الأحد، سبتمبر 09، 2012

يوما في مغسل للسيارات


يوما في مغسل للسيارات لم يكن يوما وإنما كانت ساعة ونصف هي الوقت الذي قضيته كصبية في مغسل للسيارات، نعم مغسلا للسيارات بدأت العمل به صبيحة هذا اليوم. بدأت الحكاية حينما نهضت في الصباح الباكر محاولة الذهاب إلى معهد سبلين مع ابنة خالتي ولكنني وجدت نفسي متأخرة وقد سبقتني عدت أدراجي فوجدت ابن خالتي متوجها لعمله في مغسل للسيارات بدأت "أجس" نبضه وأحاول أن استلطفه قليلا عله يسمح لي الذهاب معه للعمل رفض وظن أنني أمزح معه وقال لي ضاحكا: "طيب الحقيني".
لم أكذب خبرا صعدت لمنزل اختي وبدلت ملابسي وحاولت ان استصلح ملابسا للعمل وانتقيتها غامقة اللون ساعدتها قليلا في ترتيب المنزل وخرجت مسرعة، كانت الساعة التاسعة صباحا فوجدته جالسا يبعد الذباب تارة وتارة أخرى ينظر يمينا ويسارا عله يجد زبونا. شعرت بالصدمة في ابتسامته حينما وجدني أمامه فقال لي : "شو بشوفك اجيتي ؟". وكنت اشعر أنني المنتصرة هنا جلست إلى جانبه على كرسي وهو على حجارة وأخذنا نتحدث عن السيارات والمشاكل العائلية وغزة وفي قلبي أقول متى تأتي سيارة لنبدأ العمل مللت الحديث. كانت بدايتنا في سيارة لأحد أصدقاءه وبداية سيئة فقد كان على الكرسي الخلفي فأرا يركض يمنا ويسارا وكان مصيره أن قتله صاحب السيارة بحذاءة وابن خالتي تناوله بيده ورماه في المجارير كان منظرا مقرفا حقا.
كان ابن خالتي ينظر إلي والصدمة تحتويه ويضحك كنت نشيطة في عملي اقلده بكل ما يفعل أحاول ألا أضايقه في العمل حتى لا يظهر عصبيته عليي إن مر من ناحية أمر من الأخرى لأتركه بعمله براحته وفي ذات الوقت أقوم بمساعدته، قمت بمسح الزجاج بورق الجرائد كانت الجرائد تغريني لكن حاولت ألا أقرأ أي خبر فيها وأن أهتم بعملي، قمنا بمسح الدواليب وأيضا مسح هيكل السيارة بعد أن قام بتنظيفها بمنظفات. لم ننتهي من السيارة الأولى حتى توقفت السيارة الثانية في الخارج وعلى الفور انهينا الأولى وقبضنا ثمن عرقنا خمسة ألاف ليرة لبنانية.
بدأنا بالسيارة الثانية ولكن حينما كان ابن خالتي يجلبها من الخارج حاولت أن أنظف الأرضية بالمياه الرشاشة وكادت الطامة أن تقع حينما أخطأت في إغلاق الصنبور قبل المدفع الكهربائي صرخ بزامور السيارة التي كان يجلبها للغسيل وقال لي: "لا خطأ شو بدك تعملي". شعرت حينها أن لابد أن أكون حذرة مرة أخرى بدأنا العمل بعد أن عاد إلى طبيعته ويضحك مما أفعله قمنا بتنظيف السيارة مرة اخرى ونحن نتجاذب أطراف الحديث وأنهيناها وخرج مسرعا للخارج ليأخذ نفسا من الهواء النظيف فحرارة المكان كانت مرتفعة تطابقا مع حرارة الجو.
الجوع قتلنا بعد عمل متعب قررت أن اذهب للمخبز لشراء المناقيش والميرندا وبعد عودتي وجدت رجلا يشبه أحد المصارعين يقف ويتحدث مع ابن خالتي دخلت المغسل ووضعت فطورنا ولكن الرجل ناداني : "يا حجة تعالي لهون : " جعلني أشعر بالاستفزاز من ذا الذي يناديني يا حجة هل كبر السن يعلو جبهتي قلت له : " أنا مش حجة " فعاد يقول لي : "هون الناس إزا شافوكي بتشتغلي بمغسل رح يسيرو يحكو بيعتبروها عيب، كنت أرغب في أن أعطيه كلمتين ولكن احتراما لابن خالتي ومنعا من إحراجه تركت المكان وأخذت طعامي معي وعدت للمنزل لاكتب لكم مغامراتي في يوم في مغسل للسيارات.
صدقا لم أشعر أن عمل كهذا صعبا لهذه الدرجة نعم رافقني القليل من ألم في الظهر وكدت أقطر عرقا فدرجة الحرارة كانت مرتفعة في هذا اليوم، كان هدفي في هذا اليوم أن أعمل كمن لم يتعلم لأرى المعاناة فوجدتها واحدة فعملي صحافية متعب وبحاجة لمجهود عقلي وبدني أيضا، ليس عيبا أن تعمل الفتاة هذا ما أعرفه وفي لبنان لا تجد محلا مفتوحا أو مصلحة إلا وفيها فتاة تعمل إلا مغاسل السيارات لا اعلم ما السبب في ذلك، ولكن رغم ذلك كسرت القاعدة وعملت ساعة ونصف في مغسل للسيارات دون مقابل.



