الأربعاء، سبتمبر 25، 2013

"إبرة قاتلة" بالخطأ تجعل عائلة" عارف أبو حصيرة " يتيمة

غزة _ هبة الإفرنجي :


عارف محمد أبو حصيرة، 43 عاما ، ليس اسما مشهورا أوشخصية يعرفها الجميع بل هو أب لتسعة أطفال تسببت حقنة خاطئة بخطف حياته من أحضان عائلته، ولا يتسنى لهم إلا رؤية صورته معلقة على أحد حوائط المنزل.


رحمه الله هي الكلمة التي تقترن باسمه بعد أن توفي نتيجة "حقنه بإبرة قاتلة " ، فلم يعد يراه أحد يقف على ميناء غزة يصطاد سمكا كعادته.


تفاصيل
محض الصدفة هي من جمعتني وعائلة المتوفى جعلها تسلط الضوء فلربما لمسوا من ينصت لشكواهم من جديد، التقيت  علاء محمد أبو حصيرة 35 عام الابن الوحيد لمحمد أبو حصيرة بعد وفاة شقيقه، فكانت الحرقة والألم يسبق حديثه إلى أن جعلناه يسرد تفاصيل قصة عارف رحمه الله
فيقول : "عارف يعايني من ضيق في النفس ومياه على الرئتين أخذناه لمستشفى الشفاء وقاموا بسحب المياه وبعد تصويره صورة  تلفزيونية  CT تبين أن يعاني من ورم سرطاني ".
علاء يكمل ونظره لا يفارق الأرض خافيا دمعة شوق تكاد تجرح صوته الجهوري: "أدخلنا عارف قسم الباطنة في الشفاء وقمنا بمتابعته في مستشفى المطلع بالقدس داخل الخط الأخضر لأخذ علاج مكثف".
بتاريخ 9  /7 / 2013 أمر الطبيب المعالج بمستشفى الشفاء بضرورة إعطاء المريض عارف جرعة دواء وقائية فرفض المريض وأهله ولكن الأطباء أصروا على العلاج الوقائي  وهو عبارة عن 3 حقن ومن ثم لا يحتاج المريض للعلاج بالخارج.
في تمام الساعة 11:00 صباحا بذات التاريخ  قام طبيب التخدير (ه .ز) بإعطاء عارف 3 حقن في النخاع الشوكي.
الطبيب( م – أ ) و والممرضة (ع _ج ) بالإضافة للطبيب المذكور أعلاه  كان من المفترض أن يشرفوا على إعطاء الحقن للمريض إلا أن الطبيب (م _أ ) المشرف خرج وعاد بعد إعطاء العلاج _حسب أقوال عائلة المتوفى_.
"بدأت حالة أخي تسوء ، توتر كل من أسئله ، تنصل من الإجابة لدى البعض "، جعل من علاء يشك وبعد عدة أيام  حصل على أخبار تبين أن مشكلة ما حدثت مع أخيه بعد إعطاءه الحقن" .
الغريق يعلق بقشة
بدأ عارف يشعر بتوعك وحالته تسوء بشكل كبير .
"تسع أيام ومازال عارف في المستشفى فطلب علاء من إدارة المستشفى تحويله للداخل وتم له ذلك فعاد للمنزل قبل تحويله بيومين "، ويعود ليضيف: "علمنا أن هناك خطأ طبي ومشكلة صارت مع أخي عن طريق مصادر موثوقة، فطلبنا تحويله لإسرائيل.
يعود معقبا : "عملوا له في اسرائيل مسح ذري وأثبت المسح أن حالة الشلل وعدم السمع والبصر كله بسبب "الإبرة القاتلة" التي تؤدي للوفاة بعد أيام من أخذها".
تدخل أبو عارف ليناشد بالوقوف لجانب قضية ابنه ، داعيا منظمة الصحة العالمية ومؤسسات حقوق الإنسان ووزير الصحة وكل من يختص بأمور الأخطاء الطبية وكل من له علاقة بالمؤسسات الإنسانية بمساعدتهم معقبا : " ليساعدنا في أخذ حقنا ".
وكان قد قدم الشكوى للنائب العام وشكوى للوزير وشكاوى لمراكز حقوقية كان من ضمنها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والهيئة المستقلة والميزان والضمير.
لم يصل الرد للعائلة حتى هذه اللحظة ، مؤكدين أنه لم يتم طلبهم لأي تحقيق فيما يخص قضيتهم، ومازالو حتى اللحظة تنتظر بترقب ما سيحدث لعائلة مكونة من تسعة أنفس باتت دون معيل بعد وفاة عارف، وهم لا يريدون إلا الحق القانوني والعرف والعادة موكلين أمرهم إلى الله

عارف أبو حصيرة 43 عاما لم يكن يعرف أنه سينتهي عمره ولم يزوج كبيرته آية أو يحتضن آخر ماأنجب.

