السبت، أبريل 30، 2011

هرمنا من أجل لحظة مصالحتنا التاريخية


هرمنا من أجل لحظة مصالحتنا التاريخية

كتبت/ هبة الإفرنجي
وتم الاتفاق على توقيع الاتفاق الأولى وتم التوقيع وها نحن ننتظر ليتم التوقيع النهائي، هل يعقل أن نكون قد وصلنا إلى مرادنا الشبابي المبتغى والذي رفضت تلك الحركتين تحقيقه طوال أربعة أعوام، هل يستحق وطننا ذلك وهل نستحق نحن ذلك.
انشغلت عقولنا مجدداً لزوال وشاح اليأس وزادت قلوبنا خفقاناً لتعلن بذلك اقتراب نهاية الخطر على قضيتنا، قضية الأمة التي لعبنا بها بأيدينا وظننا أنها بسيطة، أتمنى أن يكون قد تعلم الفريقان درسا قويا بأن فلسطين أكبر منهما جميعا، وان يحققا حلم شعب هرم وهو ينتظر ذلك التوقيع بذلك القلم الذي لا أعلم ما كان لونه حينما أمسكا به ليوقعا على الاتفاق.
أصبح عداد عمر الانقسام ينقص يوما بعد يوم، لم يتبقى سوى ثلاثة أيام ونصف حتى تجتمع كل الفصائل في مصر، هو حلم كنا نتمنى تحقيقه وها هو قد اقترب الفرج إن شاء الله، ولكن هل سيصمد هذا الشعب في وجه المحتل بعد أن بدأ حملته التصعيدية ضد فتح وضد أبناء الضفة وغزة.
رجاءنا يا أبو زمان أنت وأبو الوليد أن تصموا آذانكم عن كل ما عثرة خارجية فهي لا تريد منكم إلا أن تبقوا في غياهب الضياع، استمروا إلى جانب شعبكم فهو يحبكم, يحب فيكم النضال ويشعر بالأمل إذا ما اجتمعتم هو نداء فلسطيني فابقوا على اتصال معه.
مازلت أشعر بالخوف من الأيام المتبقية، أخاف أن أظهر ارتياحي وسعادتي فتنقض علي أخبار فشل الاتفاق لأسباب خارجة عليكم منع ذلك عليكم تخييب فكري وإحساسي والكل الفلسطيني يخاف هذه الكلمات.
عانينا بما فيه الكفاية, هرمنا أقسم أننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، فكونوا كما نأمل أن تكونوا ولا تحققوا مكايد عدونا وعدوكم وعدو كل الأمة الإسلامية كونوا على شفا حفرة من الوحدة ولا تكونوا على شفا حفرة من الضياع، فالشعب يفتح ذراعيه لاحتضانكم، هو يحبكم ويحب ابتسامتكم التي تنم عن علاقة وثيقة مع قضيتهم العادلة، لا تجعلوا الثعبان يبح في آذانكم ويطربكم ملذات لتبتعدوا عن حلم ليس بحلم أبناءكم في غزة والضفة وإنما حلم كل من هو فلسطيني, حلم الأرض والسماء والحجر والشجر.
هل شعرتم بسعادة السماء حينما أعلنتم عن اتفاقكم أصبحت ترقص طربا وترمي بنعيمها على أرجاء الوطن لتخبركم أنها سعيدة بكم, وأنها وبعد أربع سنوات عجاف، رمت خيرها عليكم مرة واحدة وعلى مر الليالي التي بقيت لتوقيعكم الأخير, فلا تفشلونا وتفشلوها يا من نصفكم تيجان لرؤوسنا ومن تحملون قضيتنا على أكتافكم.