الأحد، أبريل 22، 2012

المتزوجات فارغات العيون


ملاحظة // لا أتحدث عن كل المتزوجات وإنما أتحدث عن فئة حتى وإن كانت بقليلة فأنا هنا  أخصها بهذه التدوينة علها تقرأ كلامي وتصحو لنفسها ..
ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذه التدوينة ولم أكن أعرف ما سأكتبه ولكن ضقت ذرعا بكل ما أسمعه خاصة في الفترات الأخيرة حينما طرحت إحدى زميلاتي في المجال الصحفي فكرة عمل مناصرة بسبب منع المرأة من السفر دون إذن ذويها لن أناقش أنا الآن هل أنا وأنتم مع الفكرة أم لا ولكن ما هو سبب ذلك .
في الأيام الأخيرة انتشرت العديد من الحكايات التي تقول أن الفتيات يهربن مع إما عشاقهن أو  يجمعن أنفسهن في ليلة لاضوء للقمر فيها ويخرجن تاركين خلفهن أولادهن إن كن متزوجات والقيل والقال  الذي لن ينقطع طوال العمر.
بعد يومين من هذا الطرح توجهت لجلسة جماعية أنا وصديقتاي   وبدأ النقاش يدور لما تخرج المراة وتسافر وتهرب ومن أكثرهن المتزوجة أم الغير متزوجة ، ما صدمني حينما سمعت أكثر من قصة تكون فيها الخائنة متزوجة، كيف يعقل هذا كيف لها أن تجلب  العار لنفسها قبل زوجها وذويها ، كيف تأتِ برجل آخر لمنزلها وتسمح له بدخول غرفتها مع شريك حياتها " الأول  طبعا " فهي جعلت لحياتها شريكين.
كيف لأخرى أن تهرب في ليلة زفافها مع آخر، كيف لتلك أن تسهر ليال مع رجل لن يعطيها أكثر مما أعطاها زوجها؟؟؟
سيقول البعض أنني أقول ما سمعت ولربما تكون هذه مجرد إشاعات ، دعوني أقول لكم لا فلقد رأيت قبل ذلك حالتين وبأم عيني نعم رأيتهن وهن يناغمن رجال ليسوا بأزواجهم فقط لأنه يعجبهن ....
إذا كانت  بعض النساء لا تقبل بخيانة زوجها لها فكيف لها أن تقبل بخيانته ؟؟ وأيضا ماذا يمكن لرجل أن يعطي سيدة متزوجة  فإن كانت كل رغباتها قد لبيت لها فلم " فراغة العين"؟؟
قمت بعمل استطلاع شفهي وسألت أكثر من فتاة ليست بمتزوجة  إن عشقت رجل هل تفكرين بالنظر لغيره ؟؟ كان من البديهي جوابهن لا ومن المستحيل ... هنا أسأل تلك المتزوجة لما  كل هذا التبجح والصفاقة... لم تقبلين على نفسك أن تصبحين كمعجون يلعب بين يدييي الرجال ؟ كيف تقبلين على نفسك  أن تكوني أداة ولا تفكري بأن الرجل سعيدا بذلك فهو يحتقر الأرض التي تمشين عليها هو فقط يسلي نفسه يومين وماأن يمل منك فإنه سيرميك كبعوضة لا رأس لك ولا قدمين  وما النتيجة؟؟ متعة لك استهلكت يومين وفضيحة رافقتك طوال العمر...
نصيحة لكل سيدة متزوجة وتمارس هذه الأشياء لن تنجين بفعلتك فالعقاب الإلاهي أكبر من الدنيوي ففكري في عائلتك وأولادك ووالديكِ قبل أن تفكري ببعض المال ....
وفي تفسير لسورة من القرآن أن الزانية والزاني المتزوجان فهما يرجمان حتى الموت لأن الإنسان الذي تزوج ثم وقع في الزنا لا فائدة فيه ، فهما قد تركا حلال الله وقضيا شهوتهما في ما حرمه الله .. فهل تكون هذه موعظة لكِ يا من تفعلين هذه الأفعال.
لا تتوقعي أن تكوني سعيدة إن استفدت مما يعطيك ياه مقابل ما تفعلينه له فإن نفسك نفسها تحتقرك  كوني عاقلة وتوبي إلى الله