وكنت قد حصلت على نسخة من تقرير كتبته إدارة مستشفى الشفاء يثبت أن المريض تعرض للإصابة بإبرة خاطئة وتقرير من مستشفيات الداخل تبين أن حالة عارف ميؤوس منها نتيجة الإبرة الخاطئة ونسخة عن الشكوى الموجهة لوزارة الصحة.
الزوجة اليتيمة
ام محمد والتي تزوجت عارف منذ 13 عاما هي الأخرى لم تتمالك نفسها فأباحت لدموعها أن تغسل وجهها مرة أخرى ، والتي لربما لم تتوقف في كل ليلة عن تذكر رفيق دربها بدموع الشوق.
تقول ام محمد : "ترك فراغا كبيرا حسيت اني انا اليتيمة مع بناتي ، فقدت زوجي كثير بحياتي هذي الفترة ".
ستة فتيات وولد واحد هي كل ما تركه لها زوجها في هذه الدنيا وحبه للبحر الذي تتنسمه صباح كل يوم
ذكريات مبكية
"كان عارف يحب ياخذ أولاده على البحر، ينتظرو يوم الإجازة يوم الجمعة وليلتمو حوالين أبوهم".
وضعه المادي لم يكن جيدا إلا أنه وكما تقول ام محمد لم يكن يحرم فتياته من شيئ فكانت طلباتهم أوامر ، للحب نصيب فأحبوا كثيرا لتقول ام محمد : "كانوا يحبو ابوهم اكثر مني مقربين لابوهم اكثر مني بس اليوم فقدوه خلص". ولربما كان الحب لأنه لن يحضى به لأن أحدهم سيحرمه من ذلك يوما ما.
عارف لربما إحساسه كان صائبا فلم يكن يبدي استجابة في أخذه الحقنة فكان يتهرب منها ليومين إلا أن الأطباء أصروا على ضرورتها ولكن حدث مالا يحمد عقباه .
تتسائل أم محمد "تسعة ايام كان في مستشفى الشفاء بعد عودته للمنزل أثناء تغيير ملابسه وجدت جسمه مسلخ لم يكن هناك أي اهتمام بصحته".
هي لا تريد شيئا إلا أن يلاقي المخطئ عقابه فتقول : "مابدي ولاشي الا الدكتور الي عمل فيه هيك يلاقي جزاته متل ما عمل فييي ويتم بناتي وحرم زوجي هوا الدنيا، حسبي الله ونعم الوكيل".
غصة آية
آية  ابتسامتها لم تفارق عيناها التي أبت إلا أن تغرقا بدموع الشوق لوالدها فهي بكره والتي من صوتها ودموعها التي انهمرت كشلالات مع غصة حلق تكاد تخنق كل من في العمارة  تشعر بحجم المصيبة التي حلت على هذه العائلة.
صوتها زلزل كل من كان يجلس معي فلخصت كلماتها كل اسئلتي :" انا مشتاقة لبابا انا مش مسامحة الدكتور الي عمل هيك ، المفروض ياخذ جزاته ، انا ما بنام طول الليل عشانه ، احنا بنسهر عشان نشوفه بتهيألي بالليل انو رح يجيي ويجيبلنا حاجات ويقعد معي ونتحدث،  بيوم وليلة صار فيه هيك شي مش معقول".
آية والتي آثرت الحزن على وفاة والدتها على نجاحها في الثانوية العامة لا تزال على موعد بلقاء والدها ليلة ما ، ولا يزال أملها أنه لربما حينما عرف الأطباء خطأ اعطاءه الحقنة قد استطاعوا انقاذه ولكن في الحقيقة لم يكن ذلك يجدي نفعا فالحقنة قاتلة كما وصفها الأطباء في الداخل الفلسطيني ولا نجاة من بعد حقنها.
وزارة الصحة
حاولنا الحصول على كتاب من وزارة الصحة للحديث مع الأطباء المتسببين في الحادثة إلا أن الشؤون القانونية أخبرتنا بعدم إمكانية إجراء مقابلة مع الطبيب في الوقت الحالي إلا بعد انتهاء التحقيق بالحادثة.
المركز الحقوقية
تواصلنا مع مراكز حقوق الإنسان التي قُدمت لها الشكوى فبين مركز الميزان أن الرد لم يصل بعد مترقبين وصوله في الأسابيع القادمة، بردود متعارف عليها.

ولكن لسان حال آية وأخوتها هو ما يتردد صداه "لازم يأخذ الدكتور جزاته مثل ما انحرمنا من بابا ....

الثلاثاء، مايو 14، 2013

مواد تنظيف منزلية الصنع في غزة غير قانونية والجهات المسئولة غائبة


هبة الإفرنجي

لم يكن لدى أم محمد الخواجه علم بأن محاولتها التخفيف من الأعباء الاقتصادية باستخدامها مواد تنظيف محلية الصنع ستؤدي إلى اصابتها بأمراض جلدية ربما تبقى معها الى الأبد. أم محمد التي تسكن مخيم الشاطئ اعتادت شراء مواد تنظيف من الباعة المتجولين، وبتكرار استخدامها بدأت تظهر على يديها وبين أصابعها التهابات بيضاء. حين لجأت لطبيب، نصحها دائما، حسب قولها، بعدم استخدام المنظفات بكثرة، إلا انها لا تستطيع،  فهي ربة عائلة وبحاجة لأن تقوم بدورها  كغيرها من الأمهات، كما تقول.حاولنا عرض بعض من صور المريضة للدكتور مجدي نعيم أخصائي أمراض جلدية في مستشفى الشفاء بغزة والذي بدوره أكد أن السيدة مصابة بفطريات، وقد تكون تحسست من استخدام بعض المواد الكيميائية ولكن لا يمكن جزم ذلك إلا بعد  أخذ عينة من هذه الفطريات وزرعها لمعرفة ما الذي تعانيه بالضبط. في المقابل لم يجد أحمد بديلا عن صنع مواد التنظيف كوسيلة لكسب عيشه في وقت عم الغلاء قطاع غزة. ومع ذلك لم يكن مهتما كثيرا بأن يكون صاحب مصنع كبير فكل ما يملكه مخزن كبير جدا  يضع بداخله أكواما حسبتها في البداية نفايات. كل مواد التنظيف ملقاه على الأرض لا نظافة ولا ترتيب ولا اهتمام. يضع أربعة براميل أحدهم يحتوي مزيل الدهون والثاني الشامبو وهناك سائل الجلي، وكلها صناعته اليدوية.
أمام مصنعه تتناثر أكياس خيش قذرة مملوءة بزجاجات المشروبات الغازية الفارغة، وبالرغم من كل ذلك فهو يوزع للمحلات في الأسواق ويشتري منه جيرانه. 

