الخميس، يونيو 25، 2015

حرية الرأي التعبير "هامش" وعلى ممارسي الانتهاكات التوقف واحترام حقوق الصحفيين

من هبة الإفرنجي_غزة:
لا يزال الصحفي الفلسطيني مستمرا في عمله وتأدية واجبه المهني رغم كل المصاعب التي يواجهها والتحديات
والضغوطات الداخلية والخارجية، فأن تكون صحفيا عليك أن تنقل الحقيقة كما هي رغم مرارتها.
عبد الله مقداد مراسل قناة معا الإخبارية، طالب بضرورة وجود قانون يحمي ويكفل حرية الصحافة والصحفيين، داعيا إلى محاكمة قوات وقادة الاحتلال الذين انتهكوا حق الصحفيين ومازالوا.
ونوه مقداد إلى عدم اغفال معاقبة من يقوم بانتهاك حق الصحفيين سواء كان أجهزة أمنية فلسطينية أو مسؤولين من المؤسسات الذين ينتهكون حقوق الصحفيين.
وأضاف: "لا يجوز الحديث عن عام 2015 وقد ودعنا عاما دمويا بحق الصحفيين الذي قتل واستشهد عدد منهم بالإضافة إلى انتهاكات خارجية وخارجية"، وتابع: " المطلوب مراجعة حقيقية لكافة الانتهاكات وتنفيذ العقوبات الرادعة بحق من يقوم بها حتى يتسنى للصحفي أن يقوم بعمله على أكمل وجه في نقل الصورة الحقيقية لمعاناة الشعب الفلسطيني".
الصحفي الفلسطيني لا يكفيه التعرض لخطر قوات الاحتلال الإسرائيلي بل عليه أن يواجه انتهاكات حقوقه من قبل جهات متنفذه سواء كانت بالضفة الغربية أو قطاع غزة
من جانبه؛ بين مصطفي ابراهيم الحقوقي في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، أن حرية الرأي والتعبير في تراجع وتدهور مستمر، مشيرا إلى أن العام الماضي شهد اعتداءا كبير على حرية الصحفيين، وعرقلة عملهم بشكل كبير جدا سواء من حيث الحصول على المعلومات أو المضايقات أو الرقابة الذاتية والغير مباشرة .
وأضاف: "خلال الفترة الماضية تم استدعاء واحتجاز عدد من الصحفيين بغزة، وهو أمر يعتبر انتهاك لحرية الرأي والتعبير"، متابعا: "هناك بعض الاعتداءات التي وقعت على الصحفيين واستدعائهم حتى في اليوم العالمي لحرية الصحافة إذ تم احتجازه من قبل الاجهزة الامنية بقطاع غزة، ومن ثم الافراج عنه".
وأكد ابراهيم أن ما يحدث من انتهاك لحرية الرأي والتعبير يدل على عدم احترام حقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير، مشددا على ضرورة وجود مساحة كافية لحرية الرأي والتعبير حسب القانون والمواثيق الدولية، معتبرا أن الحديث عن هامش لحرية التعبير هو تضييق بعينه وخناق على حرية الرأي والتعبير، وملاحقة سواء من الاجهزة التنفيذية أو المدنية وهو له انعكاس خطير على حرية الرأي والتعبير.
في جهة مقابلة؛ أكدت منسقة نادي الإعلاميات الفلسطينيات في قطاع غزة منى خضر، أن مستوى الحريات لم يصل للمستوى الذي يطمح له الصحفيين، منوهة إلى أن اليوم العالمي لم يشهد انتهاك للحريات بقطاع غزة فقط، بل وإغلاق لعدد من المؤسسات الاعلامية بشكل متزامن.
وأوضحت في حديث خاص ل" نوى" ، أن تكميم الأفواه لازال موجود بسبب الانقسام ، معربة عن أملها أن يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة بوضع مختلف، إلا أنه لازالت هناك قضايا لا يستطيع الصحفي التطرق لها ويتعرض للتهديد ان خاض فيها
وأشارت لوجود عدد كبير من الصحفيين والصحفيات لا يتمتعون بالحماية القانونية بسبب وضع نقابة الصحفيين الحالي الغير قوي، معربة عن أملها أن يكون هناك عمل حقيقي لحماية حقوق الصحفيين والصحفيات ومنع التجاوزات على تلك الحقوق و تفعيل دور النقابة في حماية الصحفيين
وفي ذات التوقيت؛ أصدرت نقابة الصحفيين بيانا أكدت فيه أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة والتي تستهدف الصحفيين والمؤسسات الصحفية تعد انتهاكا فاضحا للقانون الدولي الإنساني، ويجب على إثرها تفعيل الحماية الدولية ومحاسبة مرتكبيها كمجرمي حرب .
ودعا البيان الموجه للأمين العام للأمم المتحدة ، أخذ التدابير والإجراءات الملموسة لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة والتي تستهدف الصحفيين تحت بصر وسمع المجتمع الدولي، مطالبا الأمم المتحدة ومؤسساتها بتوفير حماية دولية وضمان حرية الحركة للصحفيين.
وكان قد استشهد في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة عام 201417 صحفيا وأصيب العشرات ودمرت 20 مؤسسة اعلامية بشكل مباشر، ومازال حتى اللحظة 14 صحفيا معتقلا في سجون الاحتلال.
ورغم كل ما مر به الصحفي الفلسطيني إلا أنه يقف صامدا في وجه جميع الجهات التي تسعى لحرف بوصلته، ليؤكد لهم أن جميع المصاعب لن تكون عقبة في طريق نقل الحقيقة كما هي.