الجمعة، أبريل 06، 2012

لا أعترف إلا بك يا علمي


كنت وانا صغيرة حينما أسمع بأن مسيرة ستكون هنا أو هناك  أكون أول من يخرج من مدرسته ، لا أخفي عليكم سرا كنت أحب أن يأتي الأولاد يخرجوننا من المدرسة وأتذرع بأني لا أريد أن أخرج ولكن ما كنت أصدق أن تبدأ الاستراحة المدرسية حتى يبدأ الطلاب برمي الحجارة على المدرسة وإجبارنا على  الخروج  معهم  فمنهم من يشارك في مسيرات عفوية  ومنهم من يعود لمنزله، كنت من تلك الفئة التي تذهب إلى حيث لا تعرف فقط أشارك في المسيرة وأهتف بفلسطينيتي لم نكن نختلف أي شعار سنرفع فقط نرفع علم واحد هو علم فلسطين .
كان من الطبيعي أن يكون موجودا في كل منزل موجودا على الأسطح موجودا بكثرة في المحال التجارية ولكن هذا الأمر لم يعد معروفا الآن، ذات مرة كنت متوجهة لمسيرة تدعو للتضامن مع فلسطين كنت سعيدة لأن جميع الفصائل ستشارك فيها  ذهبت وحملت علم فلسطين ولكن ما صدمني هو أنني في المربع الذي كنت فيه لم  أجد علما واحدا هل يعقل ذلك لم يكن هناك علما فلسطينيا واحدا  وفي ذات الوقت الأعلام الفصائيلية ترفرف حتى تخاد تعميك.
كنت في أحد المكاتب الخاصة بأحد التنظيمات وجاء أحدهم مفتخرا يقول هل رأيت علمنا كان يرفرف وطغى على أعلام الحزب الثاني ، يا الله ماهذه العقلية الصغيرة " هذه الكلمات التي قلتها حينها وخرجت.
لست ضد الفصائلية فهو أمر كبير جدا ولن أستطيع أن أتحدث عنه في تدوينة صغيرة ولكن لا يمكن أن نتخيل أن سبب كثرة هذه الفصائل هو لاختلافها في الدفاع عن فلسطين وعلى الرغم من ذلك نجد بأن فلسطين آخر همهم حتى في أصغر الأمور.
ما تحدثت عنه سابقا يجعلنا نفكر إلى أي حد تفكر هذه الإنقسامات بفلسطين ، وماالذي تريده من كثرة خلافاتها ، هل فعلا هدفها ما تسمو إليه ، ولماذا تخصص لنفسها علما طالما أنها فلسطينية بحثة ، ومتى سيفكرون بفلسطين أصلا .
من هنا أقول لن أحمل أبدا علما غير علمي فلسطين ولن أقبل بأن يتغير بأي لون آخر هو كما عهدته سابقا أحمرا وأبيضا وأسودا وأخضر لا غير .

