدينا وظننا أنها بسيطة، أتمنى أن يكون قد تعلم الفريقان درسا قويا بأن فلسطين أكبر منهما جميعا، وان يحققا حلم شعب هرم وهو ينتظر ذلك التوقيع بذلك القلم الذي لا أعلم ما كان لونه حينما أمسكا به ليوقعا على الاتفاق.
أصبح عداد عمر الانقسام ينقص يوما بعد يوم، لم يتبقى سوى ثلاثة أيام ونصف حتى تجتمع كل الفصائل في مصر، هو حلم كنا نتمنى تحقيقه وها هو قد اقترب الفرج إن شاء الله، ولكن هل سيصمد هذا الشعب في وجه المحتل بعد أن بدأ حملته التصعيدية ضد فتح وضد أبناء الضفة وغزة.
رجاءنا يا أبو زمان أنت وأبو الوليد أن تصموا آذانكم عن كل ما عثرة خارجية فهي لا تريد منكم إلا أن تبقوا في غياهب الضياع، استمروا إلى جانب شعبكم فهو يحبكم, يحب فيكم النضال ويشعر بالأمل إذا ما اجتمعتم هو نداء فلسطيني فابقوا على اتصال معه.
مازلت أشعر بالخوف من الأيام المتبقية، أخاف أن أظهر ارتياحي وسعادتي فتنقض علي أخبار فشل الاتفاق لأسباب خارجة عليكم منع ذلك عليكم تخييب فكري وإحساسي والكل الفلسطيني يخاف هذه الكلمات.
عانينا بما فيه الكفاية, هرمنا أقسم أننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، فكونوا كما نأمل أن تكونوا ولا تحققوا مكايد عدونا وعدوكم وعدو كل الأمة الإسلامية كونوا على شفا حفرة من الوحدة ولا تكونوا على شفا حفرة من الضياع، فالشعب يفتح ذراعيه لاحتضانكم، هو يحبكم ويحب ابتسامتكم التي تنم عن علاقة وثيقة مع قضيتهم العادلة، لا تجعلوا الثعبان يبح في آذانكم ويطربكم ملذات لتبتعدوا عن حلم ليس بحلم أبناءكم في غزة والضفة وإنما حلم كل من هو فلسطيني, حلم الأرض والسماء والحجر والشجر.
هل شعرتم بسعادة السماء حينما أعلنتم عن اتفاقكم أصبحت ترقص طربا وترمي بنعيمها على أرجاء الوطن لتخبركم أنها سعيدة بكم, وأنها وبعد أربع سنوات عجاف، رمت خيرها عليكم مرة واحدة وعلى مر الليالي التي بقيت لتوقيعكم الأخير, فلا تفشلونا وتفشلوها يا من نصفكم تيجان لرؤوسنا ومن تحملون قضيتنا على أكتافكم.