الحرب على غزه
صواريخ إسرائيلية ترعب أطفال بولنديين
وتهدد أرواحهم
غزه-نوى "هبه الافرنجي"
"في غزة حينما يقال بأنها منطقة تحت خط النار
ففهذا صحيح فلا يستطيع أحد أن يهنأ بإجازة كاملة دون أن يجد ما ينغص عليه ذلك.
لم تكن تعرف الثلاثينية سوسن خليفة
أن انتظارها الطويل لتصل قطاع غزة سيتحول إلى خوف يجعلها تتمنى أن تغادره بسرعة بسبب
العدوان الإسرائيلي.

توقعاتها بقضاء إجازة صيفية مميزة لم
يكن وراد في الواقع فالعدوان على غزة أخذ حقها الإنساني وحق أطفالها باللعب والاستمتاع
بإجازة صيفية صغيرة.
خليفة تقول وعينيها لا تكاد تثبتان
فطائرات الاستطلاع لم تتوقف للحظة واحدة : "الحياة هنا ليس لها معنى لا حياة ولا
مستقبل ننام ونستيقظ على هدير الطائرات والدبابات والبوارج ونخشى النوم خوفا من ألا نستيقظ غدا
وكان قد أوضح الدكتور أشرف القدرة الناطق
باسم وزارة الصحة بغزة أن حصيلة العدوان الاسرائيلي المستمر حتى الثالث عشر من يوليو
166 شهيد و 1120 جريح والعدد قابل للزيادة في أي لحظة من بعد كتابة هذا التقرير.
طفليها ميرا ومحمود دائمو البكاء يريدان
اللعب ولكن لا حول لهم ولا قوة، فالقصف حرمهم حتى ذلك وفي داخل منازلهم ، وخليفة تتلقى
دائما الأسئلة كالصاعقة من طفليها لا تعرف أجابتهم، فميرا ذات الأربعة أعوام ونصف تسأل
أمها :" ليش فش أمان بدي أعيش بأمان وسلام وأريد أن أسافر".
خليفة لم تتواصل مع السفارة بين نارين
فهي لا تريد الخروج من غزة في الوقت الحالي وفي ذات الوقت لا تريد أن يتأذى أطفالها.
محمود يمسك بيديه جهازه الكمبيوتر المحمول
الذي أهداه إياه والده القاطن في بولندا حاليا ويكاد لا يتحدث أبدا، بينما ميرا الفتاة
تجلس إلى جانب والدتها تلعب بدميتها الصغيرة ومع كل صوت تنتفض لحضن والدتها، فتتذكر
الأخيرة ما فعلته ابنتها قبل أيام بغضب: "ليش تركتيني نايمة انا ومحمود بلكي قصفنا
الصاروخ خديني معاكي وين ما تروحي: "
حال ميرا أبكى قلب والدتها فهي سمحت
لها بالنوم وميرا لا تريده خوفا من صاروخ اسرائيلي.
وكان قد سمحت مصر بفتح معبر رفح بشكل
استثناء في السابع عشر من يوليو لجرحى العدوان ولحملة الجنسيات الأجنبية فقط، ولكن
خليفة لا تريد أن تغادر خوفا من المعبر فإن خرجت سيذهب أخوتها لإيصالها وتخاف أن يصيبهم مكروه ، فتكون هي سببا في ذلك ،
لا تقدر على المجازفة متعذرة بقولها :" قام الاحتلال بقصف ذوي الإعاقة فكيف سيتعامل
معي:"
ويذكر أنه وحسب تقرير لمركز الميزان
لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت في الثاني عشر من يوليو مبنى جمعية
مبرّة فلسطين للرعاية شمال غزة وتسبب ذلك استشهاد اثنين من ذوي الإعاقة المركبة.
رسالة تحملها خليفة وتنوي إيصالها لكل
من تلاقيه من العالم أجمع بشتى لغاته إن استطاعت الخروج من غزة سالمة: "لا تضعونا
بذات الخانة مع اسرائيل فهم يملكون أسلحة فتاكة بينما الفلسطينيين فسلاحهم بسيط جدا
ولا يكاد يقارن.
وأعربت خليفة عن حنقها وغضبها من الطريقة
التي يتعامل بها العرب مع سكان وأهل قطاع غزة مدللة: " لا تقتلوا القتيل أيها
العرب وتمشون بجنازته "، فبعض الدول العربية برأيها يقومون بجمع التبرعات للفلسطينيين
ولا يحركون قواهم العسكرية لنصر أهل غزة، وفي
ذات الموقف يغضون الطرف عما تفعله اسرائيل فيما علاقاتهم مع الأخيرة تكاد لا تنقطع
البتة".
وكانت قد بدأت اسرائيل عدوانها على
غزة بعد ان اكتشفت مكان جثث ثلاثة مستوطنين في الخليل وحملت مسؤولية مقتلهم لحركة حماس
في قطاع غزة، بدون أي أدلة وبدأت غاراتها على
غزة بدون أي أدلة.
حال سوسن خليفة كحال عدد كبير لم يحصى
حتى اللحظة من الرعايا الاجانب في قطاع غزة والذين مازال لديهم أمل بأن تهدأ الأمور
وتعود لطبيعتها ليستمتعوا بشهر العبادة وبإجازتهم مع ذويهم من جانب وبأعمالهم من جانب
آخر.