 في قطاع غزة والذي يبلغ عدد سكانه مليون ونصف المليون تنتشر مصانع منزلية غير قانونية لتنتج مواد تنظيف وصابون و)شامبو( بعيداً عن المواصفات والمقاييس المصرح بها. إحصائيات وزارة الاقتصاد الوطني تؤكد حصول 24 مصنعا على تراخيص لصناعة هذه المواد، فيما تفتقر الوزارة لأرقام حول أعداد المعامل الغير مرخصة. استطلاع غير علمي أجري لصالح هذا التحقيق على عينة عشوائية من 75 فردا بين أن 65% من النساء المستطلعة آراءهن يعتمدن على مواد التنظيف المصنعة منزليا. يحدث ذلك في ظل عجز الوزارة وباقي الجهات الرقابية عن لجم الظاهرة، نتيجة ضعف القدرات الفنية لفرق التفتيش.


"مصنع" أحمد المنزلي


 أحمد يصنع منذ سبع سنوات، الشامبو ومزيل الدهون وسائل للجلي والمسح. ويقوم بتعبئة مادة الكلوريكس "المعروفة بالكلور"، ومياه النار بعد أن يخفف تركيزهما. يعمل كما والده في سابق عهده فقد حفظ والده كيفية صناعة مواد التنظيف ونقل خبراته لابنه فأتقنها وبدأ العمل بها بطريقته الخاصة في مصنع صغير لا تستطيع تمييزه لعدم وجود أي لافتة تدل عليه. يعبئ أحمد أغلب مواده في زجاجات غير متشابهة، ويستعين بما يفيض عن حاجة شركات تعبئة المشروبات الغازية ليضع سائل الجلي بداخلها. لأحمد أيضا منتج خاص يقوم بترويجه فيشتري عبوات بلاستيكية ويضع لها بطاقة بيان تحمل مواصفات ونوع منتجه  واسمه الذي ميزناه بحرف "ر" حصلت على عبوة منه لإجراء فحص مخبري.العينات غير متطابقةتم إجراء فحص لعينة من شامبو (مصنع أحمد) وقد سقطت في اختبارين، درجة الحموضة و كان معدلها 4.97  والطبيعي أن تكون بمعدل 5.5 إلى 8.5،  بينما نسبة كلوريد الصوديوم أو ما يعرف بملح الطعام كانت 5% و من المفترض أن يكون أقصى حد لها 2 %. ونجحت في اختبار واحد فقط وهو اختبار المادة الفعالة.بعد عرض نتيجة فحص عينة الشامبو على الأستاذ محمد عسقلاني رئيس قسم البحث العلمي وخدمة المجتمع في كلية العلوم والتكنولوجيا بخانيونس بين أن درجة الحموضة في عينة الشامبو منخفضة جدا.ويوضح "يجب ألا يقل معدل درجة الحموضة عن 5.5 وهنا تمثلت ب 4.7 وهو أمر له تأثير سلبي على الشعر كما أنه سيكون بيئة نشطة لنمو البكتيريا وسيكون عرضة للتلوث البكتيري"، وفيما يتعلق بكلوريد الصوديوم فيقول "الملح أو ما يعرف بكلوريد الصوديوم مرتفع جدا في الشامبو  فبالإضافة إلى أن مياه غزة مالحة سيعمل الملح الزائد بالعينة على تلف الشعر وتكرار استخدامه سيؤثر على نظارة وطبيعة ونمو الشعر".


أخرى لم تطابق


كمال من محافظة أخرى في القطاع يبيع مواد تنظيف منذ عام 1993. هذا الشاب الحائز على دبلوم مختبرات طبية وبكالوريوس خدمة اجتماعية يخلط معايير معينة - في موقع قريب من نقطة البيع- وهي خبرة أخذها عن أخيه الذي يملك محالا مخصصة لتصنيع مواد التنظيف. يقول كمال "نرفع نسبة التركيز حتى تناسب مياه البحر فمياه البحر مالحة (عسيرة) لو ما عملنا تركيز عالي لن نستطيع الحصول على الرغوة".أخذت عدة صور للمصنع وعينة من سائل الجلي وتوجهت لمركز الفحص في جامعة الأزهر، وكانت النتيجة أن سائل الجلي لم يتوافق مع المواصفات والمقاييس التي تعتمدها وزارة الاقتصاد.


الكيميائي عبد الباسط أبو كويك أشار إلى أن عينة سائل الجلي سقطت لأكثر من سبب. تركيز المادة الفعالة بنسبة 12% وهي أقل من المسموح به والهدف يكون غالبا هو الغش التجاري، وفيما يتعلق بدرجة الحموضة فقد بين أنها لا بد أن يكون معدلها قريب من (6-8) وإن كانت أقل _كما في العينة _ فستؤدي إلى نوع من الجفاف على الجلد.وفيما يتعلق بملح الطعام فقد بين أن معظم المصنعين يضعون ملح الطعام بهدف تجميد الصابون السائل "المستهلك يهتم بالمنظف الذي فيه نوع من الجمود فيضطر المصنع لغشه وتزويده بالملح ليجاري السوق فأكثر من 2% غير مسموح ممكن أن يؤدي إلى جفاف في الجلد".
 


