كنت متوجهة أمس لعمل صحفي ولكنني لم أوفق كثيرا في تمام الساعة
السادسة والنصف مساءا كنت عائدة لمنزلي رأيت فتاة صغيرة تحمل البوظة المثلجة جدا
وبنكهة الليمون تذكرت نفسي حينما كنت صغيرة وكانت والدتي دائما ما تمنعني من تناول
المثلجات القاسية من ذات النوع التي تحمله الفتاة ضحكت وقلت سأتناول
واحدة ولن يمنعني أحد من أكلها فأنا أسير لوحدي في الطريق
توقفت دقائق وقلت دائما أحب أن أكافئ نفسي حينما أقوم بعمل صائب أو
أوقف بمقابلة هنا أو هناك ولكني الآن لم أوفق لما أشتري واحدة لا تستحث مجهوداتي
المكافأة
ولكني آثرت تناولها رغم جدال نفسي مع نفسي هل أنا أستحق
المكافأة أم لا
والسبب أنني أحببت تلك العادة وهي أن أشتري البوظة دون علم والدتي ثم
تفاجئ أنني اشتريتها وقد تضربني أو لا وهي بالتأكيد تفعل ذلك خوفا عليي
ما يهم هنا هو أنني اشتريتها وفي منتصف الطريق وجدت مخبزا فتذكرت أن
والدتي تحتاج الخبز بدأت أتذمر كيف لي أن آكل بوظتي في المخبز فستذوب من حرارة
الانتظار جمدت قلبي قليلا وشهيتي وتوجهت للمخبز ويدي لا تفارق بوظتي التي خبأتها
في حقيبتي
وقفت في طابور الخبز وما أزعجني هو أن رجلا لم يحترم الطابور
وتقدم عني شعرت برغبة في ضربه لوما شيبه وما ان وصلت لبائع الخبز ضحك وقال لي
تقفين كل هذا الطابور لشراء الخبز لما لم تمري عنهم قلت له : أحترم الآخرين
والطابور ضحك وقال لي .. ألله يسهل عليكي
خرجت مسرعة ونسيت ذاك الرجل الغير مهذب وبدأت بالضحك والنظر لبوظتي
وفتحتها بشراهة وبدأت أقضم قضمة تلو الأخرى كأني أنتقم منها ومن أعوام مرت
دونما آكلها وبدأت أحدث نفسي هل أستقل سيارة الآن أم أنتظر حالما أنتهي من
الاستلذاذ بهذه الصفراء الشهية لم أكن أكمل حبل أفكاري فكانت كل قضمة تعيدني لصغري
وللعب في شوارع المخيمات للركض خلف الأطفال وافتعال المشاكل للبحث عن أقصر الطرق
ذهابا للبيت دونما أن تراني أمي للاستيقاظ باكرا دون إرادة للذهاب للمدرسة
والسعادة حينما آخذ مصروفي كتشجيع للذهاب
كانت كل تلك الأفكار تراودني وما أن وصلت لإحداها حتى صدمت فقد انتهت
بوظتي فاستقليت سيارة وعدت لمنزلي على عجل لإني كنت حينها قد تأخرت كثيرا
...
0 التعليقات:
إرسال تعليق