الخميس، مارس 29، 2012

من أطفال غزة لهناء شلبي

من أطفال غزة لهناء شلبي
هبة الإفرنجي / غزة
اليوم الطفولة تخاطب الرجولة فهل تصحو الرجولة ... هكذا خاطب أطفال معهد الأمل للأيتام وأطفال فلسطين العالم في اليوم ال42 لهناء الشلبي في إضرابها عن الطعام 
يا ظلاما لسجن خيم وهو قد خيم منذ 64 عاما فهل سياتي اليوم الذي ينقشع فيه هذا الظلام .

ليس بعد الليل إلا فجر  وهو حلم الأسرى جميعهم...
أشباب بعمر الزهور اقتحمت خيمة التضامن مع الأسيرة هناء الشلبي المرصوفة أمام الصليب الأحمر بغزة، ليقفوا معها ويتضامنوا معها وهم يحملون بأيديهم الصغيرة صورها ، هنا أقف دقيقة صمت واحدة داخل هذه الخيمة مستغربة من النخوة الطفولية التي تحركت  لبت نداءا لربما بعضهم لا يعرفون هناء ولكن أرادوا أن يشاركوها بالتضامن معها وبدأت أتسائل أين النخوة الأخرى..

امتلأت الخيمة بالأطفال لا أعتقد أن كبيرهم يصل لعشرة أعوام ، ترى بما يفكر هؤلاء الأطفال الآن هل يعرفون هناء الشلبي يحملون صورها . أسأل أحدهم من في الصورة يقول لي هناء الشلبي محبوسة عند الإسرائيليين . هل يعرف بعض قادتنا من هناء الشلبي؟.
هناء ستفتخر بكم صدقوني بوقفتكم هذه ، يدعون الله أن ينصركي يا هناء كوني فخوة فلديك أخوة . أطفال. هنا بغزة يرسلون لكِ شعاراتهم . أغانيهم  كلماتهم البسيطة فهل تسمعينهم .اعلمي أنهم معك فلبا وقالبا.


ما جعلني أشعر بالفخر بهؤلاء الأطفال أن بعض منهم لا يعرفون سبب وجودهم في الخيمة سألت أحدهم لما أنت هنا قال لا أعرف ثم قال كلمتين : "هناء محبوسة واجيت عشانها". ولكنه على ما يبدو شعر بأنه بحاجة لمعرفة أكثر فتوجه لإحداهم كانت تجلس بجانبه وقد عرفت فيما بعد أنها متضامنة من جامعة الأزهر تدرس آداب الإنجليزية فقال لها : "ليش هناء يا خالتو محبوسة هي لحالها محبوسة ".

بدأت تشرح له وتقول له قصتكِ يا هناء قالت له أنك ترفضين الظلم أنك كنتِ من بين حرة ولكن هجموا في ليلة موحشة وأخرجوكِ من منزلكِ والآ، أنت معتقلة اعتقال إداري .

" لا يا خالتو هناء مش لحالها في معها أسرى كثير بس هناء فشي إلأها محاكمة ومعتقلينها إداري لازم يا خالتو نعرف عن قضايانا أكثر وأكثر... ترى هل يعرف بعض العرب عن قضايانا  هل يعرفونك يا هناء ؟؟

نظرت حولي وكنت قد انغمست بينهم لأعرف ما تقوله لأطفال هل يفهمون ما تقوله فوجدت أنه ليس الطفل الوحيد الذي أعجبه الحديث بل تجمهر أطفال آخرون حولها وهي تتحدث شعرت حينها بالمفخرة التي ستشعرين بها يا هناء، وبت متأكدة بذلك.

جاءت إحدى المتطوعات مع الأطفال وطلبت منهم الانضمام لأصدقائهم بالخارج فعدت وخرجت معهم فكانت تعطيهم حلقة تعريفية بكِ يا هناء وكانت تسألهم هل تعرفون الاعتقال الإداري ، نعم إنهم يعرفونه يا قادتنا ، الأطفال يقولون : " محبوسة من غير تهمة ، بدون حكم ، 6 شهور قابلة للتجديد ". إجابات جعلتني أتلعثم  وأقف مصدومة هؤلاء أطفال كيف يعرفون ذلك ، إنه الاحتلال جعلهم أكبر سنا بهذه الأمور من غيرهم نعم يعرفون يا قادة إنهم يعرفون كل شيء.