 60 % من ربات البيوت تستخدمن مواد التنظيف المصنعة منزلياً


في استطلاع أجريناه لهذا التحقيق في يناير 2012 لعينة عشوائية من 75 فردا تبين أن  25 % من العائلات  في غزة تستخدم مواد تنظيف يصل سعرها إلى 3 شواقل (اقل من دولار) بينما 75 % تستخدم مواد تنظيف ما بين 3 إلى 10 شواقل. وأن 60 % من ربات المنازل يستخدمن مواد تنظيف مصنعة محليا و45 % منهن يستهلكن عبوات مواد التنظيف كل أسبوعين إلى شهر ونصف، بينما 39 % يستخدمن عبوة واحدة أسبوعيا.واظهر الاستطلاع ان اكثر مواد التنظيف استخداما كان لسائل ومعجون الجلي 61 % بينما حصل شراء الشامبو على نسبة 23% . وفيما يخص إصابة ربات المنازل بأمراض جلدية تنوعت  بين حساسية مستمرة وحكة نتيجة استخدام مواد التنظيف  أجابت 33% منهن بنعم، بينما 67% منهن بلا.

 جدول يوضح أسعار بعض مواد التنظيف التي يتم تصنيعها في مصانع مرخصة وأخرى منزلية

مادة التنظيف
سعرها في المصانع المرخصة
سعر المصنعة منزليًّا
معجون وسائل جلي
ما بين 3.5 شيقل إلى 13 شيقلا
لا يزيد على 3 شواقل
منظف حمامات
من 7 إلى 8 شواقل
لا يزيد على 5 شواقل
شامبو (لتر)
ما بين 10 إلى 13 شيقلا
6 شواقل

 

وكانت قد ﺒﻠﻐت ﻨﺴﺒﺔ اﻟﻔﻘر في قطاع غزة ﺒﻴن اﻷﻓراد ﺨﻼﻝ اﻟﻌﺎم 2011 وﻓﻘﺎ ﻷﻨﻤﺎط الإﺴﺘﻬﻼك اﻟﺸﻬري 38.8%، ﻓﻲ ﺤﻴن أن 67.1% ﻤن اﻷﻓراد يقل دﺨﻠﻬم اﻟﺸﻬري ﻋن ﺨط اﻟﻔﻘر اﻟوطﻨﻲ، أﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻟدﺨﻝ، ﻓﻘد ﺘﺒﻴن أن 55.9% ﻤن اﻷﻓراد ﻴﻘﻝ دﺨﻠﻬم اﻟﺸﻬري ﻋن ﺨط اﻟﻔﻘر اﻟﺸدﻴد وذلك وفقا لمﺳﺢ ﺍﻧﻔﺎﻕ ﻭﺍﺳﺗﻬﻼﻙ ﺍﻷﺳﺭﺓ الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2011.



ويبين أيضا أن ﺨط اﻟﻔﻘر لأﺴرة (ﻤﻛوﻨﺔ ﻤن ﺨﻤﺴﺔ أﻓراد) ﺨﻼﻝ العام ذاته بلغ 2,293 شيقلا (ﺤواﻟﻲ637 دوﻻر أﻤرﻴﻛﻲ)، أما عن التضخم في الأسعار فقد أظهر النشرة السنوية للأسعار والأرقام القياسية الصادرة عن الجهاز ذاته ارتفاعا في أسعار المستهلك بنسبة  57.0% في غزة.



أكزيما بالتلامس

يؤكد الدكتور حسن طموس أن المواد الكيميائية بشكل عام تسبب أكزيما أو حساسية يتأثر بها أشخاص معينون وليست عامة. ويشدد على ضرورة وجود خبرة في التعامل مع المواد الكيميائية.
ويبين طموس أن الإصابة بمرض "أكزيما بالتلامس" يحدث "عند استخدام المواد الكيميائية، ومواد التنظيف أحدها وليست المسبب الرئيسي"، معتبرا أن "التحسس من مواد التنظيف يختلف من منطقة لأخرى". وينوه إلى أن "الكلور الذي يعطي شعورا ساخنا عند اللمس يكون به صودا كاوية وهو يسبب أكزيما بالتلامس ويعمل على ذوبان وتلف الملابس والغسالات وتلف وتآكل الغسالة نفسها .




 
 

اتحاد الصناعات: منتسبوه قانونيين

ألاء مصلح المديرة التنفيذية لاتحاد الصناعات الكيميائية، توضح أن "ما يقارب 30 منشأة بين مصنع وشركة وموردي مواد خام خاصة بمواد 
التنظيف منتسبين للإتحاد ويُشغِلون ما يقارب 150 عاملاً"، ولا ينضم للإتحاد إلا من يملك أوراقا قانونية سليمة.

المواصفات والمقاييس بغزة للطوارئ

راجي مسلم مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية بغزة يبين أن تحديث المواصفات يكون كل خمس سنوات والتجديد حسب الحاجة. ويوضح أن المؤسسة حاولت ألا تكون جزءا من الانقسام "الوضع بغزة صعب لم تُغلق المؤسسة خلال السنوات الخمس ولكن العمل ليس مُرض والمؤسسة موجودة للطوارئ".
ويؤكد أن المؤسسة ليست جهة رقابية، موضحا أنه التعديل على أي مواصفة ليس شرطا أن يكون بشكل دوري وإنما حسب الحاجة لذلك  وحسب التعديلات الدولية.

