غزة – خاص نوى- هبة الإفرنجي
للسنة السابعة على التوالي يبقى كرسي
فارغًا على مائدة عائلة قداسة الرمضانية، وشوق يكبر لأن ينضم الأب وسام إليهم في الأجواء
الرمضانية التي تلتحم فيها العائلة.
تقول زوجته : "بفتقد زوجي في فطورنا
وسحورنا، بحتاجه كثير، كان يساعدني بكثير أشياء، ترك فراغ كبير، بتمنى تمر السنوات
بسرعة ويطلع بالسلامة ".
تشكو زوجة الأسير وسام قداسة والذي
حكم عليه السجان الإسرائيلي عشر سنوات، ليقبع في سجن نفحة منذ سبع سنوات، بعيدا عن
عائلته، مشقة الحياة دون زوجها الذي اعتاد أن يساندها في السراء والضراء.
تضيف، وهي تذرف دموعها: "بتحمل
غيابه طول السنة وبحاول إني أتأقلم ولكن برمضان بتذكره وكل سنة بيمر بصعوبة"
.
الأسير وسام قداسة أب لثلاثة أطفال
أصغرهم لا يعرف تفاصيل شكل والده فلم يره إلا مرة واحدة في حياته.
شعور رمضان هو شعور اللذة والاستمتاع
بالدعاء وجمع شمل العائلة لصلة الرحم وزيارة الأحبة ، هو فرصة لصفاء القلوب وشحن الهمم،
وفي هذا الشهر الفضيل لا تجد زوجة الأسير إلا أن تحاول بأن تكون الأم والأب في آن واحد
وهو ما اعتادت أن تفعله في كل مناسبة.
أسرة قداسه ونحو 5800 أسيرة وأسير حتى إبريل- نيسان الماضي، ككل عام مائدتهم
ناقصة ابنًا أو اثنين أو أب، يلتمسون في شهر رمضان الدعاء علّ الله يفرج كرب أبنائهم
الأسرى ويفك قيدهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
والدة الأسيرين فهمي وصلاح أسعد أبو صلاح من بيت حانون ، تذكر ابنيها
وهما صغارا كأنها تستحضرهم وهي تتحدث فتقول : " بتذكرهم وهما بيلعبو حواليّ صغار،
مر عمر كثير ، بدعي ليل نهار انه يجي رمضان وأولادي جنبي: "
لم تقتصر دعوات أم فهمي لابنيها بل
جملت جميع رفاقهم بالسجن داعية لهم أن يفرج الله أسرهم، مبينة : "رمضان كل سنة
بيمر أصعب من إلي قبله لأنه أولادنا بالسجن، ويارب يكون رمضان هذا غير: "
و اعتقل الأسيرين أبو صلاح برفقة والدهم
أسعد أبو صلاح وعمهم سعيد وابن عمهم غسان في الثامن عشر من مارس 2008 8بعد مداهمة لقوات الاحتلال لمنزلهم شمال قطاع
غزة،وحكم على الأسير فهمي ب(22 عامًا)، والأسير صلاح (15عاما).
ومثل كل مرة فلم تنسَ أم فهمي أن تطالب
المسئولين بأن يتحركوا لإخراج أبنائها من السجن الإسرائيلي.
عائلة الأسير رامي عنبر استقبلت شهر رمضان وفي قلبها
غصة وحرقة من وجع الفراق وتلهج قلوبهم بالدعاء أملين أن يستجيب الله لدعائهم في شهر
لا يرد فيه الدعاء.
تتحدث أم رامي عن شوقها لابنها وكان
لدموعها فيض يعبر عن أحاسيس أم حرمت النظر لفلذة كبدها فتصف حالها: "جزء مني ضايع
هو ابني ربنا يرجعلي إياه سالم".
لم تتوقف والدة الأسير رامي عنبر عن
الاعتصام بشكل أسبوعي في مقر الصليب الأحمر بقطاع غزة عل كاميرات الفيديو التي تلاحق
ذوي الأسرى تتنقل صورتها لابنها فيشفى شوقه قليلا.
رامي عنبر، حكم عليه بالسجن ل 18 سنة
أمضى 13 منها بعيدا عن والدته وزوجته وابنه.
رغم المسافات والحواجز إلا أن أم رامي
لم تنسى أن توجه رسالة لابنها علها تصله بأي وقت كان فتقول: "بقول لابني رمضان
كريم وعمري ما راح إنساك أنت قطعة من روحي وربنا يجمعنا فيك عن قريب".
حسرات ترافقها الأمنيات هي كل ما تملكه
أمهات وزوجات الأسري آملين أن يأتي اليوم الذي
تلتقي فيه القلوب ويفرج فيه عن أحبائهم في سجون الاحتلال، فهل سيطول مسلسل الانتظار
لرمضان آخر أم سيتحقق الحلم قريبا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق