كنت
وانا صغيرة حينما أسمع بأن مسيرة ستكون هنا أو هناك أكون أول من يخرج من
مدرسته ، لا أخفي عليكم سرا كنت أحب أن يأتي الأولاد يخرجوننا من المدرسة وأتذرع
بأني لا أريد أن أخرج ولكن ما كنت أصدق أن تبدأ الاستراحة المدرسية حتى يبدأ
الطلاب برمي الحجارة على المدرسة وإجبارنا على الخروج معهم
فمنهم من يشارك في مسيرات عفوية ومنهم من يعود لمنزله، كنت من تلك
الفئة التي تذهب إلى حيث لا تعرف فقط أشارك في المسيرة وأهتف بفلسطينيتي لم نكن
نختلف أي شعار سنرفع فقط نرفع علم واحد هو علم فلسطين .
كان من الطبيعي أن يكون موجودا في كل منزل موجودا على الأسطح موجودا
بكثرة في المحال التجارية ولكن هذا الأمر لم يعد معروفا الآن، ذات مرة كنت متوجهة
لمسيرة تدعو للتضامن مع فلسطين كنت سعيدة لأن جميع الفصائل ستشارك فيها ذهبت
وحملت علم فلسطين ولكن ما صدمني هو أنني في المربع الذي كنت فيه لم أجد علما
واحدا هل يعقل ذلك لم يكن هناك علما فلسطينيا واحدا وفي ذات الوقت الأعلام
الفصائيلية ترفرف حتى تخاد تعميك.
كنت في أحد المكاتب الخاصة بأحد التنظيمات وجاء أحدهم مفتخرا يقول هل
رأيت علمنا كان يرفرف وطغى على أعلام الحزب الثاني ، يا الله ماهذه العقلية
الصغيرة " هذه الكلمات التي قلتها حينها وخرجت.
لست ضد الفصائلية فهو أمر كبير جدا ولن أستطيع أن أتحدث عنه في
تدوينة صغيرة ولكن لا يمكن أن نتخيل أن سبب كثرة هذه الفصائل هو لاختلافها في
الدفاع عن فلسطين وعلى الرغم من ذلك نجد بأن فلسطين آخر همهم حتى في أصغر الأمور.
ما تحدثت عنه سابقا يجعلنا نفكر إلى أي حد تفكر هذه الإنقسامات
بفلسطين ، وماالذي تريده من كثرة خلافاتها ، هل فعلا هدفها ما تسمو إليه ، ولماذا
تخصص لنفسها علما طالما أنها فلسطينية بحثة ، ومتى سيفكرون بفلسطين أصلا .
من هنا أقول لن أحمل أبدا علما غير علمي فلسطين ولن أقبل بأن يتغير
بأي لون آخر هو كما عهدته سابقا أحمرا وأبيضا وأسودا وأخضر لا غير .
0 التعليقات:
إرسال تعليق