الاثنين، أبريل 22، 2013

غزة تتخطى نسبة 95% في تطعيم الأطفال


تطور لافت في الاهتمام بصحتهم  
 غزة تتخطى نسبة 95% في تطعيم  الأطفال
غزة_ هبة الإفرنجي
أم جميل عجور، سيدة في مقتبل العمر صادفناها  في عيادة تطعيم الأطفال بغزة تنتظر بقلق خروج ابنتها من غرفة التطعيم  ومعها صغيرها ابن الأسبوع الواحد.
أظهرت لنا أم جميل اهتمامها الزائد بإعطاء حفيدها حقنته الأولى من خلال إلحاحها المتواصل على ابنتها بالإسراع لغرفة إعطاء اللقاحات أو ما  هو متعارف عليه  في قطاع غزة “التطعيمات” ،فهي وحسب ما أوضحته لنا تلتزم بزيارة عيادات اللقاحات من أول طفل رزقت به ولن تتوقف عن فعل ذلك حتى مع أحفادها. 4
أم جميل قالت لنا “لازم أطفالنا يأخدوا اللقاحات لأنها تحميهم من الامراض والجراثيم، بنتي من أول طفل وهي مستمرة على تطعيم اطفالها وأنا اشاركها في معظم زياراتها للطبيب”.
صراخ يعلو مع دخول كل ام  غرفة اللقاح ولكنه صراخ مسموح به فعلى الرغم من سهولة  هذه اللقاحات إلا  أن  بعضا منها يثير  لصراخ فبعضها يؤخذ عن طريق وخز  الإبر وفي ذلك تقول أم جميل: “بكون حزينة لما يصرخ طفل من تطعيم عن طريق الإبرة لكن بالي بيكون مرتاح لأنو ما رح يصيبهم مرض بتقصير مني “.
الطب الوقائي
الدكتور مجدي ضهير مدير دائرة الطب الوقائي في قطاع غزة أوضح أن الدائرة تقدم خدماتها للمواطنين بثلاثة   أفرع متمثلة بفرع مراقبة الامراض المعدية ومكافحة انتشارها من خلال قسم الوبائيات،  والثاني  متعلق باللقاحات التي تُعطَى للمواطن وخاصة الأطفال بينما  الثالث  مخصص للمراقبة على الاغذية والأطعمة  التي يتناولها الانسان من منشأها إلى أن تصل له في ظروف صحية مناسبة.5
ويشير الدكتور ضهير إلى أن جسم الإنسان قد زوده الله بجهاز مناعي كامل ومتكامل وظيفته حماية الجسم من الكائنات الحية الدقيقة التي قد تسبب له المرض من فيروسات، بكتيريا، طفيليات او عوامل اخرى مسببة للمرض، منوها “الجهاز المناعي من خلال تعرض الجسم للإصابة بهذه المكونات الدقيقة يقوم  بتكوين اجسام مضادة تمنع  التعرض لهذا المرض”.
حاول العلماء الاجتهاد  في  هذه الظاهرة واستخلاص مكون من المسبب للمرض وحقنه في جسم الانسان السليم وخاصة الطفل بحيث لا يُحدِث المرض وإنما يحفز  جهاز المناعة ويكون  الاجسام المضادة ضد هذا المرض  فتحميه من العدوى لو تعرض لمسبب المرض الحقيقي،. يضيف  الدكتور، “من هنا جاءت فكرة اللقاح الذي هو عبارة عن مسبب المرض بشكل أو بآخر  وحقنها في  جسم الطفل أو الإنسان بحيث يقوم جهاز المناعة لدى هذا الإنسان  بالتعرف على هذا المسبب كعامل ممرض لفيروس معين أو بكتيريا معينة وبالتالي يكون الأجسام المضادة اللازمة للوقاية من هذا الفيروس ويمنع العدوى به مستقبلا”.
98% معدل التلقيح
ويبين الدكتور ضهير أن برنامج التطعيمات هو من أنجح البرامج منذ قيام السلطة الفلسطينية حتى اليوم حيث يتراوح معدل تلقيح للأطفال بنسب تتجاوز 95 % حسب توصية منظمة الصحة العالمية، ويتابع”في الثمانية سنوات الأخيرة تجاوزنا هذه النسبة لتصل إلى ما يفوق 98% وبالتالي هناك تعاون من الأهالي معنا في إنجاح هذا البرنامج فهم يعون أهمية هذه اللقاحات ويلبون المواعيد”. 
أحد عشر لقاحا
وحول اللقاحات التي تعطى للأطفال أكد الدكتور أن عددها هو أحد عشر لقاحا وهي تعتبر سموم لمسبب المرض وبالتالي تحفز جهاز المناعة لدى الإنسان، وهي موضحة عبر الرسم التالي
 6
ان نسبة قليلة من المواطنين  يتخلفون عن اللقاح،   حسب ما يخبرنا الدكتور،  هم إما من الفئات المريضة التي تستدعي تأجيل اللقاح لفترات طويلة من أمراض وراثية وخلقية خطيرة تؤثر على الصحة  وخاصة التي تتمثل في ضعف أجهزة المناعة لدي الاطفال ما يمنع امكانية اعطائهم اللقاحات، والفئة المهمشة التي ليست على درجة من الوعي والثقافة  وهي  فئة محدودة جدا لا يمكن الوصول إليها  نتيجة تواجد افرادها  في أماكن غير مستقرة
ويشير الدكتور ضهير إلى أنه لم يحدث أن نفذت هذه التطعيمات (اللقاحات) بشكل يؤثر سلبا على مدار السنة ي، منوها إلى توافر مراكز لإعطاء اللقاحات  في جميع مناطق غزة وتقدر بحوالي أربعة وخمسين مركزا  تابعة للرعاية الأولية في وزارة الصحة، وعشرين مركزا  تابعا لوكالة الغوث.
أزمة الكهرباء والتلقيح
وعن تأثير أزمة الكهرباء على اللقاحات أوضح أن انقطاع الكهرباء مشكلة كبيرة ولكن برنامج الطب الوقائي حاول إيجاد حلول من خلال تجهيز حاضنات التطعيمات بأجهزة تبريد لها قدرة على حفظ التطعيمات حتى لو حدث انقطاع في التيار الكهربائي لساعات طويلة، مضيفا “تم توفير خمس ثلاجات تعمل بالطاقة الشمسة موزعة على محافظات غزة الخمسة لحفظ الرصيد الشهري الاستراتيجي اللازم لكل محافظة حتى لو انقطع التيار الكهربائي لفترات طويلة”.
ما بعد اللقاح
وشدد الدكتور على ضرورة توضيح أن اللقاحات تعطى لطفل سليم بهدف حمايته من المرض “لا نتعامل مع مريض نحن معنيين بالحفاظ على هذا الطفل سليما” وفيما يخص مضاعفات ما بعد اللقاح، بين أنها طبيعية جدا وضمن المسموح به عالميا وهي لفترة زمنية مؤقتة تختفي خلال 24 ساعة او 48 ساعة من اعطاء اللقاح.
ويبين أن اللقاحات تعطى لأمراض محددة لا يمكن الوقاية منها بطرق أخرى أفضل من التطعيم  مشيرا إلى أنه يمكن السيطرة على الأمراض ولكن لا يمكن القضاء عليها، “سيبقى اللقاح لفترات طويلة في المستقبل حتى يتم الحد من انتشار هذه الأمراض”.

نشر التقرير عبر صفحات موقع نبض غزة 
http://bit.ly/12BqU2V

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sponsor