الاثنين، مارس 19، 2012

بوظتي الصفراء


كنت متوجهة أمس لعمل صحفي ولكنني لم أوفق كثيرا في تمام الساعة السادسة والنصف مساءا كنت عائدة لمنزلي رأيت فتاة صغيرة تحمل البوظة المثلجة جدا وبنكهة الليمون تذكرت نفسي حينما كنت صغيرة وكانت والدتي دائما ما تمنعني من تناول المثلجات القاسية  من ذات النوع التي تحمله الفتاة ضحكت وقلت  سأتناول واحدة ولن يمنعني أحد من أكلها فأنا أسير لوحدي في الطريق
توقفت دقائق وقلت دائما أحب أن أكافئ نفسي حينما أقوم بعمل صائب أو أوقف بمقابلة هنا أو هناك ولكني الآن لم أوفق لما أشتري واحدة لا تستحث مجهوداتي المكافأة
ولكني آثرت تناولها رغم  جدال نفسي مع نفسي هل أنا أستحق المكافأة أم لا
والسبب أنني أحببت تلك العادة وهي أن أشتري البوظة دون علم والدتي ثم تفاجئ أنني اشتريتها وقد تضربني أو لا وهي بالتأكيد تفعل ذلك خوفا عليي
ما يهم هنا هو أنني اشتريتها وفي منتصف الطريق وجدت مخبزا فتذكرت أن والدتي تحتاج الخبز بدأت أتذمر كيف لي أن آكل بوظتي في المخبز فستذوب من حرارة الانتظار جمدت قلبي قليلا وشهيتي وتوجهت للمخبز ويدي لا تفارق بوظتي التي خبأتها في حقيبتي
وقفت في طابور الخبز  وما أزعجني هو أن رجلا لم يحترم الطابور وتقدم عني شعرت برغبة في ضربه لوما شيبه وما ان وصلت لبائع الخبز ضحك وقال لي تقفين كل هذا الطابور لشراء الخبز لما لم تمري عنهم قلت له : أحترم الآخرين والطابور ضحك وقال لي .. ألله يسهل عليكي
خرجت مسرعة ونسيت ذاك الرجل الغير مهذب وبدأت بالضحك والنظر لبوظتي  وفتحتها بشراهة وبدأت أقضم قضمة تلو الأخرى كأني أنتقم منها ومن أعوام مرت دونما آكلها وبدأت أحدث نفسي هل أستقل سيارة الآن أم أنتظر حالما أنتهي من الاستلذاذ بهذه الصفراء الشهية لم أكن أكمل حبل أفكاري فكانت كل قضمة تعيدني لصغري وللعب في شوارع المخيمات للركض خلف الأطفال وافتعال المشاكل للبحث عن أقصر الطرق ذهابا للبيت دونما أن تراني أمي  للاستيقاظ باكرا دون إرادة للذهاب للمدرسة والسعادة حينما آخذ مصروفي كتشجيع للذهاب
كانت كل تلك الأفكار تراودني وما أن وصلت لإحداها حتى صدمت فقد انتهت بوظتي فاستقليت سيارة وعدت لمنزلي على عجل  لإني كنت حينها قد تأخرت كثيرا ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sponsor