تعود ملامح الطفولة الممزوجة بالروح التضامنية يغنون وينشدون يهتفون  لا للركوع ولا للجوع رغم أن الشعار هو نعم للجوع لا للركوع ولكن حتى هم يرفضون التنازل هتافات : "لهناء تحية من أطفال الحرية ومن غزة الأبية.

" بدنا نطير طيارات ورقية عشان تشوفهم هناء  يا آنطي " ببراءة قالتها طفلة تلبس الثوب الفلسطيني"، هل ترين هذه الطائرات الورقية يا هناء هي غزاوية بامتياز صدقيني".


الخميس، مارس 22، 2012

أكتب بالعامية لتفهموا


لماذا لا اكتب بالفصحى
اكتب باللهجة العامية لكي يفهموا ما أقوله لعل لغتهم الفصحى ليست كما يرام
أكتب كل ما يقوله الشارع الفلسطيني بصوت منخفض
أكتب كل ما يقوله الطفل والشيخ المرأة والرجل والبنت والولد
اكتب لكم علكم تستيقظون
وماذا إذا
هل تظنون أنني أحب أن أكتب بغير الفصحى
لا أكتب إلا بالعامية لأن عقولهم كالحجر والصخر
جلمود يلا يتحرك
لا يستحون ولا يفهمون
كل ما يهمكم هو تعبئة الكروش والبطون
والاطمئنان على خزانات الدولارات والشواقل في البنوك
ورصد كل ما هو بنظركم مخالفات لحشد أضخم ضرائب في الكون
هل حقا أنا لا أعرف الفصحى
لربما


قولوا ما أردتم قوله ولكن أفهموا مايرده هذا الشعب المسجون
يريد الحياة الكريمة التي تفقأ العيون
يريد فطورا وغداء وعشاء  ونور على نور
يريد حياة كريمة مليئة بالحب والراحة والسكون
يريد وطنا بعيدا عن المناكفات الملعونة
يريد وطنا
يريد فلسطين


صمت مخيف


قبل عدة أسابيع ولربما قبل شهر بدأت أزمة الكهرباء تعود لغزة  وتم تقليصها لعدد ساعات لم أعد أذكره  ولكن ما سأصبو إليه أنه عدد ساعات قطع الكهرباء وصلت لحد يوم كامل ثم تأتي  ك " ومضة " وتغدو إلى سبيلها ...
أيضا عادت أزمة الغاز لقطاع غزة  ولكن الأمر ليس مشهورا كما الكهرباء ..
ولا ننسى أيضا  القصف العشوائي على القطاع واستهداف أطفال .....
زيادة عدد الخريجين فنحن على أبواب اختتام فصل دراسي جديد وطلبة سيتخرجون قريبا من جامعاتهم ولا ننسى أن هناك عدد لا بأس به منا لجامعات والمعاهد والكليات بغزة وكل ذلك سيلفظ ما بداخله من طلبة والجميع طبعا لا محالة يبحث وسيبحث عن فرصة عمل ولن يجد ....
الأونروا تقلص خدماتها واللاجئين بيوتهم نصف مهدمة بعضها وحياتهم مخلوطة بحياة الجرذان وهو أمر رأيته بأم عيني....
تقليص حريات و قص أجنحة المغردين والفيسبوكيين وكل من يتحدث بما لا يعجب ولي الأمر .......
وفوق كل ذلك  السفر مقيد ومحدد والحصار خانق ومازال حتى وإن تم تخفيفه إلا أنه يبقى حصارا...
وماذا بعد ماذا ينتظر أبناء هذا الشعب ،
عدد مواطني غزة بازدياد في رقعة صغيرة  لا تكفيهم ...
مياه ملوثة  مختلطة بمياه الصرف الصحي ولا تجد  بديل عن شربها
نفايات طبية منتشرة هنا وهناك وتؤدي للإصابة بأمراض خطرة ولا تجد من يسعى لوقف هذه المأساة
نفايات صلبة متراكمة ومن حولها سكان ومقابلها مؤسسة كبيرة معنية بالطفل ولا حياة لمن تنادي
هل نحن فعلا نعيش حياة الملوك..هل غزة فعلا تعنى بذلك حياة النعيم  .. أحب غزة ولن أتخلى عنها ولكن حياتنا صعبة فيها معاناة مستمرة وخنوع دائم صامت ..
أستغرب لما الصمت المدقع الذي يخيم على شعبها الطيب لماذا دائما  يتحدث هذا الشعب عن مأساته وطلبه الدائم من الأمة العربية أن تتحرك لصالحه ولا يتحرك هو لصالح ذاته، أصبح الأمر مقيتا ومملا ومكرها للذات وأصبحت أعيش في دائرة كلها إما أن ترفع أسم حزبك أو  فصيلك أو  لا تكن فلسطينيي
ما يحزنني فوق كل ذلك أنن العديد منهم يتحدث عن فلسطين وهو لا يعي هل هو فعلا يبحث عن فلسطين . تطورها مستقبلها . حريتها . عودتها ..
متى ستنتهي المأساة
متى ستنتهي المعاناة
ومتى سينتهي هذا الصمت المخيف

