من
أطفال غزة لهناء شلبي
هبة
الإفرنجي / غزة
اليوم الطفولة تخاطب الرجولة فهل تصحو
الرجولة ... هكذا خاطب أطفال معهد الأمل للأيتام وأطفال فلسطين العالم في اليوم ال42
لهناء الشلبي في إضرابها عن الطعام
يا ظلاما لسجن خيم وهو قد خيم منذ 64
عاما فهل سياتي اليوم الذي ينقشع فيه هذا الظلام .
ليس بعد الليل إلا فجر وهو حلم
الأسرى جميعهم...
أشباب بعمر الزهور اقتحمت خيمة التضامن
مع الأسيرة هناء الشلبي المرصوفة أمام الصليب الأحمر بغزة، ليقفوا معها ويتضامنوا
معها وهم يحملون بأيديهم الصغيرة صورها ، هنا أقف دقيقة صمت واحدة داخل هذه الخيمة
مستغربة من النخوة الطفولية التي تحركت لبت نداءا لربما بعضهم لا يعرفون
هناء ولكن أرادوا أن يشاركوها بالتضامن معها وبدأت أتسائل أين النخوة الأخرى..
امتلأت الخيمة بالأطفال لا أعتقد أن
كبيرهم يصل لعشرة أعوام ، ترى بما يفكر هؤلاء الأطفال الآن هل يعرفون هناء الشلبي
يحملون صورها . أسأل أحدهم من في الصورة يقول لي هناء الشلبي محبوسة عند
الإسرائيليين . هل يعرف بعض قادتنا من هناء الشلبي؟.
هناء ستفتخر بكم صدقوني بوقفتكم هذه ،
يدعون الله أن ينصركي يا هناء كوني فخوة فلديك أخوة . أطفال. هنا بغزة يرسلون لكِ
شعاراتهم . أغانيهم كلماتهم البسيطة فهل تسمعينهم .اعلمي أنهم معك فلبا
وقالبا.
ما جعلني أشعر بالفخر بهؤلاء الأطفال أن
بعض منهم لا يعرفون سبب وجودهم في الخيمة سألت أحدهم لما أنت هنا قال لا أعرف ثم
قال كلمتين : "هناء محبوسة واجيت عشانها". ولكنه على ما يبدو شعر بأنه
بحاجة لمعرفة أكثر فتوجه لإحداهم كانت تجلس بجانبه وقد عرفت فيما بعد أنها متضامنة
من جامعة الأزهر تدرس آداب الإنجليزية فقال لها : "ليش هناء يا خالتو محبوسة
هي لحالها محبوسة ".
بدأت تشرح له وتقول له قصتكِ يا هناء قالت
له أنك ترفضين الظلم أنك كنتِ من بين حرة ولكن هجموا في ليلة موحشة وأخرجوكِ من
منزلكِ والآ، أنت معتقلة اعتقال إداري .
" لا يا خالتو هناء مش لحالها
في معها أسرى كثير بس هناء فشي إلأها محاكمة ومعتقلينها إداري لازم يا خالتو نعرف
عن قضايانا أكثر وأكثر... ترى هل يعرف بعض العرب عن قضايانا هل يعرفونك يا
هناء ؟؟
نظرت حولي وكنت قد انغمست بينهم لأعرف
ما تقوله لأطفال هل يفهمون ما تقوله فوجدت أنه ليس الطفل الوحيد الذي أعجبه الحديث
بل تجمهر أطفال آخرون حولها وهي تتحدث شعرت حينها بالمفخرة التي ستشعرين بها يا
هناء، وبت متأكدة بذلك.
جاءت إحدى المتطوعات مع الأطفال وطلبت
منهم الانضمام لأصدقائهم بالخارج فعدت وخرجت معهم فكانت تعطيهم حلقة تعريفية بكِ
يا هناء وكانت تسألهم هل تعرفون الاعتقال الإداري ، نعم إنهم يعرفونه يا قادتنا ،
الأطفال يقولون : " محبوسة من غير تهمة ، بدون حكم ، 6 شهور قابلة للتجديد
". إجابات جعلتني أتلعثم وأقف مصدومة هؤلاء أطفال كيف يعرفون ذلك ، إنه
الاحتلال جعلهم أكبر سنا بهذه الأمور من غيرهم نعم يعرفون يا قادة إنهم يعرفون كل شيء.
تعود ملامح الطفولة الممزوجة بالروح
التضامنية يغنون وينشدون يهتفون لا للركوع ولا للجوع رغم أن الشعار هو نعم
للجوع لا للركوع ولكن حتى هم يرفضون التنازل هتافات : "لهناء تحية من أطفال
الحرية ومن غزة الأبية.
" بدنا نطير طيارات ورقية
عشان تشوفهم هناء يا آنطي " ببراءة قالتها طفلة تلبس الثوب
الفلسطيني"، هل ترين هذه الطائرات الورقية يا هناء هي غزاوية بامتياز صدقيني".
0 التعليقات:
إرسال تعليق