دائرة المستهلك : كادر المنتجات الكيماوية في الوزارة ضعيف

المهندس نافذ الكحلوت رئيس قسم المواد الكيميائية في دائرة حماية المستهلك ورئيس قسم الخدمات والأسعار بوزارة الاقتصاد يؤكد "أن أي منتج تجده الدائرة في السوق يخضع لفحص مخبري إن كان مطابقاً للمواصفات الفلسطينية الخاصة بالصنف وبالتركيب وبطاقة البيان يكون صالحاً للاستخدام وإن لم يكن مطابقا نوضح الخلل للمنتجين لتعديله". منبها إلى أن الدائرة ترسل عينات للفحص بعدد ما يرد من المفتشين وهي ليست مرتبطة بعدد معين.
ويتابع الكحلوت "المصانع الداخلية لابد أن تكون متابعة ولكن حسب ما يردنا من عينات هي بحاجة لجهد فهناك أصناف كثيرة موجودة وغير متابعة كما هو مطلوب.
ويلفت الكحلوت إلى خطورة المواد الكيميائية وضرورة عدم تواجدها في المنازل بتركيز عالٍ لأنها مضرة بالأغشية المخاطية والأيدي والعيون والجلد. ويشير إلى ان مادة "الكلور" تصدر أبخرة غير منظورة بالعين ولها تأثير سلبي للغشاء المخاطي وأنسجة العين من مستخدمين ومصنعين، فهي "تهتك الغشاء المخاطي وقد تدخل أشياء غير مرغوبة للرئتين والبلعوم والمعدة وقد تترسب وتصل للكبد".
 

شامبو أم أيمن

ورغم معرفة تلك الدوائر المتخصصة بضرورة عدم تواجد هذه المواد في المنازل، تشتري أم أيمن التي تسكن بشمال القطاع، المواد الخام من إحدى الدكاكين المنتشرة في السوق وتقوم بصناعة الشامبو بطرق بدائية "نملأ جردلاً ونصفا من جرادل الدهان الفارغة بالماء ونضيف 3 كيلو من مادة "الايتا" و2 كيلو ملح ونضيف الماء الساخن ونضع الخليط في حوض استحمام صغير ونتركه ربع ساعة ثم أذوبها بيدي وأضيف معطراً ومادة ملونة ثم أقوم بتعبئته في عبوات صغيرة"، حسبما تشرح.  
أم أيمن تصنّع الشامبو للاستهلاك الشخصي لا للبيع، وتقول إنها لا تشكو من أي آثار نتيجة عملها، ولكنها تقر بجفاف يديها.

عجز وإهمال وأضرار صحية

ويجيب المهندس نافذ الكحلوت عن سؤالنا بخصوص الإجراءات القانونية للمؤسسات الحكومية المختصة لمواجهة هذه المصانع "هناك عجز في المتابعة وقصور نتيجة عجز في الكادر الفني في مناطق غزة من مفتشين لحماية المستهلك"، مضيفا "معظم مفتشي حماية المستهلك يتخصصون بالصناعات الغذائية لأن الأعراض المرضية تظهر بسرعة ولكن المنتجات الكيميائية ضررها يظهر بعد فترة طويلة من الاستخدام. ويتابع: "الإدارة لا تلاحظ أهمية هذا الجانب والمفترض أن يكون هناك كادر موظف في الدائرة مختص بهذه الأمور، هناك عدم اكتراث من المسئولين ولا مبالاة".

التنمية الصناعية تدافع: المصانع غير المرخصة متابعة

عبد الفتاح أبو موسى مدير عام الإدارة العامة للصناعة في وزارة الاقتصاد بغزة يوضح أن هناك  فريق متخصص يقوم بالرقابة والتفتيش والإرشاد ومتابعة جودة المنتجات على حسب المواصفة الفلسطينية.
ويرفض أبو موسى الربط بين جودة المنتج والحصول على ترخيص "يمكن ان يتحسن المنتج من خلال الرقابة"، وحول ما تقوم به بعض المصانع بتعبئة المواد في زجاجات "كوكا كولا" مثلا بين أنه أمر مخالف للمواصفة الفلسطينية

دائرة الترخيص: لا رقابة ولا قانون خاص



لكن المهندس هاني العصار مدير دائرة الترخيص الصناعي بوزارة الاقتصاد له رأي مخالف وهو أن الدائرة "تهتم بتطبيق المواصفات الفلسطينية بقدر الإمكان وإلزام المصانع بالشروط والمواصفات الفنية الخاصة كل حسب القطاع المخصص، وبينما غير المرخصة فيوضح العصار أنه لا رقابة عليها.

إلا أن الدائرة تواجه مشكلة في التراخيص والإدارة العامة للصناعة "عملنا يسير ولا قانون خاص للصناعة يحدد ما له وما عليه صاحب المصنع، لا يوجد قانون ونعمل وفق  قرار خاص لمجلس الوزراء قرار رقم 10 لسنة 1999 الخاص بإجراءات الترخيص، القانون يبقى أقوى من القرار، هو واضح ولكن يحتاج إلى متابعة والمتابعة صعبة إن لم يكن هناك قانون".