السبت، أبريل 16، 2011

فيتوريو يكافأ بحبل حول عنقه في أحضانك ياغزة


فيتوريو يكافأ بحبل حول عنقه في أحضانك ياغزة
كتبت / هبة الإفرنجي

هل هذا فعلا ما كان يستحقه فيتوريو!! هل هذا ما أراده حينما حلم بالقدوم إلى غزة وقرر أن يقف في وجه أكبر كيان ظالم ليساند تلك المدينة الصغيرة في فلسطين المحتلة!؟
قتل بدم بارد فمن هو قاتله؟ جماعة لا تمت للإسلام بصلة ولكن يا هل ترى من قتله قبل ذلك مراتٍ ومرات ؟ من قتل حلمه وحلم عشرات الفلسطينيين بالحرية؟.
فيتوريو كان شابا إيطاليا يحلم بأن يساند أهل غزة وأن يفضح الممارسات التي تمارس بحقه وضده، لا أعلم عنه الكثير ولكن أعلم أنه جاء ليقف إلى جانب هؤلاء المستضعفين الذين لا يستيقظون إلا على قصف هنا أو هناك  دون أن يعلموا ما سبب ذلك في هذا الوقت بالذات وفي هذا المكان بالذات ولهم بالذات رغم أنهم لم يفعلوا شيء لأحد.
فيتوريو أصبح مثلهم يستيقظ ، ولكنه مخطوفا ويقتل بدم بارد لسبب هو نفسه لا يعلمه، هل هذا ما تستحقه يا فيتوريو، ألهذا قدمت إلى غزة، هل هذا هو حلمك أن تقتل بدم بارد دون أن تكمل ما قدمت من أجله.
يا من قتلتم من جاء ليقف معكم ضد مغتصب أرضكم، مالكم كيف تحكمون، من هو عدوكم لما لا تقولون، لم نسمع باسمكم من قبل تقفون في وجه مغتصب أرضكم والآن نسمع صوتكم عاليا في خطف من يقف إلى جانبكم؟ أي وسام شرف ترتدون..
هل ارتاح ضميركم بهذا؟ هل حررتم القدس والمسجد الأقصى وفلسطين بفعلتكم النكراء تلك ، هل أصبح ضميركم مرتاح بعد ما فعلتم ؟ هل توضأتم وصليتم يوم الجمعة  بعد ما ذبحتم إنسانا!!!
أين هي ضمائركم أين هي إنسانيتكم ؟.. هل لانت أعصابكم بعد ذلك؟؟ هل النشوة اجتاحتكم بعد ما ارتكبتم ... على ما يبدو بأنكم كنتم تتعذبون من فيتوريو لأنه يكتب تقارير ليخبر العالم أجمع كيف يعاني الفلسطيني الطفل والشباب والمرأة والشيخ العجوز، هل كنتم مغتاظون من فيتوريو لأنه كان يتوجه في عرض البحر مع آباءكم وأخوتكم ليحميهم من الموت، هل كنتم مقهورين من فيتوريو لأنه كان يلاعب أطفالكم ويحاول أن ينسيهم الظلم والقهر ويخفف عنهم معاناة الحصار. ؟ ، هل كنتم مقهورين منه لأنه ناضل كمتضامن أجنبي وحمل علم بلادكم وذهب فيه بعرض البحر وعلى الحدود ليحمي أشبالكم، هل كنتم تشعرون بعار في ذلك، وإن كان كذلك فخسئتم وترقد روحه بسلام ولتنقض مضاجعكم ولا تُهدى السكينة والوئام.
لقد ناضل كفلسطيني استغل أصله ليقف إلى جانبنا، فتح صدره عاريا ليحميكم ، استحل صدارة المعركة لتكونوا خلفه تمارسون حقوقكم دون وجل، ومقابل ذلك كله مكافأته حبل حول رقبته في أحضانك يا غزة، مقتله عار سيلاحقكم في الدنيا وأتمنى ان يكون كذلك في الآخرة فهو فعل يخجل منه الإسلام فقد اغتلتم حامل راية التضامن مع أبناء الإسلام.