السبت، يونيو 20، 2015

موائد رمضانية تشتاق للأسرى للغائبين

غزة – خاص نوى- هبة الإفرنجي


للسنة السابعة على التوالي يبقى كرسي فارغًا على مائدة عائلة قداسة الرمضانية، وشوق يكبر لأن ينضم الأب وسام إليهم في الأجواء الرمضانية التي تلتحم فيها العائلة.
 
تقول زوجته : "بفتقد زوجي في فطورنا وسحورنا، بحتاجه كثير، كان يساعدني بكثير أشياء، ترك فراغ كبير، بتمنى تمر السنوات بسرعة ويطلع بالسلامة ".

تشكو زوجة الأسير وسام قداسة والذي حكم عليه السجان الإسرائيلي عشر سنوات، ليقبع في سجن نفحة منذ سبع سنوات، بعيدا عن عائلته، مشقة الحياة دون زوجها الذي اعتاد أن يساندها في السراء والضراء.

تضيف، وهي تذرف دموعها: "بتحمل غيابه طول السنة وبحاول إني أتأقلم ولكن برمضان بتذكره وكل سنة بيمر بصعوبة" .

الأسير وسام قداسة أب لثلاثة أطفال أصغرهم لا يعرف تفاصيل شكل والده فلم يره إلا مرة واحدة في حياته.

شعور رمضان هو شعور اللذة والاستمتاع بالدعاء وجمع شمل العائلة لصلة الرحم وزيارة الأحبة ، هو فرصة لصفاء القلوب وشحن الهمم، وفي هذا الشهر الفضيل لا تجد زوجة الأسير إلا أن تحاول بأن تكون الأم والأب في آن واحد وهو ما اعتادت أن تفعله في كل مناسبة.

أسرة قداسه ونحو 5800  أسيرة وأسير حتى إبريل- نيسان الماضي، ككل عام مائدتهم ناقصة ابنًا أو اثنين أو أب، يلتمسون في شهر رمضان الدعاء علّ الله يفرج كرب أبنائهم الأسرى ويفك قيدهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

والدة الأسيرين  فهمي وصلاح أسعد أبو صلاح من بيت حانون ، تذكر ابنيها وهما صغارا كأنها تستحضرهم وهي تتحدث فتقول : " بتذكرهم وهما بيلعبو حواليّ صغار، مر عمر كثير ، بدعي ليل نهار انه يجي رمضان وأولادي جنبي: "