مسح صناعي قبل 12 عام


ويكشف العصار عن وجود 24 مصنعا مخصصا لمواد التنظيف في القطاع وهي حاصلة على تراخيص الوزارة، مؤكدا أنه لا إحصاء للمصانع غير القانونية والسبب "عدد الموظفين غير كاف لأن عملية الإحصاء تحتاج لمسح صناعي الأمر الذي يحتاج  لدعم لوجستي كنماذج المسح  الصناعي  ووسائل اتصال ونقل، وتدريب طواقم للعمل ما يقارب 50 موظف خاص بالمسح الصناعي"، منوها لوجود سبعة موظفين فقط في الوقت الحالي يقومون بعملية التفتيش.المهندس هاني مطر مدير دائرة التنمية الصناعية في الوزارة، يؤكد أن الترخيص يجدد سنويا، وأن هناك 140 مصنعا جرى ترخيصها عام 2011 من بينها 10 لمواد التنظيف.

قرار مجلس الوزراء رقم 10 لسنة 1999 بشأن إجراءات ترخيص المصانع والمنشآت الصناعية ذكر في المادة 2 أنه لا يجوز دون الحصول على ترخيص من الوزيرة إقامة أي صناعة في فلسطين  وتجديد أو توسيع أيه صناعات قائمة.
المادة 3 فقرة "أ" كل من يقيم أية صناعة أو يقوم بتوسيع صناعة قائمة أن يتقدم بطلب الترخيص إلى الوزارة ....، و المادة 7 الفقرة أ يجوز للوزير إيقاف أية صناعة أسست كليا أو جزئيا أو جددت أو وسعت دون الحصول على موافقة الوزارة


الحكومة تغض الطرف ... ولا قضايا


وتقع على الحكومة في غزّة وأجهزتها التنفيذية ودائرة حماية المستهلك فحص كل الصناعات، ومدى مطابقتها للمواصفات، وإغلاق المصانع المخالفة، إلا ان هذا لا يحدث مع مصانع مواد التنظيف المنزلية. الجهات التنفيذية تتذرع بعدم تقديم المواطنين بشكوى ضد هذه المصانع وتلقي باللائمة على المواطنين مدعية بأنهم لا يتعاونون.نائب رئيس المحكمة العليا ونائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء المستشار محمد الدريوي أكد أنه لم تصل المحكمة أي قضية حتى الآن، منبها إلى أن للوزارة إجراءات تتخذها ضد الشركات المخالفة فتقوم الشركات برفع قضايا طعن في قرار الوزارة ولكن حتى هذه اللحظة لم تصل أي قضية سواء من الوزارة أو من أصحاب المصانع.


رد الجهات التنفيذية


ويتحدث أبو موسى أنه تم ضبط مخالفات ويتم تحرير محاضر ضبط للمخالفين تُحَول للنيابة، والنيابة تحولها للمحاكم "تم تحرير محاضر ضبط للمخالفين، وعدد المخالفات التي تصل للنيابة في هذا الموضوع يفوق العشرات منذ بداية العام من جميع القطاع"ويشير إلى أن عدد المصانع المرخصة في غزة من 30% إلى 40% ،وفيما يتعلق بالمصانع الغير مرخصة والتي تعمل بشكل عشوائي يبين "المصانع الغير مرخصة نقوم باستدعائها للوزارة ونتفاهم مع أصحاب هذه المصانع ونبين لهم اشكالية عدم ترخيصهم في الوزارة ونضغط باتجاه تصويب اوضاعهم".وتبقى هذه المصانع تعمل وتوزع في قطاع غزة بشكل منظم أو غير منظم حتى نشر هذا التحقيق.


تم اعداد هذا التحقيق بدعم من شبكة صحافيون من اجل صحافة استقصائية (اريج) وباشراف الاستاذ وليد بطراوي.






الأحد، مايو 12، 2013

عمل مستديم لتثبيت هدف فلسطين في عقول شبابية


البيت الفلسطيني في السويد
عمل مستديم لتثبيت هدف فلسطين في عقول شبابية
هبة الإفرنجي - غزة
أطلقوا عليه البيت الفلسطيني ليكون بيتا يجمع فلسطينيين من شتى بقاع الأرض هدفهم هو فقط تذكر فلسطين  وهويتها.
"البيت الفلسطيني" بيت يعمل على تأطير الجالية الفلسطينية في مدينة جوتينبورج-السويدية ومحيطها بمختلف انتماءاتها وشرائحها ضمن أُطر ثقافية واجتماعية تعمل على مد الجسور بين أبناء الجالية الفلسطينية في السويد, وأبناء المجتمع السويدي ومؤسساته السياسية والثقافية و الاجتماعية.
هكذا وُصِف البيت الفلسطيني في السويد صفحته على الفيسبوك_التي تضم 267 مشترك_  ليقوم باستقطاب عدد لا بأس به من فلسطينييي  السويد ضمن هذه الصفحة.
مع نبض غزة