الاثنين، أبريل 11، 2011

أطفال وشباب غزة هدف إسرائيل الأول خلال تصعيدها على غزة


أطفال وشباب غزة هدف إسرائيل الأول خلال تصعيدها على غزة
كتبت/ هبة الإفرنجي
"كنت أفكر كيف يمكنني أن أخدع الهجوم وادخل هدفا في مرمى خصمي، ولكن تجمع الناس في الشارع خلانا نوقف لعب ونروح نشوف وبعدها قصفتنا الدبابة".
هكذا تلقى جبر أبو الكاس من حي الشجاعية إصابته ، أثناء لعبه للعبته المفضلة كرة القدم، لم يترك الاحتلال لهؤلاء الصبية فرصة إصابة الهدف فكانت إصابتهم بالشظايا أسرع وأوجع بالنسبة لهم، من خسارة قد تكون في لعبتهم.
جبر كان يلعب مثل عادته في حارته مع أقرانه كل يوم جمعة بعد صلاة العصر مباشرة، لا يكلون ولا يملون ولا يخيفهم شيء، ولكن مع ذلك التصعيد الشرس على الأطفال واستهدافهم أينما كانوا جعلهم يقررون أن يكونوا أكثر حذرا في المرة القادمة.
رحمة الله وستره حرسته فكانت إصابته متوسطة بعض الشيء ليرقد في دار الرعاية اليومية في مستشفى الشفاء ينتظر حتى يتماثل بالشفاء، بعد إصابته في كتفه ويده.
في الزاوية التي تقابله كان يرقد زميل له في الإصابة رزق سعيد العيماوي"19" عاما، ترافقه إصابته في صدره وقدمه ويده.
لم يكن قادرا على الحديث فقد كان يبدو عليه كأنه يصرخ قائلا "أريد أن أرتاح، أريد أن أنام"، ولكن على ما يبدو الحبال التي وُصل بها لا تجعله يفكر حتى في أخذ قيلولة بسيطة.
حاول رزق أن يرفع رأسه ليحدثنا عن إصابته قائلا: "كنت متوجه للمقبرة لزيارة أخوي الشهيدان سمعت انفجارا نهضت وخرجت وجدت مسعفا طلب مني أن أساعده في حمل المصاب إلا وفاجأتنا قذيفة أخرى طرحت المسعف وأصيب برقبته وأنا أصبت كما ترون".
ويعود بعد أدى مهمته ليستلقي على ظهره وينظر لوالدته لربما يجد الشفاء في عيونها، ولا يسع والدته سوى أن تذرف تلك الدموع المقهورة، وتمسح على جبهته وتلتفت قائلة: "جاءني الخبر بأن ابني في المستشفى وهو مصاب خرجت كالمجنونة أبحث عنه ووصلت المستشفى واطمأن قلبي بعض الشيء حينما رأيته يتحدث معي".
لم تتوقف والدة رزق عن لوم العرب في ما حدث لغزة من تصعيد خلال الأيام الماضية بل زادتها مطالبة مصر بالإسراع في اتخاذ قراراتها لنجدة أطفال وأيتام وشباب ونساء وشيوخ غزة أيضا.
وأخذت تصف منطقة الشجاعية بقولها: "هي منطقة مكتظة بالسكان والمنازل متلاصقة أي قصف عليها لا سمح الله سيوقع الكثير الأطفال والشباب والنساء شهداء فليتحركوا وليكفي صمتا فقد زالت الأنظمة الظالمة وحان وقت نصرة فلسطين".
 جبر ورزق هم اثنان من ستين مصابا، ما بين طفل وامرأة وشاب خلال التصعيد الذي أقدمت إسرائيل عليه في غزة في الأيام الماضية، هما نموذج بسيط لعشرات كانت أفكارهم وأحلامهم أكبر من ذلك، والتي تسعى إسرائيل لاغتصابه قبل أن ينمو ويترعرع، ويبقى حلمهم ينمو وإرادتهم صلبة، متأملين بجند تساندهم وترفع عنهم ظلم المحتل.