الثلاثاء، مارس 20، 2012

الحل هو بالدراجة


لا أعرف لما يتذمر العديد من طلاب من نقص الوقود أفهم سبب الشكوى إن كان للدراسة ولكن لا أفهم سببها إن كان بسبب المواصلات
ليس ضروريا أن تركب سيارة بي أم دبليو حينما تريد أن تذهب لمدرستك او لجامعتك
لست بحاجة إلى سيارة من نوع سكودا للوصول بسرعة البرق لمبتغاك
كل ما عليك فعله هو أن توفر مبلغا لمدة أسبوع واحد وتشتري " دراجة " نعم دراجة  التي كنا نركبها ونحن أطفال
ماذا هل تخجلون ركوبها وانتم بأطوال المارد ، ليس عيبا  ولا أمر يدعو للخجل فقط اذهب وقم بتوفير مصروفك الأسبوعي الذي تصرفه على سيارات الأجرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع وأقولها عن تجربة  والسبب :: معظم سياراتنا بغزة تسير بسرعة الفيل  وهي من عمر " حرب التنك " وبكل الأحوال ستصل متأخرا لأنه إما سيجادلك حول السعر الذي سيضعه على " كيفه " ثمنا لتوصيلك  أو سيجعلك تنتظر حتى ينتهي من ملئ سيارته بالركاب وهو أمر طبيعي فليس من المعقول أن يقلك لوحدك لمكان بعيد.
نعود مرة أخرى لو قمت بجمع خمسة شواقل يوميا لمدة أسبوع واحد فإنك ستحصل على دراجة جميلة خفيفة وتوصلك للمكان الذي تريده فقط استيقظ باكرا وخذ دراجتك واذهب
ماذا تفيد
أولا ستفيد كل من هم حولك ولن تكون مضطرا لاستنشاق ملوثات هوائية   لقلة استخدام السيارات
سترتاح من تلك السيارات القذرة التي كنت دائما مضطرا في بعض الأحيان  للركوب بداخلها لأنه لا يوجد غيرها أمامك
لن تدفع شيئا مقابل ذهابك وعودتك للمكان الذي تريد وهو أمر نحبه كثيرا :
فكر في الأمر مليا
ولا تكن سوداويا وتكتب فيسبوكيا  لن أذهب لعملي لانه لا يوجد وقود ولا توجد سيارات فهو عذر أقبح من ذنب هناك البديل وهو بيديك