الأستاذ خالد السعدي عضو مجلس إدارة البيت الفلسطيني كان مع "نبض غزة" من خلال اتصال هاتفي عبر "السكايب" ليحدثنا عن أهم أعمال البيت الفلسطيني وسبب وجوده، والذي للمرة الأولى يشارك تجربة البيت الفلسطيني لغزة.
ويبين الهدف من تأسيسه "إن البوصلة الأساسية لعمل البيت الفلسطيني والهدف الأساسي هم الأطفال والشباب الفلسطينيين، نريدهم ألا ينسوا قضيتنا وألا يبتعدوا عن هويتنا الفلسطينية". كان هدفهم منذ البداية واضح فعدم انخراطهم بأي تنظيم سياسي سبب بقائهم حتى اليوم، اللغة العربية والعادات والتقاليد والحفاظ عليها يعتبر من أهم أهدافهم.  
ويبين السعدى أن اللغة العربية هي لغة البيت الفلسطيني ويقومون بتعليم رواده على القراءة والكتابة والتواصل المستمر.
للذكريات نصيب
لم يكتف البيت الفلسطيني بالحفاظ على العادات والتقاليد وتعليم اللغة وإنما امتد لإحياء المناسبات الوطنية، والذكريات المؤلمة حتى لا ينسى الفلسطينيون مآسيهم، فيضيف"بمسيرات حاشدة بالسويد وبشارع يمتد طوله حواللي 2 كيلو متر قمنا بإحياء ذكرى النكبة ونقوم بمناصرة قضايانا من خلال مسيرات أو أي فعالية تحتاج خروجنا وإعلاء صوتنا، لا تقتصر فعالياتنا بالشارع فأيضا للبيت نصيب وكل حسب مناسبته".
 لا تقتصر انشطة القائمين على رعاية البيت الفلسطيني بالسويد على  إحياء الذكريات، فكان لخريجي الجامعات والضيوف الوافدين حفلات خاصة بهم تُقام داخل مقر "البيت الفلسطيني"،احتفاء بهم بالإضافة للاحتفال بمناسبات مناصري القضية من عرب وسويديين.
تجميع إلكتروني
عبر صفحات الفيسبوك  والرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني يتواصل أعضاء البيت الفلسطيني ويجتمعون ، يقول السعدي"عُفدت تجمعات نسوية وأقمنا حفلات أعياد ومن أول عام لنا وصلنا لنسبة نجاح80% والسبب أن قراراتنا في الهيئة الإدارية هي جماعية".
ويبين السعدي أن الهدف الذي يسعى له البيت الفلسطيني في هذا الوقت هو نقل طريقة ونوعية العمل من الكبار لفئة الشباب" أسسنا هيئة إدارية لفئة الشباب من عمر 18 حتى 20 عام  ويقومون بعمل إداري مصغر وأي مناسبة ندعم الشباب بدون أي تعصب مع جمعيات سويدية نحقق هدفنا".
ويتوقع أن يقود شباب السويد مرحلة جيدة في أوروبا بعد زياراتهم بين الفترة والأخرى لفلسطين.
وفيما يتعلق بالحصول على رخصة تسمح بإحياء ذكرى ومناسبات تهم الفلسطينيين، أوضح السعدي أنه من السهل الحصول على رخصة متابعها" إذا كانت تتجاوز المسيرة عن مئة شخص يتابع حركاتنا البوليس لتنظيم السير لأن طريقنا يكون بذات خط سير القطار والسيارات لذلك يتابعنا البوليس لتأمين السير حتى لا نعرقل عملية السير".
حياة طبيعية
يعيش فلسطينيو السويد كأي سويدي مواطن فهو يتأقلم مع إمكانياته وعمله ودراسته، هكذا نوه السعدي للحياة في السويد لمن هم غير سويديين.
رغم انتقالهم للعيش في بلاد أوروبية إلا أنهم مصرين على إبقاء فلسطين في ذاكرتهم، فبتواصلهم الدائم وإحياء ذكرياتهم يستطيعون إبقائها.