لم تقتصر دعوات أم فهمي لابنيها بل جملت جميع رفاقهم بالسجن داعية لهم أن يفرج الله أسرهم، مبينة : "رمضان كل سنة بيمر أصعب من إلي قبله لأنه أولادنا بالسجن، ويارب يكون رمضان هذا غير: "

و اعتقل الأسيرين أبو صلاح برفقة والدهم أسعد أبو صلاح وعمهم سعيد وابن عمهم غسان في الثامن عشر من مارس 2008   8بعد مداهمة لقوات الاحتلال لمنزلهم شمال قطاع غزة،وحكم على الأسير فهمي ب(22 عامًا)، والأسير صلاح (15عاما).

ومثل كل مرة فلم تنسَ أم فهمي أن تطالب المسئولين بأن يتحركوا لإخراج أبنائها من السجن الإسرائيلي.

 عائلة الأسير رامي عنبر استقبلت شهر رمضان وفي قلبها غصة وحرقة من وجع الفراق وتلهج قلوبهم بالدعاء أملين أن يستجيب الله لدعائهم في شهر لا يرد فيه الدعاء.

تتحدث أم رامي عن شوقها لابنها وكان لدموعها فيض يعبر عن أحاسيس أم حرمت النظر لفلذة كبدها فتصف حالها: "جزء مني ضايع هو ابني ربنا يرجعلي إياه سالم".

لم تتوقف والدة الأسير رامي عنبر عن الاعتصام بشكل أسبوعي في مقر الصليب الأحمر بقطاع غزة عل كاميرات الفيديو التي تلاحق ذوي الأسرى تتنقل صورتها لابنها فيشفى شوقه قليلا.

رامي عنبر، حكم عليه بالسجن ل 18 سنة أمضى 13 منها بعيدا عن والدته وزوجته وابنه.

رغم المسافات والحواجز إلا أن أم رامي لم تنسى أن توجه رسالة لابنها علها تصله بأي وقت كان فتقول: "بقول لابني رمضان كريم وعمري ما راح إنساك أنت قطعة من روحي وربنا يجمعنا فيك عن قريب".

حسرات ترافقها الأمنيات هي كل ما تملكه أمهات وزوجات الأسري آملين أن يأتي اليوم الذي  تلتقي فيه القلوب ويفرج فيه عن أحبائهم في سجون الاحتلال، فهل سيطول مسلسل الانتظار لرمضان آخر أم سيتحقق الحلم قريبا.



الثلاثاء، يوليو 22، 2014

صواريخ إسرائيلية ترعب أطفال بولنديين وتهدد أرواحهم

الحرب على غزه
صواريخ إسرائيلية ترعب أطفال بولنديين وتهدد أرواحهم

 غزه-نوى "هبه الافرنجي"
 "في غزة حينما يقال بأنها منطقة تحت خط النار ففهذا صحيح فلا يستطيع أحد أن يهنأ بإجازة كاملة دون أن يجد ما ينغص عليه ذلك.
لم تكن تعرف الثلاثينية سوسن خليفة أن انتظارها الطويل لتصل قطاع غزة سيتحول إلى خوف يجعلها تتمنى أن تغادره بسرعة بسبب العدوان الإسرائيلي.
خليفة بولندية الجنسية قامت بزيارة ذويها في قطاع غزة أواخر الشهر الماضي وهاهي عالقة فيه غزة تنتظر إما الشهادة أو الهدنة حتى تتمكن من العودة لزوجها.
توقعاتها بقضاء إجازة صيفية مميزة لم يكن وراد في الواقع فالعدوان على غزة أخذ حقها الإنساني وحق أطفالها باللعب والاستمتاع بإجازة صيفية صغيرة.