الاثنين، مارس 19، 2012

بوظتي الصفراء


كنت متوجهة أمس لعمل صحفي ولكنني لم أوفق كثيرا في تمام الساعة السادسة والنصف مساءا كنت عائدة لمنزلي رأيت فتاة صغيرة تحمل البوظة المثلجة جدا وبنكهة الليمون تذكرت نفسي حينما كنت صغيرة وكانت والدتي دائما ما تمنعني من تناول المثلجات القاسية  من ذات النوع التي تحمله الفتاة ضحكت وقلت  سأتناول واحدة ولن يمنعني أحد من أكلها فأنا أسير لوحدي في الطريق
توقفت دقائق وقلت دائما أحب أن أكافئ نفسي حينما أقوم بعمل صائب أو أوقف بمقابلة هنا أو هناك ولكني الآن لم أوفق لما أشتري واحدة لا تستحث مجهوداتي المكافأة
ولكني آثرت تناولها رغم  جدال نفسي مع نفسي هل أنا أستحق المكافأة أم لا
والسبب أنني أحببت تلك العادة وهي أن أشتري البوظة دون علم والدتي ثم تفاجئ أنني اشتريتها وقد تضربني أو لا وهي بالتأكيد تفعل ذلك خوفا عليي
ما يهم هنا هو أنني اشتريتها وفي منتصف الطريق وجدت مخبزا فتذكرت أن والدتي تحتاج الخبز بدأت أتذمر كيف لي أن آكل بوظتي في المخبز فستذوب من حرارة الانتظار جمدت قلبي قليلا وشهيتي وتوجهت للمخبز ويدي لا تفارق بوظتي التي خبأتها في حقيبتي
وقفت في طابور الخبز  وما أزعجني هو أن رجلا لم يحترم الطابور وتقدم عني شعرت برغبة في ضربه لوما شيبه وما ان وصلت لبائع الخبز ضحك وقال لي تقفين كل هذا الطابور لشراء الخبز لما لم تمري عنهم قلت له : أحترم الآخرين والطابور ضحك وقال لي .. ألله يسهل عليكي
خرجت مسرعة ونسيت ذاك الرجل الغير مهذب وبدأت بالضحك والنظر لبوظتي  وفتحتها بشراهة وبدأت أقضم قضمة تلو الأخرى كأني أنتقم منها ومن أعوام مرت دونما آكلها وبدأت أحدث نفسي هل أستقل سيارة الآن أم أنتظر حالما أنتهي من الاستلذاذ بهذه الصفراء الشهية لم أكن أكمل حبل أفكاري فكانت كل قضمة تعيدني لصغري وللعب في شوارع المخيمات للركض خلف الأطفال وافتعال المشاكل للبحث عن أقصر الطرق ذهابا للبيت دونما أن تراني أمي  للاستيقاظ باكرا دون إرادة للذهاب للمدرسة والسعادة حينما آخذ مصروفي كتشجيع للذهاب
كانت كل تلك الأفكار تراودني وما أن وصلت لإحداها حتى صدمت فقد انتهت بوظتي فاستقليت سيارة وعدت لمنزلي على عجل  لإني كنت حينها قد تأخرت كثيرا ...

الأحد، مارس 18، 2012

بسيطة...... لأنو حمار


هل تعودوا على الاستحمار.. ولماذا يتم استحمارهم ؟ هل حقا يتم استحمارهم ؟ ولماذا هم صامتون على هذا الاستحمار. وبالعربي من يستحمر من ؟ ومن غير لف ودوران شو معنى الاستحمار؟؟؟
الاستحمار هو أن تفعل كل ما يريده من يركب ظهرك ولا تنبس ببنت شفة.
الاستحمار هو أن تاكل علقات على قفاك وتظلك ساكت  وتعيش الظلم من الي بيركبك الي ما بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل عليك .
الاستحمار إنو يكون الي راكب ظهرك هو أصلا عقلو تيس  وما بيفكر غير إنو يلبي رغباته ونزواته.
لماذا يتم الاستحمار ؟
لإنك ببساطة حمار... بتقبل إنك تطاطي راسك وتندندل رجليك ومع كل برسيم بتاكلو بتقول هل من مزيد وإلا بزعل ها والله بزعل وببطل أمشي وأروح معاك وين ما بدك .
بيستحمروك لإنو ما بيهمك غير إنك تاكل وتصبح تاني يوم تلاقي الأكل قدامك..
بتهمك نظافتك .... عادي ما بتفرق معك ممكن تعملها على الطريق وما حد رح يحكي معاك صدقني وبعد ما تنشف  وما تلاقي أكل ... أكيد شو رح تعمل غير  إنك تاكلها :-x ....
هل تعودوا على الاستحمار ؟
أكيد تعودوا لإنو أصلا مش فارقة معاه ياكل برسيمو على ضو على عتمة عاااادي الأمر أصبح عنده
يخلص شغلو بيوم أو يومين عااااادي بطلت تفرق معه
في إشي بيحركه غير البرسيم ؟؟؟ بعتقد لأ لإنو بيظلو حمار وما بتحركو إلا غريزتو وفهمكو كفاية هون
قولتكو بيهمو إذا حد إجا طلعو من بيتو ورماه بالشارع وقلو هاد بيتك بتفرق معو ؟؟؟؟
طبعا لأ رح يمشي الموضوع عادي ولا كإنو صار معو شي لإنو ببساطة
حمار
وبالعربي مين بيستحمر مين ؟
عنجد إنك حمار وبتسأل بالعربي كمان ....
سؤال بس ممكن تحدد منطقتك وين بتكون فيها حمار ؟؟؟ " حمار بيسأل حمار خايف من إنو تنتقل العدوة إلو .
رد عليه قلو :  عادي أنا موجود بأي مكان أمثالك فيه...