الاثنين، أبريل 22، 2013

غزة تتخطى نسبة 95% في تطعيم الأطفال


تطور لافت في الاهتمام بصحتهم  
 غزة تتخطى نسبة 95% في تطعيم  الأطفال
غزة_ هبة الإفرنجي
أم جميل عجور، سيدة في مقتبل العمر صادفناها  في عيادة تطعيم الأطفال بغزة تنتظر بقلق خروج ابنتها من غرفة التطعيم  ومعها صغيرها ابن الأسبوع الواحد.
أظهرت لنا أم جميل اهتمامها الزائد بإعطاء حفيدها حقنته الأولى من خلال إلحاحها المتواصل على ابنتها بالإسراع لغرفة إعطاء اللقاحات أو ما  هو متعارف عليه  في قطاع غزة “التطعيمات” ،فهي وحسب ما أوضحته لنا تلتزم بزيارة عيادات اللقاحات من أول طفل رزقت به ولن تتوقف عن فعل ذلك حتى مع أحفادها. 4
أم جميل قالت لنا “لازم أطفالنا يأخدوا اللقاحات لأنها تحميهم من الامراض والجراثيم، بنتي من أول طفل وهي مستمرة على تطعيم اطفالها وأنا اشاركها في معظم زياراتها للطبيب”.
صراخ يعلو مع دخول كل ام  غرفة اللقاح ولكنه صراخ مسموح به فعلى الرغم من سهولة  هذه اللقاحات إلا  أن  بعضا منها يثير  لصراخ فبعضها يؤخذ عن طريق وخز  الإبر وفي ذلك تقول أم جميل: “بكون حزينة لما يصرخ طفل من تطعيم عن طريق الإبرة لكن بالي بيكون مرتاح لأنو ما رح يصيبهم مرض بتقصير مني “.
الطب الوقائي
الدكتور مجدي ضهير مدير دائرة الطب الوقائي في قطاع غزة أوضح أن الدائرة تقدم خدماتها للمواطنين بثلاثة   أفرع متمثلة بفرع مراقبة الامراض المعدية ومكافحة انتشارها من خلال قسم الوبائيات،  والثاني  متعلق باللقاحات التي تُعطَى للمواطن وخاصة الأطفال بينما  الثالث  مخصص للمراقبة على الاغذية والأطعمة  التي يتناولها الانسان من منشأها إلى أن تصل له في ظروف صحية مناسبة.5
ويشير الدكتور ضهير إلى أن جسم الإنسان قد زوده الله بجهاز مناعي كامل ومتكامل وظيفته حماية الجسم من الكائنات الحية الدقيقة التي قد تسبب له المرض من فيروسات، بكتيريا، طفيليات او عوامل اخرى مسببة للمرض، منوها “الجهاز المناعي من خلال تعرض الجسم للإصابة بهذه المكونات الدقيقة يقوم  بتكوين اجسام مضادة تمنع  التعرض لهذا المرض”.
حاول العلماء الاجتهاد  في  هذه الظاهرة واستخلاص مكون من المسبب للمرض وحقنه في جسم الانسان السليم وخاصة الطفل بحيث لا يُحدِث المرض وإنما يحفز  جهاز المناعة ويكون  الاجسام المضادة ضد هذا المرض  فتحميه من العدوى لو تعرض لمسبب المرض الحقيقي،. يضيف  الدكتور، “من هنا جاءت فكرة اللقاح الذي هو عبارة عن مسبب المرض بشكل أو بآخر  وحقنها في  جسم الطفل أو الإنسان بحيث يقوم جهاز المناعة لدى هذا الإنسان  بالتعرف على هذا المسبب كعامل ممرض لفيروس معين أو بكتيريا معينة وبالتالي يكون الأجسام المضادة اللازمة للوقاية من هذا الفيروس ويمنع العدوى به مستقبلا”.
98% معدل التلقيح
ويبين الدكتور ضهير أن برنامج التطعيمات هو من أنجح البرامج منذ قيام السلطة الفلسطينية حتى اليوم حيث يتراوح معدل تلقيح للأطفال بنسب تتجاوز 95 % حسب توصية منظمة الصحة العالمية، ويتابع”في الثمانية سنوات الأخيرة تجاوزنا هذه النسبة لتصل إلى ما يفوق 98% وبالتالي هناك تعاون من الأهالي معنا في إنجاح هذا البرنامج فهم يعون أهمية هذه اللقاحات ويلبون المواعيد”. 
أحد عشر لقاحا
وحول اللقاحات التي تعطى للأطفال أكد الدكتور أن عددها هو أحد عشر لقاحا وهي تعتبر سموم لمسبب المرض وبالتالي تحفز جهاز المناعة لدى الإنسان، وهي موضحة عبر الرسم التالي
 6
ان نسبة قليلة من المواطنين  يتخلفون عن اللقاح،   حسب ما يخبرنا الدكتور،  هم إما من الفئات المريضة التي تستدعي تأجيل اللقاح لفترات طويلة من أمراض وراثية وخلقية خطيرة تؤثر على الصحة  وخاصة التي تتمثل في ضعف أجهزة المناعة لدي الاطفال ما يمنع امكانية اعطائهم اللقاحات، والفئة المهمشة التي ليست على درجة من الوعي والثقافة  وهي  فئة محدودة جدا لا يمكن الوصول إليها  نتيجة تواجد افرادها  في أماكن غير مستقرة
ويشير الدكتور ضهير إلى أنه لم يحدث أن نفذت هذه التطعيمات (اللقاحات) بشكل يؤثر سلبا على مدار السنة ي، منوها إلى توافر مراكز لإعطاء اللقاحات  في جميع مناطق غزة وتقدر بحوالي أربعة وخمسين مركزا  تابعة للرعاية الأولية في وزارة الصحة، وعشرين مركزا  تابعا لوكالة الغوث.
أزمة الكهرباء والتلقيح
وعن تأثير أزمة الكهرباء على اللقاحات أوضح أن انقطاع الكهرباء مشكلة كبيرة ولكن برنامج الطب الوقائي حاول إيجاد حلول من خلال تجهيز حاضنات التطعيمات بأجهزة تبريد لها قدرة على حفظ التطعيمات حتى لو حدث انقطاع في التيار الكهربائي لساعات طويلة، مضيفا “تم توفير خمس ثلاجات تعمل بالطاقة الشمسة موزعة على محافظات غزة الخمسة لحفظ الرصيد الشهري الاستراتيجي اللازم لكل محافظة حتى لو انقطع التيار الكهربائي لفترات طويلة”.
ما بعد اللقاح
وشدد الدكتور على ضرورة توضيح أن اللقاحات تعطى لطفل سليم بهدف حمايته من المرض “لا نتعامل مع مريض نحن معنيين بالحفاظ على هذا الطفل سليما” وفيما يخص مضاعفات ما بعد اللقاح، بين أنها طبيعية جدا وضمن المسموح به عالميا وهي لفترة زمنية مؤقتة تختفي خلال 24 ساعة او 48 ساعة من اعطاء اللقاح.
ويبين أن اللقاحات تعطى لأمراض محددة لا يمكن الوقاية منها بطرق أخرى أفضل من التطعيم  مشيرا إلى أنه يمكن السيطرة على الأمراض ولكن لا يمكن القضاء عليها، “سيبقى اللقاح لفترات طويلة في المستقبل حتى يتم الحد من انتشار هذه الأمراض”.

نشر التقرير عبر صفحات موقع نبض غزة 
http://bit.ly/12BqU2V

Sponsor