السبت، أبريل 09، 2011

أطفال غزة ولعبة الألوان


أطفال غزة ولعبة الألوان
غزة – كتبت هبة الإفرنجي

كنت متوجهة في زيارة إلى إحدى صديقات والدتي وخلال تلك الزيارة افتتحنا مواضيع من الشرق ومن الغرب وكانت من بينها توجهات الأطفال فاجأني قولها حينما قالت أن طفلها يرفض شراء ادواته المدرسية ذات اللون الأخضر ويطلبها " أي لون ما عدا الأخضر" يقولها دائما بتذمر رغم أن اللون الأخضر لا يقتصر على أحد معين.
حاولت أن استوعب الموقف بقولي أن عائلته لا تحب اللون الأخضر لربما وهو يقلدها بذلك، ولكن ما فاجأني أكثر حينما توجهت إلى إحدى المكاتب وحاولت أن أتطرق لما هو أخضر وما هو أصفر في المكتبة فأضحكني لدرجة الإعياء صاحب تلك المكتبة قائلا لي: يأتي الطلاب ويرفضون شراء الأقلام والبرايات الخضراء كل بضاعتي تنفذ ما عدا كل شيء لونه أخضر، لم أصدقه في بداية الأمر ولكن حينما قدم طفل وأراد شراء "مسطرة"، ناوله حينها البائع مسطرة خضراء قام بإعادتها وقال له " فش عندك غير هاللون جيبلي أي لون ما عدا اللون الأخضر".
لم أستطع أن أتمالك نفسي حينها من الضحك فقد كان موقف الطفل مضحك ومبكي في ذات الوقت، هل من المعقول أن تصبغ عقول الأطفال برفض الألوان لعدم حبهم حزب أو فصيل معين.
قلت لربما شيء عادي، فالمنطقة قد تكون تتبع بآرائها لفصيل معين وتمنع أطفالها من شراء أو التعامل مع الألوان "المعادية"، توجهت لمجموعة من الأطفال يلعبون في إحدى شوارع غزة الرملية ومن المؤكد في إحدى مخيماتها الخاصة باللاجئين، اقتربت مجموعة من الأطفال كانوا يركضون خلف بعضهم البعض وفي إيديهم مسدسات "اصطناعية" ومائية يرشون بعضهم البعض، أعجبتني تلك اللعبة فقد أعادتني ثلاثة عشر عاما إلى الوراء حينما كنت ألعب مع أصدقائي في شوارع المخيمات لعبتنا المفضلة في ساعات العصر، "يهود وعرب" كنا نقسم بعضنا  لقسمين وبعضنا يمسك المسدسات والبعض الآخر يستخدم يديه كحجارة ونبدأ بحرب "صورية" قد تقطعها أحيانا صراخ جيراننا" اسكتوا بدنا ننام" وخروج جارنا بأحد الأحذية يرمينا بها حتى نتفرق.
وقفت برهة أشاهدهم لكنني لم أشاهد تلك البراءة بينهم، لم أشاهد بعضهم يحمل المسدسات الصورية والبعض الآخر بيديه، كانت هيئتهم أطفال قد وضعوا شارات تميزهم بين بعضهم البعض جزء منها أصفر والآخر أخضر أمسكت بأحدهم الذي حاول أن يتملص مني حتى لا يمسكه طفل في الجبهة المضادة، ويصبح بوجهة نظره " مقتولا" أمسكته بشدة من طرف يده وسألته ما هي اللعبة التي تلعبونها، كانت إجابته الصاعقة : " بنلعب حرب الأصفر والأخضر،  ومن ثم تملص مني وعاد للعبته.
فغرت فاهي وركنت جسدي على حائط قريب وأخذت أستغفر الله على تلك الحال التي وصل أطفالنا لها، هل يعقل أن تتغير حتى توجهات أطفالنا، لربما هم عدد معين ولكن الغريب أنه لم يكن موجود من قبل، كانت صاعقة ولكنها كانت متوقعة فهي الحالة التي وصلنا لها من صنع أيدينا.
عدت أدراجي لمنزلي واقتربت من أخي الذي يجلس ليل نهار "مدردشا أمام شاشات الكمبيوتر" حاولت أن أواسي نفسي بسرد تلك القصة عليه، ولكنه أخبرني بقصة أخرى أخجلتني من وجودي في فلسطين رغم أنني أعتز بهذا الاسم، قائلا: " صديقي فلسطيني مسافر في إحدى الدول وكان في خطبة الجمعة جالس في أحد المساجد والخطيب "يهاجم" أهل غزة والضفة ويقول للمصلين يقتلون بعضهم البعض من أجل شبر وشبرين وفلسطين ضائعة هؤلاء لا يستحقون المساعدة فليحلو مشاكلهم أولا شوهوا سمعة فلسطين أمام الجميع"، لم أعجب لقوله، فهو شيء طبيعي فتوجهات قياداتنا باتت لمصالح خاصة ولا يأبهون لفلسطين، وللشعب الذي أصبح هو أيضا مخدر لا يعي أين كان فيما مضى.
أعتقد الآن أن اللونين سعيدان جدا بما هو حاصل فكل يحقق أمنياته التي كان يحلم بها وهو صغير.

Sponsor