الخميس، مارس 15، 2012

يوما في حياة لاجيئ من مخيم الشاطيئ


هبة الافرنجي
هدوء لا مثيل له، دائما حينما كنت أمر على هذا المخيم مخيم الشاطئ للاجئين والذي يقع غرب مدينة غزة _هو بالقرب من شاطئ بحر غزة ولهذا سمي بمخيم الشاطئ يصل عدد سكانه 103.000 نسمة.
_ كنت أجد الأطفال دائما يكونون في ساعة الظهيرة يلعبون في شوارع هذا المخيم، لكن اليوم لا تراهم فقد اختفوا تساءلت عن السبب ومن الطبيعي أن يكون الوضع المخيف الذي تعيشه غزة في هذه الأيام من قصف مستمر وبشكل مرعب.
ولكن ما لفت سمعي هي تلك الأصوات التي العالية من المنازل تجعلك تشعر أن هذه المنازل والتي هيكلها الخارجي كالقبور مازالت تتنفس.
طفل أراه على عتبة منزلهم على ما يبدو أن والدته قامت بإعطائه حقنة من المخوفات حتى لا يبتعد وطفلان آخران يلعبان إلى جانب عمهم الكبير عرفت ذلك من خلال تكرار مناداته عمي مرجحنا عمي مرجحنا.
دخلت أحد المنازل كنت قد عرفت صاحبته خلال مقابلة صحفية سابقة، حاولت أن أعرف ما تعيشه في هذه الأيام، حاولت أن أتحدث مع نسوة قد أجدهم مصادفة كما المرة الفائتة مجتمعات في منزلها ولكن خاب ظني فقد كان الهدوء أيضا يخيم على المنزل ، شممت رائحة المعطر الذي ما انفكت" أم محمد صاحبة" المنزل من إضافته لماء الشطف لتخفي الرقع والحفر التي علمت على أرض منزلها الغير مبلط   بالرائحة الجميلة. دخلت معها في حديث مطول، علمت منها أنها تعمل ليل نهار على نظافة منزلها لتسلي نفسها من، ولكن ما أن يأتي المساء فتجده متسخا.
لا أعرف كيف استطعت الاندماج مع هذه السيدة صغيرة في السن وقامت بتزويج ابنتها منذ عدة أشهر يبدو عليها الأرق والتعب حاولت أن أعرف ما سببه ولكن قالت: "هذه حياة المخيمات تعب وظنك ومعاناة، ليل نهار ".
وتقول: "شغل بالبيت ما بينظف لانو الشارع بالباب على طول بيتوسخ ". على ما يبدو لو فتحت لها قلبي  لترمي شكواها لبكت من معا ناتها.
ولكن تبقى لتلك المخيمات نكهة الألفة الحياة الروح المتحركة تشعر وأنت بداخلها أن هناك نبض في قلب الشارع فالجميع يتحدث تعرف ماذا يحدث بين أرجاءه  يتنفس بنفسك
كنت أتمنى أن أصور ذاك المخيم وهو مكتظ كعادته إلا أنه شاءت الأقدار أن يكون الصمت والحركة الضئيلة في شوارعه.
ملاحظتي :
من أروع الحياة هي حياة المخيم لكن من أسوأها وأكثرها أمراض هي تلك المخيمات أيضا فلا نظافة دائمة من البلديات ولا اهتمام  هم لاجئون لكن هيهات أن يكون الاهتمام بهم كلاجئ حقيقي كما يذاع
سكان هذه المخيمات هم بحق بحاجة ليد حنونة  تهتم بهم وتخفف من آلامهم وحسراتهم.
ملاحظتي الثانية:
أكتب لكم هذه التدوينة وأصوات الصواريخ ترعب قلبي، أخاف نعم ولكن أبقى أشعر بطمأنينة وإن مت فسأموت حية  ليس كما في أي بلد آخر


Sponsor