الأربعاء، يناير 04، 2012

احتجاز المدنيين كرهائن وسيلة اتبعتها إسرائيل في حربها على غزة أواخر 2008


احتجاز المدنيين كرهائن وسيلة اتبعتها إسرائيل في حربها على غزة أواخر 2008

كتبت/ هبة الافرنجي

احتجاز المدنيين كرهائن أفردت فيه عدة قوانين تضمنتها بعض الاتفاقيات من أبرزها اتفاقية جنيف الرابعة وبروتوكولاتها وملاحقها، وعلى الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي من الأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف إلا أنه ارتكب العديد من المجازر والجرائم التي انتهكت جميع الاتفاقيات وأحكامها خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين.

منير رشيد محمد كان من بين عدد كبير ممن احتجزهم جنود الاحتلال في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أواخر 2008.
منير يتحدث ويعيد شريط مذكراته في تلك الأيام الصعبة ويقول : "كنا نجتمع أنا وعائلتي وعائلة أخي الذي استشهد في الطابق الثاني من المنزل بقينا على هذا                  
الحال يومين تحت الخوف الشديد من أصوات الانفجار العالي، فوق العشرين واحد  صعدوا إلى المنزل الذي كنا نحتمي فيه أنا وأخي الذي استشهد وبدءوا بإطلاق الرصاص.
ويتابع: "وضعوا النساء والأطفال في ناحية ووضعوا الرجال في ناحية مقابلهم لهم وقاموا بجعل أخي يصعد معهم للطابق العلوي ليدلهم على أحد المنازل توجه معهم وبعد عدة دقائق عاد ثم عادوا وطلبوا منه أن يذهب معهم للطابق الثالث مرة أخرى وطلبوا مني أن أنزل معهم على الطابق الأرضي وأدلهم على تفاصيله وعدت بقيت وحدي، لم يعد معهم أخي بل جاء الجنود وقالوا لي بأن أخوك أطلقت عليه المقاومة النار، بدأت بالصراخ عليهم وطلبت منهم أن يحضروه ويسعفوه قالوا لي انتظر فقط .
 منير بقي لنصف ساعة وبعدها طالبهم بإسعاف فطلبوا منه الخروج والبحث عن إسعاف وما أن خرج حتى أطلقوا عليه رصاصة في يده عاد للمنزل فقاموا بتفتيشه بشكل مذل وكانوا وقتها قد أنزلوا أخاه المصاب برصاصة في صدره

يستمر بحديثه قائلا: "هددني بالقتل إن تحدثت ثم أخذوني للطابق الثاني كنت اسألهم عن أخي فلم يكونوا يجيبوني بشيء، تعرضنا لأساليب همجية من قبلهم من شتم والإهانة والألم من الإصابة، و بعد أربعة أيام قال لي نحن سنخرج من هنا انتهينا من هنا.

اختراق للقوانين ولا حياة لمن تنادي
مدير البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان "سمير زقوت" قال بأن المركز رصد الاعتداء الإسرائيلي على غزة حيث عمدوا لاحتجاز المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية في مناطق مختلفة، وتابع قائلا: "كان هذا سلوكا شائعا وتقدمت المؤسسة بمساعدة الشكاوي للمستشار القضائي للجيش والمحقق العسكري الإسرائيلي وطالبناه بفتح تحقيق عسكري  وجرت بعض التحقيقات".
وحول المناطق التي كثرت فيها حالات الاحتجاز واستخدام المدنيين كرهائن أكد بأنها في المناطق التي خضعت بالكامل لسيطرة قوات الاحتلال في منطقة الزيتون في تل الهوا و شمال غزة  وعبد ربه ومنطقة العطاطرة والعديد من المناطق تقريبا خاصة في المنطقة الشرقية للقطاع التي كانت تخضع لقوات الاحتلال.
انتهاك قانوني مركب
وبين أن هذه الممارسات  تشكل انتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي الإنساني ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر وبشكل مطلق تعريض المدنيين للخطر سواء استهدافهم أو تعريض حياتهم للخطر يشكل انتهاكا جسيما وهو يعرف "بجريمة الحرب" هذا بالإضافة إلى أن هذه الممارسة تشكل أيضا انتهاكا للقانون الإسرائيلي نفسه، وهناك حكم صادر عن محكمة العدل الإسرائيلية العليا جراء شكاوى تقدمت بها منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية ألزم الجيش عن التعرض للمدنيين أو استخدام المدنيين كدروع بشرية وبالتالي هناك انتهاك مركب وانتهاك لقانون حقوق الإنسان وانتهاك أيضا للقانون الإسرائيلي.
معاناة مزدوجة
موسى رشاد السموني والذي قامت قوات الاحتلال بارتكاب مجزرة بحق أهله وعائلته بالإضافة إلى احتجازه يوم الاثنين 5 -1 أربعة أيام ومن ثم أطلق سراحه.
تابع سرد ما حدث معه بريبة: "ناديت على خالي ولكنه لم يرد قمت بفتح المنزل فوجدت جندي بداخله قام بتفتيشي وربطنا وقام بتعصيب عيناي وقام باحتجازي مع عائلة خالي، أخبرت خالي أن أقاربي جميعهم استشهدوا ووالدي وأمي وعائلتي بأكمله، وبدأ الجميع بالصراخ فما كان من جنود الاحتلال إلا أن أخرجوهم وأبقوا علينا أنا وخالي معهم".
"بدأ جندي بالتحقيق معي وقام بعرض خارطة وسؤالي عن منزلنا وبعد ذلك قام بإعادتها وبدأ يضربني ولم يكن يكف عن ضربي كل فترة والأخرى، كان يهددني بالضرب والحرق والتفجير، بقيت على هذا الحال حتى يوم الأربعاء الساعة العاشرة صباحا قال لي حينها أحد الجنود بأنه جاء قرار بالإفراج عنكم  وقال لي ضابط آخر هناك ثلاث أشياء لا أريدكم أن تقولوا لحماس عنها أنه هناك جيش إسرائيلي في المنطقة وأنه يأخذ مدنين ولا تقولوا أننا عذبناكم وقاموا بتسليمنا "شرائط" بيضاء وقالو لنا اتجهوا إلى غزة.
محظور دوليا
يعتبر أخذ الرهائن أمر محظور دوليا وهو أيضا ما نهت عنه كافة الاتفاقيات الدولية والإنسانية، تطرقت إليه اتفاقيات جنيف الرابعة في المادتين (34و 31)، ولكن ذلك الأمر لم يكن يعني شيئا لقوات الاحتلال حينما قامت بعمليتها على غزة ، وقد قامت باتخاذ ما يصل إلى عشرين رهينة حسب إحصائيات" مركز توثيق".
إسرائيل لم تراعي أدنى معايير الإنسانية وانتهكت مجمل تلك القوانين بين ليلة وضحاها وأمام مرأى من العالم كله، دون أن يحرك ذلك العالم رصاصة واحدة تضامنا مع مدنيي غزة.
يذكر أنه في السابع والعشرين من شهر كانون الأول في عام 2008 ، انقضت طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، بعمليتها العسكرية والتي أطلقت عليها اسم "الرصاص المصبوب" بدأت بالقصف الجوي لكافة المقرات الأمنية والمراكز والمؤسسات الحكومية، تلاه الهجوم الجوي فالبحري ثم البري .
العدوان أدى إلى استشهاد 1434 فلسطينيا وجرح أكثر من 5303آخرين


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sponsor