خليفة تقول وعينيها لا تكاد تثبتان فطائرات الاستطلاع لم تتوقف للحظة واحدة : "الحياة هنا ليس لها معنى لا حياة ولا مستقبل ننام ونستيقظ على هدير الطائرات والدبابات والبوارج  ونخشى النوم خوفا من ألا نستيقظ غدا
وكان قد أوضح الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة أن حصيلة العدوان الاسرائيلي المستمر حتى الثالث عشر من يوليو 166 شهيد و 1120 جريح والعدد قابل للزيادة في أي لحظة من بعد كتابة هذا التقرير.
طفليها ميرا ومحمود دائمو البكاء يريدان اللعب ولكن لا حول لهم ولا قوة، فالقصف حرمهم حتى ذلك وفي داخل منازلهم ، وخليفة تتلقى دائما الأسئلة كالصاعقة من طفليها لا تعرف أجابتهم، فميرا ذات الأربعة أعوام ونصف تسأل أمها :" ليش فش أمان  بدي أعيش بأمان وسلام  وأريد أن أسافر".
خليفة لم تتواصل مع السفارة بين نارين فهي لا تريد الخروج من غزة في الوقت الحالي وفي ذات الوقت لا تريد أن يتأذى أطفالها.
محمود يمسك بيديه جهازه الكمبيوتر المحمول الذي أهداه إياه والده القاطن في بولندا حاليا ويكاد لا يتحدث أبدا، بينما ميرا الفتاة تجلس إلى جانب والدتها تلعب بدميتها الصغيرة ومع كل صوت تنتفض لحضن والدتها، فتتذكر الأخيرة ما فعلته ابنتها قبل أيام بغضب: "ليش تركتيني نايمة انا ومحمود بلكي قصفنا الصاروخ خديني معاكي وين ما تروحي: "
حال ميرا أبكى قلب والدتها فهي سمحت لها بالنوم وميرا لا تريده خوفا من صاروخ اسرائيلي.
وكان قد سمحت مصر بفتح معبر رفح بشكل استثناء في السابع عشر من يوليو لجرحى العدوان ولحملة الجنسيات الأجنبية فقط، ولكن خليفة لا تريد أن تغادر خوفا من المعبر فإن خرجت سيذهب أخوتها لإيصالها  وتخاف أن يصيبهم مكروه ، فتكون هي سببا في ذلك ، لا تقدر على المجازفة متعذرة بقولها :" قام الاحتلال بقصف ذوي الإعاقة فكيف سيتعامل معي:"
ويذكر أنه وحسب تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت في الثاني عشر من يوليو مبنى جمعية مبرّة فلسطين للرعاية شمال غزة وتسبب ذلك استشهاد اثنين من ذوي الإعاقة المركبة.
رسالة تحملها خليفة وتنوي إيصالها لكل من تلاقيه من العالم أجمع بشتى لغاته إن استطاعت الخروج من غزة سالمة: "لا تضعونا بذات الخانة مع اسرائيل فهم يملكون أسلحة فتاكة بينما الفلسطينيين فسلاحهم بسيط جدا ولا يكاد يقارن.
وأعربت خليفة عن حنقها وغضبها من الطريقة التي يتعامل بها العرب مع سكان وأهل قطاع غزة مدللة: " لا تقتلوا القتيل أيها العرب وتمشون بجنازته "، فبعض الدول العربية برأيها يقومون بجمع التبرعات للفلسطينيين ولا يحركون قواهم العسكرية لنصر أهل غزة،  وفي ذات الموقف يغضون الطرف عما تفعله اسرائيل فيما علاقاتهم مع الأخيرة تكاد لا تنقطع البتة".
وكانت قد بدأت اسرائيل عدوانها على غزة بعد ان اكتشفت مكان جثث ثلاثة مستوطنين في الخليل وحملت مسؤولية مقتلهم لحركة حماس في قطاع غزة، بدون أي أدلة  وبدأت غاراتها على غزة بدون أي أدلة.

حال سوسن خليفة كحال عدد كبير لم يحصى حتى اللحظة من الرعايا الاجانب في قطاع غزة والذين مازال لديهم أمل بأن تهدأ الأمور وتعود لطبيعتها ليستمتعوا بشهر العبادة وبإجازتهم مع ذويهم من جانب وبأعمالهم من جانب آخر.

Sponsor